قائد الطوفان قائد الطوفان

اليسار يتهرب من المسئولية ويتقمص دور الناقد

الأرشيف
الأرشيف

غزة-لميس الهمص

رغم ان شخصيته تتسم بالهدوء والحرص على نسج علاقات متوازنة مع الجميع، إلا أنه وجد نفسه مضطرا أن يخرج هذه المرة بملاحظات ناقدة في دلالة منه على شعور "الانتهازية السياسية" التي تواجه حركته.

اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية، موسى أبو مرزوق، أن النفاق السياسي والمخصصات، واستمراء العيش في الظل، وغياب المبدئية وراء استمرار معاناة المواطنين في قطاع غزة.

حديث أبو مرزوق جاء في إشارة إلى فصائل اليسار التي ترفض المشاركة الفاعلة في إدارة الملفات الفلسطينية وتكتفي بالنقد وإعطاء الملاحظات لطرفي الانقسام وهو ما يظهر على أنه "لعب على الحبلين".

وقال عبر صفحته فيس بوك: "لمن يصدر البيانات ويحمل المسئولية دائماً على طرفي الانقسام ليهرب من قول كامل الحقيقة خوفاً من العقاب، ولمن ينطق نيابة عن فتح أحياناً، السؤال ما زال قائماً: لماذا السكوت على عدم تطبيق اتفاقية المصالحة؟، سواءً باجتماع الإطار القيادي المؤقت، أو باستئناف أعمال المجلس التشريعي، أو بقيام حكومة التوافق الوطني بكامل التزاماتها في قطاع غزة، مما أعاق ويعيق المصالحة بل يجمدها؟"

لكن القيادي في الجبهة الشعبية ذو الفقار سويرجو رأى أن تصريح أبو مرزوق يعد هروبا من استحقاق المرحلة والاوضاع التي يمر بها قطاع غزة وتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتق حكومة الامر الواقع في غزة على حد تعبيره.

وبين أن الحكومة لم تقدم على اي حلول قابلة للتطبيق تخرج القطاع من مسلسل الازمات التي تعصف به بسبب تعنت حركة حماس وعدم قبولها بمبادرة الفصائل التي تراها الشعبية منصفة ومخرجا جيدا من الازمة ومدخلا لحل كثير من القضايا العالقة.

وبحسب سويرجو فإنه وبدلا من طرح حلول خلاقة استسهل السيد ابو مرزوق مهاجمة الفصائل وموقفها وكأن المطلوب من الفصائل ان تتبنى وجهة نظر حركة حماس، قائلا: هذا منطق مرفوض ولا يمتلك السيد ابو مرزوق صكوك غفران لتوزيعها على الفصائل.

وبين الرأيين يعتقد مراقبون أن الوضع يتطلب من فصائل اليسار الحفاظ على مواقعها في إعادة توجيه المشروع الوطني وضبط بوصلته، إلا أنها غادرت تلك المهمة لتصب تركيزها على الأمور الحياتية فحسب.

وفي أكثر من لقاء مع الفصائل وبحسب العديد من التصريحات المنسوبة له حرص أبو مرزوق أن تكون العلاقة قائمة على الشراكة والخروج بمؤتمر وطني لحل مشاكل غزة إلا أن الفصائل حرصت على أن تبقي قدما لها في رام والله وأخرى في غزة.

وتؤكد الوقائع على الأرض أن فصائل اليسار ترفض تحمل مسؤولياتها في ادارة القطاع، وتحب الإبقاء على دورها المتفرج المنتقد للسلوكيات فقط.

وهو ما حدث فعليا حينما طلبت حماس من الفصائل إدارة المعبر وهو ما يعد أعلى مستويات التنازل إلا أنهم كالعادة فضلوا دور المتفرج على اللاعبين.

ورغم أن حماس كانت في وقت سابق قد سلمت ملف الكهرباء للفصائل وأثبتت بيانات شركة الرقابة المالية نزاهة الحركة في التعامل مع الملف وهو مالم يتحدث عنه اليسار الا في إطار ضيق.

