محمد أبو قمر- الرسالة نت
تزاحم اللاجئون أمام مركز توزيع جباليا التابع للأمم المتحدة علهم يتمكنوا من استلام الكوبونات التي تصدرها الاونروا بشكل دوري ، هناك بدا المشهد مختلفا عن أوقات سابقة ، حيث اشترطت وكالة الغوث مؤخرا حضور مالك بطاقة التموين كي يتمكن من استلام الكوبونة.
في نافذتين متجاورتين خصصت إحداها للرجال والأخرى للنساء اصطف الموظفون والعاملون والمسنون كل ينتظر دوره ، حيث يدقق الموظف بالبطاقة الشخصية ويتأكد من حضور صاحبها كي يتمكن من تحويله لاستلام المواد الغذائية .
أثناء الانتظار تظهر علامات التأفف على وجوه وألفاظ اللاجئين المستنكرين لقرار حضورهم بشكل شخصي لاستلام المساعدة .
في مشهد لاقى استعطافا من قبل المصطفين تقدم رجل مسن يتكئ على عكازه بمساعدة زوجته ، تقدم إلى نافذة الموظف وأنهى إجراءاته بشكل سريع ، ويقول " لو لم يسمحوا لي بالدخول فكيف سأقف طوال تلك الفترة أنتظر دوري " ، وعلقت المسنة " هم بيرضوا أمهاتهم تيجي تستنا هان ".
في طابور الانتظار لم تتوقف مداخلات الاستهجان على بطء عمل الموظف ، ومراقبة المواطنين لاسيما الموظفين منهم لساعاتهم ، بعد أن داهمهم الوقت دون أن يتمكنوا من التوقيع لاستلام المواد الغذائية التي تصرفها الاونروا .
وبينما تنتظر النساء تقدمت امرأة منقبة ببطاقتها الشخصية إلى الموظفة التي طلبت منها الدخول إلى الغرفة للتأكد من شخصيتها.
ومن بين شكاوى المواطنين التي سردوها " للرسالة" أثناء تجولها بين مراكز التوزيع ، انهم ذهبوا إلى مراكز التوزيع بناء على الأيام المحددة إليهم ، فتفاجئوا بعدم وجود علب اللحمة داخل الكوبونة ، وطلب منهم القائمون على المركز الحضور بعد عدة أيام عند توفرها.
في الموعد المحدد اضطر أصحاب الكوبونات العودة مرة أخرى للانتظار عبر طوابير طويلة على أمل الحصول على بقية المساعدات التي تقدمها الاونروا ، حينها تزاحم المواطنون على النوافذ مما اضطر رجال الشرطة لمحاولة حفظ النظام وطلبوا منهم " كروت المؤن" لتنظيم العملية ، فكانت المفاجأة عندما ألقى أحد رجال الشرطة بجميع الكروت في الساحة .
ويعزو عدنان أبو حسنة الناطق باسم الاونروا القرار القاضي بحضور الشخص لاستلام الكوبونة الخاصة به إلى استلام أقارب المعنيين للمساعدة ، وبعد أيام تصل مئات الشكاوى حول عدم وصولها لأصحابها ، أو بيعها من قبل المستلم ، فكان القرار بضرورة حضور مالك كرت المؤن بنفسه لتجاوز تلك الشكاوى .
واعترف أبو حسنة بوجود بعض الصعوبات لاسيما على كبار السن ، إلا أنه رأى أن العودة للنظام القديم باستلام أي من أقارب المعني بالكوبونة ستعيد الشكاوى مرة أخرى ، ولن تصل المساعدات إلى مستحقيها .
وحول العجز في المواد الغذائية واستكمالها على دفعتين لفت أبو حسنة أن الاونروا تقدم الكوبونات إلى ما يزيد عن سبعين ألف شخص ، وأن قوات الاحتلال تعيق دخول المواد التموينية الخاصة بوكالة الغوث ، مما يضطرها لتوزيع ما لديها ، واستكمال بقية المواد حين توفرها.