رغم العديد من الفعاليات التي نظمت تضامنا مع أول صحفي فلسطيني مضرب عن الطعام في الضفة الغربية وقطاع غزة الا أنه يمكن تصنيفها بالخجولة لاسيما وأنها لا ترقى لحجم قضيته، وخطورة حالته الصحية، حيث اكتفى الاتحاد الدولي للصحفيين وغيره من المؤسسات الدولية بإبداء القلق في حين لم تبد السلطة أو مجلس وزرائها أي ردة فعل تجاه قضية الأسير محمد القيق!
صمت الجهات الرسمية والقلق الخجول الذي شعر به الاتحاد مؤخرًا دفع الاحتلال الى التمادي وعدم المبالاة بحالة القيق الصحية التي تدهورت إلى درجة الخطر الشديد حيث رفضت المحكمة العسكرية في سجن "عوفر" الاستئناف الذي تقدم به محامو الصحفي لإلغاء اعتقاله الإداري التعسفي، وثبتت اعتقاله لمدة 6 شهور.
ويواصل الصحفي القيق اضرابه المفتوح عن الطعام منذ الرابع والعشرين من نوفمبر الماضي، رافضًا أي مدعمات أو أي شكل من أشكال الفيتامينات سوى تلك التي تم اعطاؤه إياها قسرا عبر الوريد منتصف الأسبوع الماضي.
كسر العزيمة
"لم يؤثر علينا الرفض ومعنوياتنا كما محمد مرتفعة" بهذه الكلمات المفعمة بالإرادة علقت فيحاء شلش زوجة الأسير القيق على رفض المحكمة الاستئناف. وأضافت عبر اتصال هاتفي مع "الرسالة نت ":" الاحتلال ومن خلال رفضه الاستئناف يريد توجيه ضربة لكسر عزيمة محمد وثنيه عن الاستمرار في الاضراب.
وأشارت شلش الى أن ارادة زوجها بمواصلة الاضراب لن تتأثر بقرارات المحكمة العسكرية، منبهة الى أن هدفه واضح إما الشهادة أو الحرية.
بدوره يرى رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع بأن رفض محكمة الاحتلال الاستئناف يعني وجود نوايا انتقامية تجاه الأسير القيق، متهمًا محاكم الاحتلال بإضفاء غطاء شرعي على قرارات المخابرات الإسرائيلية الشريكة في الوضع المأساوي الذي آلت إليه صحة القيق.
وأوضح قراقع في بيان صحفي أن اعتقال القيق يعتبر تعسفيًا، والنيابة الإسرائيلية لم توجه أي تهمة محددة له تستوجب اعتقاله، واستندت إلى ما يسمى المعلومات السرية الاستخبارية.
تلك القرارات التي تفتقد لكل إجراءات المحاكمة العادلة تعكس مدى توجس الاحتلال من الصحفي الفلسطيني بحيث تصر على تكبيل أطرافه وهو هزيل الجسد على سرير المستشفى.
حماية مفقودة
حماية وتعزيز حقوق الصحفيين وحرياتهم مجرد شعارات مفقودة في قضية اضراب القيق، وفي السياق استنكرت زوجة القيق اقتصار دور المؤسسات الدولية الصحفية كمراسلون بلا حدود والاتحاد الدولي للصحفيين بالإعراب عن قلقها مؤكدة بضرورة تضامنها بوقفات واعتصامات دون أن يقتصر دورها على البيانات فقط.
وطالبت شلش بتفاعل قوي مع زوجها بعدما دخل مرحلة الخطر الشديد حيث يتبول ويتقيأ الدم ويعاني من تصلب عضلات وآلام شديدة في المعدة والرأس والمفاصل، إضافة الى نحول شديد وليس انتهاء بضعف عام في الرؤية.
وقالت:" نطالب مكتب الرئيس ورئاسة الوزراء اصدار بيانات ترفض اعتقال الصحفي الفلسطيني دون تهمة للضغط على الاحتلال بإتمام صفقة للإفراج عن محمد في ظل حالة الصمت من الجهات الرسمية والدولية.
وفي تعليقها على الوقفات والاعتصامات الشعبية والمحلية وصفتها بأنها جهود مشكورة ولها أثرها المعنوي على الأسير وعائلته.
ونصرة للقلم والصوت الحر يستمر الصحفي محمد القيق بالإضراب ولابد أن يوازيه تغريد أحرار العالم على وسم "الحرية_لمحمد_القيق" وهو أضعف الايمان في ظل التفاعل الرسمي والدولي المفقود!