في الوقت الذي يناضل فيه الشباب الفلسطيني بحجارتهم من أجل استرداد حقوقهم المسلوبة، يناضل فريق آخر من الشباب بعقولهم وابتكاراتهم لتعزيز اسم فلسطين في المحافل الدولية، مبتكرين أجهزة واختراعات تخدم البشرية وتحافظ على إنسانيتها، والشابة الفلسطينية نور الهدى حمدان مثالاً لذلك
حمدان شاركت مؤخراً في مسابقة شركات مايكروسفت التي أقامتها في السويد، بتطوير جهاز يرتديه كبار السن ويستطيع تحديد حالات السقوط، والاتصال في الأهل أو النجدة اذا دعت الحاجة، لتنال فكرتها إعجاب فريق التحكيم وتكرم بالجائزة الأولى.
الحياة والدراسة
تعرف المخترعة عن نفسها لـ "الرسالة" بأنها فلسطينية من مدينة البيرة، وهي زوجة وأم لطفلة، تسكن وتدرس مع زوجها في ألمانيا، مضيفةً درست سنة واحدة في جامعة بيرزيت قبل أن تنتقل وعائلتها للأردن بحثا عن الاستقرار لتنهي فيها دراسة هندسة الحاسوب من الجامعة الاردنية، ثم تنتقل مع زوجها لإتمام دراسة علم الحاسوب في ألمانيا والتي كانت دعم عن طريق منحة تفوق من جامعة RWTH Aachen University، ومنحة Anita Borg من شركة غوغل، وتعد حاليا لرسالة الدكتوراه في الجامعة نفسها.
وعن مشاركتها في المسابقة أشارت حمدان أنه في نهاية عام ٢٠١٥ أعلنت مايكروسفت عن مسابقة في السويد لبناء أجهزة تخدم الانسانية، فقررت المشاركة وكان من شروط المسابقة أن يتم بناء الجهاز في قاعة التحكيم باستخدام تكنولوجيا جديدة من شركة انتل، حيث أن التحضير للمسابقة كان لمدة شهر تقريبا، وتم تشكيل معظم الفرق عن طريق الانترنت.
الجهاز وفكرة العمل
وأوضحت أن فكرتها كانت بسيطة وهي اضافة وحدة تعلم للجهاز بحيث يتعلم نمط حركة المستخدم، وبالتالي يصبح أكثر دقة في تحديد حالة الطوارئ، وتستطيع هذه الوحدة التبليغ عن حالات الإغماء اذا حصلت، مبينةً أنها وفريقها اقترحوا وسيلة لجعل الجهاز اخف وزنا ومقبول أكثر من قبل المستخدمين.
ونوهت المبتكرة أن الفكرتان الرأسيتان في المشروع هم جزء من رسالة الدكتوراه التي أعمل عليها حاليا، حيث انها تختص في علم الحاسوب التفاعل الإنساني الحاسوبي، والذي يعيد دراسة الأجهزة الإلكترونية والتقنية بعدما أصبحت في أيدي المستخدمين، ويقيم المشاكل التي تواجهها مجموعات مختلفة، مثل الصغار، كبار السن، ذوي الحاجات الخاصة، الخ، وعن سبب التفكير بمشروع يختص كبار السن بينت أنه خلال تجهيزها للمشروع تعرضت سيدة كبيرة في عائلتها لحادث سقوط اضطرها للبقاء على الأرض حتى سمع المارة صوت ندائها.
مايكروسوفت والجائزة
وعن مسابقة مايكروسوفت قالت حمدان "هذه المسابقة مثلا استغرقت يوما كاملا، استطاع فيها فريق الشركة ان يرى كيف نتعلم، كيف نستخدم التقنية الجديدة، كيف نطور افكارنا، نحل المشاكل بشكل سريع، كيف نعمل تحت الضغط، وكيف نعمل ضمن فريق"، منوهةً أن الشركة قامت بأخذ معلومات المتسابقين للاتصال بهم وعرض فرص للعمل أو التدريب في الشركة.
وعن الحلم بالمركز الأول أكدت أنها لم تكن وفريقها متفائلون بالفوز بسبب بساطة الفكرة، ولأنها تقوم بتطوير جهاز بدلا من اختراع جهاز جديد، لكن إصراراهم على الاستمرار سهل الصعاب أمامهم، ناهيك عن قناعتهم بأنهم لن يخسروا شيئاً فوقتهم كان مبذولا في التجارب وتعلم تقنيات جديدة من أجل تطبيق الفكرة، وأما عن زوجها فكان الحافز الحقيقي والداعم الرئيسي لنجاحها ، والذي أوصلها إلى السويد في يوم المسابقة، وكان وابنتيها ينتظرون النتائج خارج قاعة التحكيم.
الفوز والطموح
على صعيدها الشخصي بينت أن إنجازاتها تساعدها على ان يكون لها حضور وصوت ضمن الجامعات والشركات الكبيرة التي تستطيع ان تصل لملايين الناس و تؤثر في حياتهم، وهي فرصة رائعة لتظهر الفتاة، الملتزمة، والفلسطينية بحلة جديدة، حلة علمية، يفهمها كل الناس.
وحول الجهاز فالطالبة المخترعة مستمرة في بحوثها المتعلقة بالجهاز، وتطويره يحتاج لتفرغ أكثر، لكنها ستحاول القيام بتحويل الفكرة لجهاز فعلي تدريجيا، وتتمنى تشكيل فريق من الطلاب العرب في ألمانيا والعمل معهم على هذا الجهاز وغيره في المستقبل القريب.