باسم عبدالله ابوعطايا
مرة أخرى يعود المبعوث الأمريكي جورج ميتشل إلى المنطقة , حاملا معه هذه المرة خيبة أمل كبيرة للفلسطينيين, ميتشل قدم ليس لمطالبة إسرائيل بوقف الاستيطان أو تهويد الحملة الإسرائيلية المسعورة لتهويد القدس إنما وصل إلى المنطقة وهو يحمل معه ملفين أساسيين الأول مزيدا من الضغط على الدول العربية من اجل الحصول على تعهدات اكبر من الدول العربية من اجل التطبيع مع إسرائيل من اجل استعطافها طمعا في كرمها بوقف الاستيطان أو تجميده .
والملف الآخر الذي جاء يحمله المبعوث الأمريكي هو رزمة من التهديدات للسلطة بقطع الدعم الأمريكي لها في حال بقيت على شروطها بعدم حضور اللقاء مع نتنياهو دون وقف الاستيطان
ميتشل الذي وصل المنطقة مطلع هذا الأسبوع في جولة تشمل إسرائيل ورام الله، حيث بدأ لقاءاته مع المسئولين الإسرائيليين، ومن ثم التقى محمود عباس في رام الله.
تحريك عملية السلام
وزارة الخارجية الأميركية قالت أن ميتشل غادر الولايات المتحدة في جولة تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن ولبنان ومصر حيث يسعى إلى تحريك محادثات السلام الفلسطينية - الإسرائيلية.
والغريب في الأمر أن الإدارة الأمريكية برئاسة اوباما منذ اليوم الأول لها وهى تتحدث عن تحريك لعلمية السلام وتعددت على اثر هذا الإعلان زيارات ميتشل إلى المنطقة, لكن عملية السلام لم تتحرك قيد أنملة لان مجرد الحديث عن عملية سلام دون تحديد برنامج وخطة واضحة لا يمكن له أن يؤدى إلى نتائج مرجوة الإدارة الأمريكية تحدثت كثيرا عن أن لديها رؤية لدفع عملية السلام في الشرق الأوسط لكنها حتى اللحظة لم تطرح أي خطة أو تصور ولم تحدد مرجعيات ولا شرعيات وإنما تكتفي بالطلب من إسرائيل وقف الاستيطان من اجل استئناف العملية السلمية, ولكن في حقيقة الأمر أن هذه المطالب ما هي إلا توفير غطاء لإسرائيل من اجل الاستمرار في سرطانها الاستيطاني والاستمرار في تهويد مدينة القدس .
وبدلا من الضغط على دولة الاحتلال جاء ليحمل لها نتائج الضغوط على الدول العربية للتطبيع مع إسرائيل مقابل وقف الاستيطان.
ميتشل جاء محاولا التوصل إلى تفاهم بمقتضاه تقوم إسرائيل بتجميد البناء في المستوطنات، فيما تقدم الدول العربية مبادرات باتجاه الاعتراف بالدولة اليهودية كمقدمة لاستئناف المحادثات.
رفض إسرائيلي
"إسرائيل" استبقت زيارة ميتشل بالإعلان عن بناء 455 وحدة سكنية استيطانية في الضفة الغربية، وهي خطوة أثارت احتجاجات فلسطينية وانتقادات أميركية نادرة.
الموقف الأمريكي والرد على الخطوات الإسرائيلية لا يبشر بخير ولا ينذر بان شيئا في الأفق يدفع إلى التفاؤل، فلا زيارة ميتشل ولا خطاب الرئيس اوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة ستؤدي إلى استئناف عملية السلام. فالجانب الأميركي لم يقدم ملامح واعدة لاستئناف محادثات السلام على الأسس القانونية ومرجعيات الشرعية الدولية، وإنما بات همه الضغط على العرب لتقديم خطوات حسن نية لإسرائيل كإقامة العلاقات الدبلوماسية معها والسماح لطيرانها باختراق الأجواء العربية والسماح للإسرائيليين بزيارات سياحية وتجارية.
الإدارة الأميركية بدأت العمل بخطوات مواربة وملتوية لأنها تعرف تماماً ان حكومة نتانياهو لن توقف الاستيطان، وأنها تتفق معها بإقامة الوحدات الاستيطانية في القدس».
وهنا نتساءل لماذا جولة ميتشل إذا ؟ ولماذا إيهام العرب مجدداً بأن الإدارة الأميركية تعمل على تهيئة أجواء السلام؟.
ناقوس الخطر
إن التجاوب الأميركي مع أهداف إسرائيل يدق ناقوس الخطر في المنطقة، وعلى العرب الا ينخدعوا لأن عدم التطبيع هو خط الدفاع الأخير، وانهياره يعني شطب قضايانا والتسليم بالابتزاز السياسي الذي يقدم الآن على انه حسن نيات». فالقضية هى قضية حقوق واراض محتلة لا يمكن التفريط بها، وأي مفاوضات لا تقوم على هدف استرجاعها ستكون مضيعة للوقت».