تشهد سوق الكتب المستعملة في العاصمة الأميركية واشنطن رواجا لافتا يخالف التوقعات بأفول عصر الكتاب الورقي.
فرغم سهولة الحصول على الكتاب الإلكتروني، تمثل متاجر الكتب المستعملة فسحة للتفاعل الثقافي والاجتماعي بين القراء لا توفرها شبكة الإنترنت.
أحد المتاجر للكتب المستعملة في واشنطن يواصل نشاطه للعام الـ16، رغم التنبؤات بإعراض القراء عن الكتاب الورقي.
وإزاء ذلك يقول مالك المتجر بول سايمروت إن القراء لا يزالون يقبلون على شراء الكتب الورقية، خاصة المستعملة منها ذات الأسعار الرخيصة.
وأشار سايمروت إلى أن الكتب المستعملة لا تفقد قيمتها بعد قراءتها للمرة الأولى، فبعض الناس يحتفظون بها إلى الأبد لأنها أشبه بوسام فخر بعد إتمام القراءة.
وأضاف أنه مع ذلك فإن العديد من الكتب تتكوم أيضا على الرفوف رغم احتفاظها بقيمتها، وبالتالي يمكن بيعها بسعر أرخص بكثير لا يتجاوز ربع سعرها عندما كانت جديدة، بينما تحافظ على المحتوى نفسه.
ورغم التنبؤ بأفول الكتب الورقية فإنها أثبتت رسوخها، وما يدل على ذلك رواج متاجر الكتب المستعملة في واشنطن، بينما استقرت حصة الكتاب الإلكتروني من السوق عند نسبة 20% فقط.
وتؤدي متاجر الكتب المستعملة وظيفة ثقافية في محيطها تتجاوز حدود التجربة الفردية في ابتياع الكتب الإلكترونية أو حتى الورقية منها عبر الإنترنت، فهذه المتاجر تتيح مجالا للتفاعل والأنشطة الثقافية المشتركة بين رواده.
ففي متجر آخر للكتب المستعملة يقول ضابط البحرية المتقاعد بابلو سييرا إنه يريد لمتجره أن يتحول إلى عنوان للتفاعل الثقافي، معتبرا أن الكتب تشكل أسلوباً لتحويل المتجر إلى مرفق عام، بالإضافة إلى برنامج مقايضة الكتب المستعملة.
وأضاف سييرا أنه يهدف في نهاية المطاف إلى تجسيد رؤيته بتحول متجره إلى مقصد للقراءة بالنسبة إلى محيطه.
وبالتالي فعندما يفكر الناس في ابتياع الكتب والتعرف على ما يقرؤه الآخرون أو في استكشاف الجديد، فإنهم يقصدون هذا المتجر لأنه يمثل المجتمع المحلي.
فالمتجر يدل على الذائقة الثقافية في محيطه لقراء يتزود منهم بكتبهم القديمة لقاء رصيد يشترون به كتباً أخرى.