قائمة الموقع

"اللعب بالنار" هل يشعل المواجهة مع غزة؟!

2016-01-14T06:39:37+02:00
الشهيد موسى ازعيتر 23 عامًا
الرسالة نت - محمود هنية

بدا الاعلام الإسرائيلي ومسؤولو الكيان اكثر اهتماما في جبهة غزة الجنوبية في الفترة الأخيرة، في وقت ارتفعت فيه نبرة التهديد لشن عدوان جديد، بالتوازي مع اعلان الاحتلال بدء تعزيزات جديدة على حدود القطاع واستحداث وحدات قتالية جديدة للمشاركة في أي معركة مقبلة.

التهديدات تزامنت مع تحذيرات إسرائيلية بشأن التطور الكبير والنوعي لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، خاصة في مجالي الصواريخ والانفاق، وفي ضوء اطلاقها لعدد من التجارب الصاروخية التي وصلت حدًا خطيرًا على حد وصف صحيفة معاريف العبرية.

ولعل القصف الإسرائيلي الذي استهدف قطاع غزة، صباح الأربعاء، اسفر عن استشهاد الشاب موسى ازعيتر 23 عامًا، واصابة 3 آخرين في بيت لاهيا شمال القطاع، أبلغ صورة تعبر عن حالة الـتوتر القائمة، الامر الذي اعتبرته حركة حماس لعبًا في النار ناجم عن تقدير إسرائيلي خاطئ للحسابات، من شأنه ان يزيد من فاتورة الحساب.

ذات التوصيف ذهبت إليه حركة الجهاد التي اكدت أن هذا العدوان من شأنه ان يشعل مواجهة جديدة مع الاحتلال، ليفتح التصعيد الأخير الباب واسعا امام التكهن عن امكانية اندلاع مواجهة جديدة في غزة، حال تصاعدت نيران الاحتلال وصعوبة السيطرة عليها".

وقد شهد القطاع عددا من الانتهاكات اليومية من الاحتلال، سيما ضد المزارعين والـصيادين، في وقت اتهمت (إسرائيل) كتائب القسام بنصب بالونات مزودة بكاميرات متطورة جدا لجمع معلومات حساسة عن الجيش.

توقع المواجهة

اللعب بالنار مصطلح اطلقته (إسرائيل) قبل يومين، على الأوضاع في الجبهتين الشمالية والجنوبية، ففي الوقت الذي يستعد فيه الإسرائيلي جنوبا تجاه القطاع، لا تزال عينه يقظة شمالا تجاه لبنان صاحبة الفاتورة المفتوحة للرد على اغتيال سمير القنطار، التي بدأها الحزب بعملية بسيطة في مزارع شبعا، رمى فيها حجرًا على مياه الشمال الراكدة.

ومع وجود قناعة راسخة لدى الاحتلال والمقاومة على حد سواء، بأن الحرب قادمة لا محالة، غير أن ثمة قناعات بأن كليهما يرغبان في تمديد أمد الحرب لوقت أبعد، وأن حسابات الأطراف هي تأجيل المواجهة على الأقل.

ولكن يبدو أن (إسرائيل) قد قررت القاء كرة اللهب المتدحرجة في الضفة المحتلة والقدس شمالا، نحو مربع القطاع جنوبًا، في قراءة وحسابات الضغط السياسي والميداني على حركة حماس والمقاومة لدفعها عن تطوير اليات الانتفاضة، سيما بعد التلويح بالدخول مجددًا في ساحة العمليات الاستشهادية، وفق تقديرات سياسية.

وتشير التقديرات إلى وجود رغبة إسرائيلية لـلحيلولة دون التطور النوعي لاداء المقاومة واستعداداتها، خاصة بعد فشلها في إقامة عائق مادي على حدود القطاع لكلفته المادية التي تتجاوز ملياري دولار، وهو مبلغ غير متضمن لموازنة الجيش العسكرية للعام الحالي 2016م، وفق صحيفة هآرتس.

وتقول الصحيفة إن جهاز الأمن العام (شاباك) كشف في الأسابيع الأخيرة ثلاث خلايا مسلحة على الأقل لحماس في الضفة الغربية وشرقي القدس، وهو ما يعني أن قيادة الحركة لديها هدف واضح، يتمثل بتحويل المواجهات الحالية مع (إسرائيل) منذ ثلاثة أشهر إلى انتفاضة مسلحة.

واعتبر أن هذا التحول ستكون له آثار كبيرة بعيدة المدى بما قد يطال قطاع غزة، وكل ذلك يحصل بالتزامن مع ما وصفه بـ"حرب العقول والأدمغة" على طول الحدود بين غزة و(إسرائيل).

ورجّح الخبير العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل، وجود سيناريوهين يرجحان اندلاع مواجهة عسكرية، الأول نجاح حماس بتنفيذ عملية عسكرية كبيرة ضد (إسرائيل) انطلاقا من الضفة، مما سيؤدي لرد اسرائيلي كبير ضد الحركة في غزة، كما حصل عقب اختطاف المستوطنين الثلاثة في الخليل في يونيو/حزيران 2014.

أما الثاني فيتمثل في الجهد الإسرائيلي لضرب منظومة الأنفاق على حدود غزة، مما قد يدفع قيادة حماس العسكرية للمبادرة بضربة استباقية ضد (إسرائيل)، رغم الثمن الكبير الذي سيدفعه قطاع غزة.

استبعاد المواجهة

أما المحلل الإسرائيلي آيال زيسر في صحيفة (يسرائيل هيؤم)، فرأى في مقال له عن المواجهة مع حماس وحزب الله "المنظمتان على استعداد للعب بالنار ودفع الثمن والتدهور إلى مواجهة لا ترغبان فيها. لكنهما لا تخافان ولا ترتدعان بالمستوى الذي نعتقده".

وبموازاة قراءة المشهد الإسرائيلي لاندلاع المواجهة، فإن حرص المقاومة الفلسطينية لعدم تجدد المواجهة غير كافية لتفاديها، في ظل شهية الاحتلال ورغبته في شن عدوان جديد.

ويوصى الدكتور عدنان أبو عامر المختص في الشأن السياسي، بضرورة اجراء مراجعة متأنية لما كتبته الصحافة الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية، بتركيزها على غزة والأنفاق وحماس، فهو أمر ملفت، ويستدعي الانتباه.

واستبعد أبو عامر أن تلجأ (إسرائيل) في الوقت الراهن لشن عدوان جديد، لكن مع ذلك يستوجب على المقاومة ان تراعي الاهتمام والحذر، في وقت ينبغي الإشارة الى ان المقاومة أيضا ليست في وارد الدخول في مواجهة جديدة!

وتبقى فرضية تجدد المواجهة مرتبطة بمسار كرة اللهب التي تتدحرج سريعًا فوق صفيح يغلي من كل شيء وفي مقدمته استمرار الحصار وانغلاق الأفق السياسي وسرعة الانفجار فيه باتت وشيكة، وفق تقديرات المشهد السياسي والأمني.

اخبار ذات صلة