قائمة الموقع

القسام يتفوق في استراتيجية الردع بـ "مراكمة القوة"

2016-01-18T17:10:19+02:00
جنود من كتائب القسام (الأرشيف)
الرسالة نت- محمود فودة

التدريبات العلنية التي تجريها كتائب القسام الجناح العسكري لحماس تحمل رسائل ذات مضامين متعددة الاتجاهات، وفق ما تظهره المعطيات وتصريحات قادة جيش الاحتلال الاسرائيلي.

ومن الواضح، أن قيادة القسام التي تتحكم في منسوب هذه التدريبات، لها نظرة استراتيجية ترغب في تطبيقها، من خلال التلويح بورقة الردع عبر "مراكمة القوة" دون استخدامها في الوقت الحالي، وفي المقابل أتت هذه الاستراتيجية أكلها من خلال ما يبثه الإعلام العبري ويحذر منه قادة العدو.

وبالنظر إلى طبيعة التدريبات القسامية التي يتابعها الاحتلال بشكل شبه يومي، فإنها تتمثل بإطلاق عشرات الصواريخ التجريبية اتجاه البحر، في إطار تطوير القدرات الصاروخية، وكذلك الحال في مواقع التدريب التي لا تهدأ، بتخريج أفواج من قوات النخبة التي تخاف (إسرائيل) وصولها إلى غلاف غزة في أي معركة مقبلة.

أجهزة الأمن (الإسرائيلية) تراقب بحذر تراكم القوة في غزة المحاصرة منذ انتهاء عدوان 2014، وهذا ما أشار إليه تقرير مهم للغاية، نشره موقع صحيفة "معاريف" العبرية، السبت الماضي بأن حماس خرجت من بين الأنقاض وتستعد للجولة المقبلة من المواجهة.

وزعم التقرير أن كبار قادة الجناح العسكري محمد الضيف ويحيى السنوار يقودان مشروع إعادة بناء البنية التحتية، من خلال إعادة ملئ مستودعاتهم بالصواريخ وحفر الأنفاق، بما فيها تلك التي تشق طريقها إلى الأراضي المحتلة".

(إسرائيل) التي تتابع وتحلل وتصدر التوقعات؛ في ظل صمت القسام ما زالت تصر على تقديراتها بأن حماس لا ترغب في مواجهة أخرى خلال المستقبل القريب، ويقولون إنه "إذا سنحت لها فرصة لتنفيذ هجوم كبير من شأنه أن يؤدي إلى نتيجة إجراء مفاوضات حول إطلاق سراح أسرى أو مفاوضات التهدئة فإنها لن تفوت الفرصة".

وتستمر حالة التخوف (الإسرائيلية) في الانتشار، من خلال التحذير من نوايا حماس، إذ أكد التقرير أن الحركة لا تمنع التنظيمات من وضع عبوات ناسفة قرب الجدار، مشيرا إلى أن جيش الاحتلال يستعد لما هو أسوأ من هذا السيناريو، مثل تسلل مسلحين من الأنفاق لتنفيذ هجوم كبير، أو سيناريو آخر يتمثل في إطلاق قذائف الهاون.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، إن معادلة عدوان (إسرائيل) على قطاع غزة لم تعد بالسهلة واليسيرة؛ ورغم أن الواقع الاقليمي والدولي ليس في صالحنا كفلسطينيين إلا أنه أيضا لا يدعم أي حرب غير مضمونة النتائج.

وعن النظرة (الإسرائيلية) لتراكم القدرات العسكرية للمقاومة، يشير المدهون إلى أن (إسرائيل) تدرك أن اللعب مع غزة وحماس هو لعب بالنار، إذ انتهت الحروب الخاطفة السريعة الحاسمة، لكن يجب الحذر مع الاحتلال المعروف بغدره.

الحديث الإعلامي لحركة حماس الأكثر حدة في هذا الخصوص، كان على لسان نائب رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في مهرجان خطابي بخانيونس قبل أيام، أكد فيه أن كتائب القسام ستفاجئ العالم في أي مواجهة مقبلة.

 وقال هنية "نبني القوة ونراكمها ليس للدفاع عن غزة، بل للدفاع عن الضفة والقدس والاستعداد لمعركة تحريرهما".

وفي تعليق المدهون على حديث هنية، قال "إن خطاب هنية واقعي ومهم، وهو رسالة ردع أكثر منها رسالة حرب، فمنْ يستعد للمواجهة ويتأهب لها يحمي نفسه من الوقوع فيها ويحسب له عدوه الف حساب".

تجارب الصواريخ حققت أهدافا تفوق تلك المسافات التي وصلت إليها، حيث نوّه التقرير إلى أن (إسرائيل) ستحتاج إلى عدد كبير من بطاريات القبة الحديدية للتصدي للصواريخ الكثيفة التي ستطلق من غزة في المواجهة القادمة، والتي ستكون بحاجة لحماية المنشآت الحساسة وكذلك المناطق ذو الكثافة السكنية.

ويكمل الحديث الإعلامي (الإسرائيلي) الحرب النفسية، وهذا ما ظهر جليا في التقرير الذي جاء فيه: "في الواقع لا يوجد ضابط كبير في المنطقة الجنوبية يمكن أن يقول إنه ذاهب للنوم، وليس في ضمانته أو ضمان أحد أن حماس لن تقرر غدا تنفيذ عملية كبيرة داخل (إسرائيل) مشيرا إلى مطالبات من مسؤولي المجالس الإقليمية قرب حدود غزة بالعمل على بناء جدار أمني لإنقاذ حياة (الإسرائيليين).

اخبار ذات صلة