قال رئيس مجلس محافظة صلاح الدين العراقية، أحمد الكريم، إن المحافظة وبالتنسيق مع وزارة النفط في بغداد قررت إغلاق مصفاة بيجي، والتي تعد واحدة من أكبر مصافي التكرير والتصفية في الشرق الأوسط، حتى إشعار آخر.
وأوضح المسؤول العراقي أن إغلاق المصفاة "سيستمر حتى توفير الحماية الكاملة لها وذلك لمنع العبث بمحتوياتها وإعادة تأهيلها من جديد".
وتعتبر مصفاة بيجي أكبر مصفاة للنفط في العراق، حيث تنتج أكثر من 300 ألف برميل يومياً من مشتقات النفط كوقود البنزين ووقود الديزل التي تذهب للاستهلاك المحلي بما يعادل ثلث الطاقة الإنتاجية لمجموع مصافي البلاد.
وتستهلك البلاد محلياً ما يعادل 600 ألف برميل يومياً من مشتقات النفط يذهب جزء كبير منها إلى محطات توليد الطاقة الكهربائية، ما يعني اضطرار العراق لاستيراد المشتقات النفطية بعد قرار إغلاق المصفاة.
وأضاف الكريم أن: "وزارة النفط سوف تشكل لجنة فنية لتقييم الأضرار التي لحقت بالمصفاة، وخاصة بعد أن قام تنظيم "داعش" بتفخيخ وتدمير أجزاء منها لمنع تحريرها العام الماضي".
وأكد مسؤولون محليون في قطاع الصناعة النفطية أن إعادة الحياة إلى المصفاة باتت صعبة للغاية في الوقت الراهن، وذلك بسبب تعرض البلاد لأزمة مالية حادة بسبب تهاوي أسعار النفط العالمية.
وذكر رئيس مجلس محافظة صلاح الدين العراقية، أن: "المحافظة تمتلك حقول عجيل والعلاس النفطية التي تنتج نحو 135 ألف برميل يومياً، وكان ينتج منها ويصدر خارج البلاد، وعملية إعادة التأهيل تتطلب استقدام شركات أجنبية بسبب حجم الدمار الذي لحق بمنظومة الإنتاج".
وفي سياق موازٍ أكدت وزارة النفط أن الوزارة شكلت لجنة فنية عالية المستوى يترأسها وزير النفط، عادل عبد المهدي، وذلك لغرض الوقوف على الحاجة الفعلية للدمار والأضرار التي لحقت بالمصفاة.
وقال المتحدث باسم وزارة النفط العراقية، عاصم جهاد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن: "وزارة النفط تعمل على تحديد الأضرار في مصفاة بيجي وحوقل علاس وعجيل التي دمرت أجزاء كبيرة منها بعد تفخيخها من قبل تنظيم الدولة".
وأضاف "المصفاة تحتاج إلى نحو مليار دولار لإعمارها.. نحن نمر بأزمة انخفاض أسعار النفط العالمية ونعمل على الاتفاق مع الشركات المختصة لغرض إعمار المصفاة".
ويعتمد العراق على صادرات النفط لتمويل 95% من الموازنة، وينتج نحو 4 ملايين برميل يومياً.
وقال الخبير النفطي العراقي، واثق الهاشم، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن: "داعش ألحق أضراراً كبيرة بمصفاة بيجي والحقول النفطية وكذلك تعرضت أجزاء من المصفاة إلى السرقة على أيادي مجاميع مسلحة".
وأضاف "مصفاة بيجي تحتاج إلى أكثر من مليار دولار لإعمارها بسبب تعرض أجزاء كبيرة منها إلى أضرار مباشرة تسببت في تدميرها، ومن الصعب أن تعاود العمل في معظم أجزائها في الوقت الراهن".
العربي الجديد