المفوض السابق للعلاقات الدولية في جماعة الاخوان المسلمين

يوسف ندا: سلطة عباس شريك السيسي في التآمر على القطاع

السيسي وعباس (الأرشيف)
السيسي وعباس (الأرشيف)

الرسالة نت - محمود هنية

على وقع الأحداث والمتغيرات الكبرى في المنطقة العربية، واشتداد الأزمات في بلدان الاقليم، والتي تزامنت مع تشديد الحصار على قطاع غزة خاصة من الجانب المصري، والذي يترقب فصل جديد من فصول الثورة في ذكرى 25 يناير، يطل رجل من أهم رجالات المرحلة المصرية الراهنة ليجيب عن تساؤلات هامة حول الوضع العربي والمصري.

ضيف "الرسالة نت"، لهذا العدد يوصف بـأنه الأكثر تعقيدًا في ادارة المرحلة، "أمير الظل" في السياسة المصرية، أسماه النظام بـ "ثعلب السياسة"، و"المفاوض الغامض"، هو يوسف ندا مفوّض العلاقات الدولية لجماعة الإخوان المسلمين.

كان الوصول اليه أشبه بحلم، في ظل الـهالة الكبيرة التي طغت على شخصيته وإصراره على البقاء خلف الكواليس، لكنه كان على عكس ما يشاع عنه، ففضّل أن يكون صريحًا وواضحًا في حواره مع الرسالة.

وتحيط بالقيادي ندا هالة من الغموض بسبب ما تردد عن أدوار سياسية لعبها في المحيط العربي والشرق أوسطي، رغم أنه ظل بعيدا عن الأضواء منذ ترك مصر عام 1960 وحتى اتهامه بما يسمى الإرهاب عام 2001.

وفضّل خلال حديثه لـ "الرسالة"، من سويسرا، أن يكون مقتصرًا على القضية الفلسطينية وأن يكون مقتضبًا في اجاباته، لـكي لا يزيد من فاتورة عداء النظام المصري للقضية وشعبها.

استهل ندا حديثه بانتقاد مواقف النظام الراهنة، ضد قطاع غزة، و"التي يرى ظلمها كل أعمى فكيف بمن يبصر الحقائق ويطلع على جرم النظام ضد القطاع"، كما قال ندا.

ووصف رجل الأعمال المصري النظام " بالعسكري الفاشي"، الذي لا أمان له، مشيرًا إلى دور النظام في قتل الآلاف من المصريين وسجن أكثر من 60 ألف آخرين من أبناء شعبه، فكيف سيفعل بالآخرين؟

ويقول ندا إن النظام الحالي شكل لـ(إسرائيل) كنزًا استراتيجيًا أفضل من مبارك، حيث ترجم ذلك عمليا من خلال محاصرته للقطاع وتجويعه لأهله، والعمل على تلويث مياهه، في وقت يعجز فيه عن حماية مياه المصريين.

ويؤكد أن مفهوم الأمن القومي الذي يتذرع فيه النظام لتبرير اجراءاته ضد غزة، لا يعني سوى مفهوم حماية امن (إسرائيل)، ليثبت أنه الاقدر في حمايته.

النظام المصري يمثل كنزًا استراتيجيًا لـ(إسرائيل) من خلال حصاره غزة

وشن ندا انتقادًا لاذعًا ضد السلطة الفلسطينية ودورها في التآمر مع النظام المصري ضد القطاع، مضيفا" السلطة الحالية باعت دماء الشهداء الأوائل منها، وهي لا تدعم النظام الحالي في مصر فحسب، بل تنافسه في إرضاء كيان الاحتلال".

وأكدّ أن السلطة أصبحت مجردة من كل الاخلاقيات والقيم التي تحكم ضوابط العلاقة بينها وبين شعبها، قائلاً "عمرها بعمر من تتحالف معهم، وهو عمر قصير لن يطول وسرعان ما سيزول".

وردًا على دعوات بعض الجهات لحركة حماس بالتخلي عن جماعة الاخوان لتمهيد الطريق نحو مصالحة مع النظام المصري، فأجاب" لن يرضى النظام الحالي عن حماس حتى لو تخلت عن الاسلام"، وكان مرد موقفه بأن قائد النظام العسكري عبد الفتاح السيسي حنث عن القسم تجاه دولته التي ولدته وربته، فكيف بالآخرين، وفق تعبيره.

ورأى أن سلوك النظام المصري اتجاه غزة مدعوم بصمت وسكوت الأنظمة العربية عنه، مؤكدًا أن فلسطين لم يعد لها أدنى موضع عند الحكام العرب.

صمت الأنظمة العربية يشجع مصر على خطواتها العدائية اتجاه غزة 

وفي قراءته للموقف السعودي الراهن، وإمكانية تأثيره على النظام المصري ليخفف من اجراءاته ضد القطاع، اعتبر أن السياسة السعودية تجاه القضية الفلسطينية هي أسوأ مما كانت عليه سابقاً.

واستدل ندا باعترافات ومواقف لسياسيين أمريكيين واسرائيليين يشيدون بقوة في اداء النظام السعودي ومواقفه اتجاه (إسرائيل) ورفضه التعاطي مع مظلومية القضية الفلسطينية.

وأشار إلى أن حكام مصر والسعودية يقفون في الجانب الآخر من القضية، داعيًا المملكة لمراجعة مواقفها سيما في ظل حاجتها لـمواقف مؤيدة ومساندة لها في خضم معمعة الاحداث الدائرة.

ولم يجد المفكر الاسلامي في المبادرة العربية لعملية السلام سوى محاولة للنيل من القضية الفلسطينية والعمل على تدميرها.

ورغم سوداوية الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية، إلّا أن الحقوق ستعود لأصحابها مهما طال الزمن ومهما اشتدت عداوة الخصوم، كما يقول البرفسور ندا.

أمّا مصر فلا تزال تغلي على صفيح ساخن، يخشى النظام من انفجاره في الايام المقبلة، كما يقول "المفاوض الخفي"، مضيفًا " لن يُسقط النظام المصري غير المصريين".

لن يرضى النظام المصري عن حماس حتى لو تخلت عن الاخوان

وينبه ندا إلى أسباب مباشرة ستدفع بنهاية النظام، وفي مقدمتها مسؤوليته عن تبديد ونهب ارصدة الدولة، واقتراضه لمليارات الدولارات لا يعلم عنها شيء منذ الاطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي.

يذكر أن القيادي ندا، أُدرج اسمه في 2001 ضمن ما تسمى بلائحة الارهاب، وقد شن عليه الرئيس الامريكي السابق جورج بوش هجومًا لاذعًا، زاعمًا وقوفه خلف تمويل المنظمات "الارهابية" وفق ادعائه.

 وفي سبتمبر/ أيلول 2009 أعلنت الخارجية السويسرية أن مجلس الأمن شطب اسم ندا من قائمة الداعمين للإرهاب، بناء على طلب سويسري، حيث لم يتمكن الادعاء العام السويسري من العثور على أي دليل لإدانته، كما لم تتمكن الإدارة الأميركية من تقديم ما قالت إنها أدلة تدينه في دعم الإرهاب، إلا أن واشنطن رفضت شطبه من قوائمها السوداء.

 

البث المباشر