غزة- فادي الحسني
ألقى التجاذب السياسي الحاصل على الساحة الفلسطينية بظلاله على ملف الحوار الفلسطيني، المقرر استئنافه في الخامس والعشرين من الشهر المقبل.
وبناء على تهديدات حركة فتح باعتقال عناصر حركة حماس في الضفة الغربية- نتيجة منع أعضاء المؤتمر السادس من مغادرة القطاع- فإن حركة حماس قالت أن لا جولات حوار جديدة ما لم تفرج فتح عن معتقلي الضفة".
وأكدت مصادر مطلعة لـ الرسالة" أن السلطة في رام الله أرسلت رسالة عبر قيادة حماس في الضفة لحكومة غزة تتضمن في فحواها تهديدات باعتقال قيادة الضفة واتخاذ إجراءات غير مسبوقة بحقهم إذا ما استمرت حماس في رفضها السماح لعناصر فتح بمغادرة القطاع".
*ترفض السماح
وتمنع حركة حماس والحكومة التي تديرها في قطاع غزة عناصر فتح من التوجه للضفة الغربية بغية المشاركة في مؤتمر حركتهم، وتربط السماح لهم بإفراج أمن السلطة الفلسطينية عن 1050 معتقلاً من الحركة وإدخال حصة القطاع المحاصر من جوازات السفر التي تصدرها السلطة برام الله.
وقالت المصادر إن السلطة ستقدم على عدة إجراءات وخطوات تصعيديه في حال رفضت حماس الاستجابة، وإنها ستعيد اعتقال من أفرجت عنهم من عناصر حماس خلال الفترة الماضية.
وذكرت تلك المصادر أيضا أن قياديين في حركة فتح والأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم طلبوا من حكومة سلام فياض التضييق على قياديي حماس ونوابها في المجلس التشريعي.
ولم ينف النائب عن حماس في الضفة عمر عبد الرازق، ما أوردته المصادر، مؤكدا أن هناك تهديدات علنية عبر وسائل الإعلام تقدم بها كل من أمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم ، وفهمي الزعارير المتحدث باسم فتح، وعزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية.
وقال عبد الرزاق لـ"الرسالة": لم نتلق تهديدات بصورة مباشرة، لكن كان هناك اتصال جرى بين الطيب عبد الرحيم والدكتور عزيز دويك، تضمن تهديدا"، معبرا عن عدم خشيتهم من أي ممارسات تصعيديه ضدهم.
وأضاف: "لسنا بأفضل من أبناء شعبنا، ولكننا نتمنى أن يكونوا أعقل من ذلك"، مشيرا إلى أن حركة فتح غير جادة انجاز الحوار الوطني.
*ليس لديها نية
وكانت قد حددت القاهرة الراعية للحوار الوطني، الخامس والعشرين من الشهر الحالي موعدا لاستئناف الجلسة السابعة من جلسات الحوار.وأكد عبد الرازق أنه ليس لدى فتح أية نية للاستمرار في الحوار "ولو كان لديهم نية للاستمرار فيه، كانوا أفرجوا عن معتقلينا" كما قال.
ويقول النائب عن حماس "الاعتقالات عقبة رئيسية منذ وقت طويل (..) الاعتقال السياسي افشل الحوار منذ شهر نوفمبر الماضي ولم يعقد أصلا، لذلك بالطبع سيحول استمرار الاعتقال دون التقدم في ملف الحوار".
من جانبه قال عضو لجنة الحوار عن حركة حماس د.صلاح البردويل: "الحوار مرهون بإنهاء السلطة لملف الاعتقال السياسي (..) وإذا ما أقدمت السلطة على حماقات جديدة بحق عناصرنا سيكون من الصعب الاستمرار في هذا الحوار".وتوعد البردويل حركة فتح في غزة بردود فعل مقابلة، إذا ما مارست تصعيدا بحق قيادات حماس في الضفة الغربية.
وأشار إلى أنه لا يمكن الذهاب للحوار في ضوء عدم إنهاء ملف المعتقلين السياسيين في الضفة الغربية، كما رهن المشاركة في الحوار أيضا، بإعطاء غزة حصتها من جوازات السفر.
وقال البردويل لـ"الرسالة" : هذه جريمة، لأنها محاولة لمنع حرية التنقل (..) الاحتلال لم يمنع جوازات السفر ولكن سلطة رام الله منعتها".ونفى عضو لجنة الحوار أن تكون هناك أية ضغوط مورست عليهم من قبل أطراف خارجية، من أجل السماح لعناصر المؤتمر السادس بمغادرة القطاع.
**فتح تتعنت
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر السادس في الرابع من آب الحالي، لكن مراقبين يتوقعون أن يعقد دون مشاركة عناصر غزة، لاسيما أن فتح لا تزال تتعنت في ملف المعتقلين وترفض إنهائه.
على نحو متصل رأى المحلل السياسي طلال عوكل أن ضغوطا خارجية ستمارس على الحركتين من أجل استئناف الحوار المقرر عقده في 25 آب الحالي.وقال عوكل لـ"الرسالة":اعتقد أن الحوار الوطني لم يعد مجرد استحقاق فلسطيني فقط، وإنما أصبح استحقاقا عربيا (..) سيكون هناك تدخلات خارجية من أجل إعادة الطرفين إلى طاولة الحوار".
وأوضح عوكل أن "الحوار سيفشل في توحيد الوطن وتغيير الأوضاع، لكنه لن يفشل في إنهاء الانقسام سياسيا"، مؤكدا أن المجتمع الدولي لن يهتم كثيرا إذا ما بقيت في الأراضي الفلسطينية حكومتين.وأشار إلى أنه رغم تعقيدات ملف الحوار، إلا أنه لا يعتبر الملف الوحيد والحاسم في تقييم مستوى الخلاف القائم بني حركتي حماس وفتح.