في المقابل فإن تلك الفصائل تتقن القاء الأزمات في حضن حماس كما حدث في قضية المعبر التي لم ترفضها الحركة فعليا بل طالبت بالإجابة عن بعض التساؤلات وحينما عجزوا عن تقديم رد من مصر والسلطة استسهلوا اتهام حماس.

ما سبق أكده خضر حبيب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، حين قال إن الفصائل الفلسطينية التي تقدمت بمبادرة معبر رفح، لا تملك إجابات كاملة على استفسارات وتساؤلات حركة حماس حول تفاصيل المبادرة.

وقال حبيب في تصريح خاص بـ "الرسالة"، إن هناك تفاصيل سألت عنها حركة حماس لا نملك إجابة عليها، وحكومة رام الله هي التي ينبغي أن تجيب عليها ضمن نقاش يجب أن يعقد مع حماس والفصائل بشكل مشترك.

وتعقيبا ذكر أبو مرزوق موجها كلامه للفصائل "عندما تتحدثون عن قطاع غزة ومشاكله، لا تريدون أو لا تقبلون أن تكونوا بأي حال جزءاً من الحل، ولكنكم تستسهلون اتهام طرفي الانقسام تمييعاً للقضية.

ازدواجية المعاير تبدو واضحة في مواقف اليسار حين تتغاضى عن ديكتاتورية عباس في التعامل معهم والتي تظهر جلية للعيان في كل جلسة للجنة التنفيذية حيث يتجاهل أبو مازن وجودهم ولا يعطيهم أي احترام، لكنها لا تجرؤ على انتقاد سلوك الرجل ضدهم إلا في إطار ضيق.

وحتى في طريقة التعامل مع أخطر مشروع يواجه القضية الفلسطينية وهي قضية التنسيق الأمني ورغم قرارات المركزي والتي تعد فصائل اليسار تحت لوائه تصمت فصائل اليسار صمت القبور على ممارسات الأجهزة الأمنية.

واكتفت ماجدة المصري القيادية في الجبهة الديموقراطية بالتعليق بأنهم لا يستطيعون حسم الكثير من القضايا كقرارات المركزي الأخيرة مضيفة: "على ارض الواقع هناك جهات معينة هي التي تملك إمكانية التنفيذ.

وبينت أن اليسار يضغط لأجل حل المشكلات كما ضغط في غزة وقدم مبادرة لحل قضية المعبر لكن حماس تطلب تعديلات، مؤكدة أن اليسار وأمام القوتين الأكبر من حيث العدد والامتداد ما يمكنهم فعله هو الضغط والرقابة والتعبئة الشعبية، مبينة أنهم بحاجة لعمل طويل ومتواصل ولخطاب أفضل موجه للجماهير لتحقيق التغيير.

وفي ذات السياق قال أبو مرزوق "لمن يسكت عن التنسيق الأمني ووأد الديمقراطية، وملاحقة الخصوم، أنتم تعرفون كامل الحقيقة، من يريد المصالحة ومن لا يريد، من يطبق الاتفاقيات ومن لا يطبق، ولكنكم تسكتون خوفاً من العقاب، أو الحذف والإلغاء، أو طمعاً في البقاء، واستمرار تدفق المخصصات، والنماذج كثيرة."

وتغفل الفصائل كم التسهيلات الموفرة لها في قطاع غزة والغير موجودة في الضفة، والتي تتمثل بإعفاءات مالية وضريبية للمؤسسات التابعة لها، بالإضافة للعديد من منح الأراضي لصالح أجهزتها العسكرية والمؤسساتية.

المراقبون على الساحة الفلسطينية رأوا أن فصائل اليسار باتت حبيسة الأموال التي تخصصها لها السلطة ومنظمة التحرير، وفي حال فكروا في الانتقاد فان الأموال ستنقطع عنهم، وهو ما حدث سابقا مع الجبهة الشعبية حين انتقدت تفرد رئيس السلطة فأعلن الأخير وقف مخصصاتها المالية الصادرة من الصندوق القومي الفلسطيني، فضلاً عن منع دعوتها إلى حضور أي اجتماعات رسمية، بما في ذلك جلسات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.

 

البث المباشر