واشنطن – الرسالة نت
تقول مجلة "فورين بوليسي" الاميركية في مقال للصحافي دانييل ليفي انه بعد فجوة طالت عاما ونصف العام وتشكلت خلالها حكومتان جديدتان احداهما في اسرائيل والاخرى في الولايات المتحدة الاميركية استؤنفت مسيرة السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين الاسبوع الماضي.
وتضيف انه يمكن القول ان ابرز مظاهر هذا الاستئناف الذي طال انتظاره كان غياب اي زوبعة مرافة للحدث، وكذا الامر بالنسبة الى اي توقعات يمكن لها ان تنتجها.وكتب ليفي: "ان مما يؤسف له ان التشاؤم يكاد يحظى بقدر كاف من المبررات لصالحه. فهناك الكثيرون ممن اشاروا الى صيغة المحادثات – فهي غير مباشرة وليست مفاوضات مباشرة – باعتبار ان ذلك دلالة على العمق الذي هوت اليه احتمالات السلام".
ويضيف ان الولايات المتحدة تحظى بأفضل موقع لانتزاع تنازلات من الجانبين. الا انه يبدو ان الوسيط الاميركي ملتزم بالنظر الى "المحادثات غير المباشرة" كاجراء احتياطي باعتباره الافضل من بين الخيارات، وكمحطة على الطريق لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الطرفين.
ويقول ليفي: "كان التركيز منصبا على مدى عمق الفجوات القائمة حاليا بين الطرفين. ولا بد من تفسير هذا الامر على الفور. اذ يتضح من التعمق في البحث ان المفاوضين الفلسطينيين هم نفس الاشخاص الذين اسهموا في الجولات السابقة وان مواقفهم التفاوضية ظلت كما هي.
وان شقة الخلاف الجديدة باكملها هي نتاج النكوص في الموقف التفاوضي لرئيس الوزراء الاسرائيلي بيامين نتنياهو (حسبما بدا من تصريحاته العلنية بشأن القدس، ووادي الاردن، والمستوطنات وما الى ذلك).
وهناك توقعات في المنطقة على نطاق واسع بان هذه المحادثات سوف تنهار. وتبقى موضوعات التكهن المثيرة للاهتمام هي متى، وفي اي الظروف، الى من يوجه اللوم، وما هي الخطوة التالية وخاصة من جانب ادارة اوباما. ويبدو ان الجانبين اعدا نفسيهما لمواجهة الخطوات الاميركية التالية في توجيه الملامة ومرحلة فشل المفاوضات. فقد تسابق الوزراء اليمينيون الاسرائيليون في الاعلان عن اعمال الاستيطان في القدس الشرقية وفي هدم المساكن الفلسطينية، فيما اخذت منظمة التحرير الفلسطينية تعلن عن تذمرها وتناغم المسؤولون الاميركيون في المطالبة بضبط النفس.
وفي الوقت الذي لا نجد تقريبا من يراهن على النجاح، فان اسباب الفشل تشمل تكهنات اكثر اهتماما ودراماتيكية. فهل يمكن لاسرائيل في حال اشتعال جولة جديدة من العنف ان تعرض مبادرة تشمل بعض الانسحاب الرمزي من الضفة الغربية، او هل يحمل انتهاء وقف الاستيطان الجزئي في ايلول (سبتمبر) ازمة جديدة؟ كل هذا ممكن، بقدر ما يمكن ايضا ان تقوم الولايات المتحدة بالاعلان عن خطة خاصة بها.
من جانب اخر فان هناك مجموعة ممن يتمسكون بما اعلنه قائد القيادة المركزية الاميركية الجنرال بترايوس الذي لم يتراجع عن اقواله في الاسابيع اللاحقة لتصريحاته. وقد سار على هدي ثلاثة ممن سبقوه في هذا المنصب منذ 11 ايلول (سبتمبر) وهم الجنرال تومي فرانكس والجنرال جون ابي زيد والجنرال ويليام فالون وقد شدد الثلاثة على الموقف ذاته.
فالجنرال ابي زيد على سبيل المثال قال في شهادته امام مجلس الشيوخ العام 2006، ان على الولايات المتحدة "أن تركز على ثلاثة اهداف استراتيجية: هزيمة "القاعدة"، عدم السماح لايران بالسيطرة الاقليمية، واخيرا لا بد من العثور على حل شامل للصراع العربي -الاسرائيلي".ولا شك ان احداث ما بعد الحادي عشر من ايلول (سبتمبر) عززت الاهتمام بمعالجة هذه القضية، وهو ما اقرت به ادارة بوش متأخرة عندما دعت الى مؤتمر انابوليس، واستمر الحال بتصميم اكبر لدى الرئيس اوباما.
وقبل وقت قصير، ادرجت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في خطاباتها عن المنطقة قولها: ان عدم التوصل الى سلام بين اسرائيل والفلسطينيين يؤدي الى زعزعة الاستقرار داخل المنطقة وخارجها".
وتساءل الكاتب هل ينبغي على الفلسطينيين والاسرائيليين مواصلة التفاوض حول القضايا الرئيسة، وبناء الثقة بعد ان دمرها عقدان من الزمن، ومواصلة بناء المؤسسات الفلسطينية لدولة المستقبل بينما الاحتلال قائم وفيما لا تبدو في الافق نهاية للاحتلال او بداية لدولة حقيقية.
وقال ان اميركا تقوم بما تقوم به ليس لان السلام شيء جيد، ولا كي تفوز بجائزة نوبل (فقد حصل الرئيس الحالي عليها) ولا حتى لانقاذ اسرائيل او لان في ذلك مصلحة لاميركا، لكن بسبب ذلك كله اضافة الى حقيقة ان ليس هناك بديل افضل.