الرسالة نت – رائد أبو جراد
تستعد وزارة الجيش الإسرائيلي الأسبوع القادم لإجراء تمرين "دفاع وطوارئ"(مناورة شاملة) يحاكي سقوط مئات الصواريخ لعدة أيام على جميع مناطق الأراضي المحتلة عام 1948 دون استثناء، حيث سينظم في كل مدينة تمرينًا مماثلا بالوقت ذاته في 26 مايو الجاري.
و يري متابعون للشأن الصهيوني، أن الاحتلال ربما يتحسب من خلال تلك المناورات لاندلاع أي مواجهة في الشمال مع حزب الله اللبناني وإيران ، مشيرين إلى أن الكيان يسعى إلى تقوية الجبهة الداخلية وإعداد وتمكين قوات الطوارئ في الجيش الصهيوني.
ويعتقد المراقبين في أحاديث منفصلة مع "الرسالة نت" أن الاحتلال لديه القدرة على المبادرة لحرب معللين ذلك امتلاكه ترسانة أسلحة قوية إلا أنهم اشارو إلى أن المشكلة لديه تكمن في مستقبل هذه الحرب وتوابعها وتداعياتها.
وفي هذا الإطار أشار الكاتب والمحلل السياسي صالح النعامي إلى وجود ضبابية في الموقف الصهيوني الراهن ، مؤكدا وأن الكيان يحاول أن يبعث برسائل تهديد الى سوريا والحكومة اللبنانية.وأضاف النعامي:" لكن بنفس الوقت تبدي دولة الكيان قلق شديد مما تعتبره تهريب سلاح يمس التوازن الاستراتيجي مع حزب الله فبالتالي هي تأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار ".
فيما يرى المختص في الشئون الصهيونية عامر عامر، أن الاحتلال لديه القدرة على المبادرة الى حرب لامتلاكه ترسانة أسلحة مشيرا الى أن الاحتلال يتخوف من الظروف السياسية والإقليمية والدولية لمقبل هذه الحرب مضيفا :" هذا هو الذي يقلق دولة الاحتلال.
وفي معرض حديثه استعداد جيش الاحتلال لحرب قادمة قال النعامي : الاحتلال يجري المناورات والتدريبات في حال التوقع باندلاع حرب في المنطقة مستبعدا في ذات الوقت ان يكون هدف الاحتلال من المناورات القادمة التجهيز لشن أي عدوان وهجوم على قطاع غزة .
وقال :" الحالة الأمنية في قطاع غزة تشهد هدوءاً نسبيا والتخوف الصهيوني الحالي هو من حزب الله اللبناني ورد الفعل من قبل إيران في حال قامت (إسرائيل) بتوجيه ضربه لها .
ولفت إلى أن الاحتلال قرر البدء بهذه المناورات والتدريبات ليرسل رسالة لأطراف مثل سوريا وإيران وحزب الله اللبناني وحركة حماس في قطاع غزة والتي يتوقع أن تكون على مواجهة مستقبلية مع مثل هذه الأطراف.
وأكد النعامي أن الدعوات الآن داخل (إسرائيل) تطالب بوقف امدادات السلاح لحزب الله عبر قصف القوافل ، موضحاً ان الاحتلال يدرك أنه في حال قرر بالفعل القيام بمثل هذه العملية يتوجب عليه إعداد الجبهة الداخلية جيداً .
ووافقه الرأي الكاتب السياسي عامر الذي يعتقد أن المناورات التي يجريها الاحتلال موسمية وفي إطار الاستعداد المستمر لأي مواجهات مستقبلية .
وقال عامر :"إسرائيل تحتاج الى ضوء اخضر امريكي في أي حرب قد تشنها في الفترة القادمة، والإمكانيات متاحة لكن الظروف السياسية والأمنية الداخلية غير مهيئة وغير مناسبة لشن حرب جديدة في المنطقة".
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية قالت أن التمرين يحاكي حربًا متعددة الجبهات قد تندلع خلال الصيف مع حركة حماس في غزة، وحزب الله في لبنان، وكل من سوريا وإيران.
وقال نائب وزير الحرب الصهيونيي متنان فلنائي: إن "التمرين أصبح عادة منذ مطلع العام الحالي، حيث أجريت عدة تمارين مماثلة"، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الإجراءات هو الإبقاء على جاهزية لمواجهة الحرب التي قد تطال القلب الإسرائيلي.
وأوضح أن كثرة التمارين الدفاعية لا تدل بالضرورة على أننا نتجهز لحرب قادمة، ولكنه أشار إلى أن التمرين يهدف للاستعداد فقط، على حد زعمه.
وأضاف فلنائي "أن الرسالة من هذه التمارين وصلت إلى الجهات المعنية"، مشيرًا إلى انه يعلم أن حزب الله بات يمتلك صواريخ تطال جميع مناطق 48، زاعما أن الحزب يسعى إلى امتلاك صواريخ إضافية.وقال نائب وزير الجيش متان فلنائي في مؤتمر صحفي عقده ظهر الأحد: إن "التمرين يأخذ بالحسبان التهديدات التي تواجهها إسرائيل وخاصة تهديد الصواريخ بعيدة المدى التي قد تتعرض لها الجبهة الداخلية".
وأشار قائد الجبهة الداخلية الميجر جنرال يائير غولان إلى أن هذا التمرين يمكن قوات الطوارئ من اختبار قدراتها ورفع جاهزية الجبهة الداخلية.وأوضحت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن تم إطلاع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على التمرين الذي من المقرر أن تشارك فيها الوزارات المختلفة.
وقالت وزارة الجيش في بيان لها: إن "موعد إجراء التمرين قد تم تحديده سلفا في إطار خطة التدريبات السنوية".ومن المقرر أن تشارك 30 سلطة محلية إسرائيلية في هذا التمرين، إلى جانب 38 بلدية أخرى ستشارك بتمرين آخر بالتعاون مع وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية، حيث سيغطي التمرين المذكور نحو 71 في المائة من الأراضي المحتلة عام 1948.
وستنطلق صفارات الإنذار في تمام الساعة 11 صباحًا، حيث ستدرب القوات الإسرائيلية على إنقاذ المصابين وإخلاء الجرحى، وستفتح الملاجئ أبوابها لاستقبال الإسرائيليين.
وكان الاحتلال نظم عدة تمارين ومناورات عسكرية دفاعية خلال العام المنصرم والحالي حاكى عددًا منها حربا مع إيران، وحربًا بيولوجية وكيميائية، إلى جانب تمارين حاكت سقوط صواريخ لحزب الله وحماس على المدن الإسرائيلية الكبرى.
وكشف الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي ولأول مرة في تاريخ الكيان الإسرائيلي عن شروعه بتوزيع الأسلحة والذخائر في مخازن الجيش على مناطق مختلفة من "إسرائيل" تجنبًا لإصابتها بأي حرب محتملة.