أعلن المبعوث الدولي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا أن مفاوضات جنيف بشأن الأزمة السورية ستبدأ الجمعة, في حين أكد وفد المعارضة أنه سيواصل اجتماعاته في الرياض بعدما كان أعلن تمسكه بضرورة وقف القصف وحصار المدنيين قبل الشروع في التفاوض.
وأكدت خولة مطر المتحدثة باسم مكتب دي ميستورا اليوم الخميس بدء المفاوضات غدا, وقالت إنه ليس هناك تأجيل من قبل البعثة الأممية إلى سوريا لموعد انطلاقها.
في هذه الأثناء أعلنت الهيئة العليا للمفاوضات في المعارضة السورية مساء الخميس أنها لن تذهب إلى جنيف غدا، وأكدت أنها ستواصل اجتماعاتها غدا في الرياض.
وقال المتحدث باسم الهيئة منذر ماخوس لوكالة الصحافة الفرنسية "نعم. اجتماعات جنيف ستبدأ الجمعة، ولن نكون هناك باعتبار أننا لم نتخذ قرارا بعد في ما يتعلق بالمشاركة".
وكان دي ميستورا قد قال في وقت سابق اليوم في شريط مصور موجه للسوريين، إن المفاوضات ستبدأ خلال الأيام القليلة القادمة. كما قال إن جولة المفاوضات المعلن عنها -وهي الثالثة في جنيف خلال ثلاث سنوات- لن تفشل كسابقتيها.
وكان يفترض أن تبدأ المحادثات بين وفد الهيئة العليا للمفاوضات المنبثق عن اجتماع المعارضة السورية بالرياض وبين وفد النظام السوري الاثنين الماضي, إلا أنه تم تأجلها بسبب خلافات، بعضها يتعلق بتمثيل المعارضة السورية.
وفي الرياض قال مصدر من الهيئة إنها ستواصل غدا اجتماعاتها التي بدأتها قبل ثلاثة أيام للخروج بموقف من المشاركة في محادثات جنيف. وفي الوقت نفسه أعلن عضو الهيئة جورج صبرا في تصريحات تلفزيونية أن وفد المعارضة لن يذهب غدا إلى جنيف.
وكان المتحدث باسم الهيئة سالم المسلَط قال في وقت سابق إن المعارضة جادة في المشاركة في المباحثات، وإن ما يعيق بدءَها هو استمرارُ قصف المدنيين وتجويعهم, على حد تعبيره.
وأضاف أن الهيئة رحبت بتأكيد دي ميستورا السماح بوصول المساعدات إلى المناطق المحاصرة ووقف الاعتداءات على المدنيين، مضيفا أنهما مطلبان مشروعان وتعبير عن تطلعات الشعب السوري، وأن ذلك غيرُ قابل للتفاوض.
وتابع المسلط أن الهيئة العليا للمفاوضات طالبت أعضاء مجلس الأمن، خاصة الدول الخمس الدائمة العضوية، بالالتزام بتطبيق القرار 2254 الذي صدر الشهر الماضي.
وقال موفد الجزيرة إلى جنيف زاور شاوج إن فترة ستة أشهر المتاحة للمفاوضات تعطي الأمم المتحدة هامشا للمناورة في ظل الخلافات القائمة, حيث بالإمكان افتتاح المفاوضات وتعليقها ثم استئنافها لاحقا, مشيرا إلى أن رد المعارضة السورية يظل حاسما.
تحديات وتعقيدات
وتواجه مفاوضات جنيف تعقيدات من بينها اعتراض النظام السوري وروسيا وإيران على تركيبة وفد المعارضة السورية, ومحاولة فرض شخصيات وفصائل قريبة من موسكو على غرار الاتحاد الديمقراطي الكردي, فضلا عن رفض دمشق وموسكو وقف إطلاق النار قبل انطلاق المفاوضات.
وكان وفد المعارضة السورية المجتمع في الرياض قد طلب من الأمم المتحدة ردا على مطالب يتصدرها وقف قصف المدنيين, وفك الحصار عن المناطق المحاصرة.
وقال مصدر من المعارضة إن دي ميستورا ردّ بالنيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون, مؤكدا أنه لا يملك سلطة تطبيق القرار الدولي الأخير.
وكانت المعارضة السورية قالت إنها تعرضت لضغوط من وزير الخارجية الأميركي جون كيري لحملها على المشاركة في مفاوضات جنيف دون شروط مسبقة. وقالت واشنطن وباريس إن عدم ذهاب المعارضة إلى جنيف يخدم مصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وفي موسكو قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن من المبكر الحديث عن وقف لإطلاق النار في سوريا وإنه من الضروري تحديد ما وصفها بقائمة "المنظمات الإرهابية" أولا, في حين قال غينادي غاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي إن محادثات جنيف يجب أن تبدأ في موعدها.
وأضاف غاتيلوف أن موسكو لا تزال تعارض وجود مشاركة ممثلين عن "جيش الإسلام" و"أحرار الشام" ضمن وفد المعارضة السورية لأنها تعتبرهما منظمتين إرهابيتين. وفي موسكو أيضا قال حسين أمير عبد اللهيان نائب وزير الخارجية الإيراني إن بلاده تصّر على إدراج الفصيلين المذكورين على قائمة "المجموعات الإرهابية" في سوريا.
وأضاف في مؤتمر صحفي في موسكو أن إيران تفعل ما في وسعها كي لا تنعكس الخلافات مع السعودية على مسار الحل السياسي في سوريا، على حد تعبيره.
الجزيرة نت