ملابس الاعتقال البنية بدلا من ثوب التخرج الأسود

الاحتلال يحرم عشرات الطلبة الجامعيين من فرحة التخرج

الضفة الغربية – الرسالة نت

ينتظر الطالب الجامعي وبعد سنوات من الجهد والتعب المتواصل فرحة التخرج بفارغ الصبر؛ فهي من المراحل المفصلية السعيدة في حياة الشاب شأنها شأن الزواج أو الحصول على وظيفية، إلا أن الاحتلال الإسرائيلي أخذ على عاتقه مهمة تبديد كل فرحة وسرقة كل بسمة من بين شفاه الفلسطينيين.

 

أم عادل.. فرحة لم تكتمل

"انتظرت هذا اليوم أربع سنوات.. مرت الأيام سريعا.. بالأمس القريب دخل "عادل" كلية الشريعة في جامعة النجاح واليوم وقبل أن يستلم شهادة التخرج كان الاحتلال اسبق إليه".

 

بهذه الكلمات لخصّت "أم عادل جابر" من قرية عقربا قضاء نابلس قصتها التي تختصر معاناة عشرات العوائل الفلسطينية المماثلة.

 

وتضيف "أم عادل" لمؤسسة التضامن الدولي التي ألقت الضوء على معاناة هذه الشريحة :"كان من المقرر أن يشارك ابني البكر "عادل" في حفلات التخرج السنوية التي تقيمها جامعة النجاح الوطنية، حيث سجل اسمه قبل شهرين تقريبا واستلم ثوب التخرج الأسود وبطاقات الدخول، ولكن الاحتلال أبى إلا إن يصادر الفرحة منا حين قدم إلى بيتنا في ساعة متأخرة من الليل وقبل موعد الحفل بثلاثة أيام اعتقل عادل ونقله لمركز تحقيق "بتاح تكفا".

 

فصول المعانة تلك تكررت مع عائلة الأسير "احمد أبو هدبة" الطالب في قسم المحاسبة في جامعة النجاح الوطنية، حيث يشير والد الأسير إلى أن العائلة كانت تنظر فرحة تخرج "احمد" على أحر من الجمر، حيث سجل في حفلة التخرج السنوية وشارك في "البروفات" التي تجريها الجامعة للطلبة قبل الحفلة بأيام وقام بتجهيز نفسه وحلق شعره واشترى ملابس جديدة من اجل هذه المناسبة السعيدة على قلوب عائلته جميعها.

 

يضيف والد الأسير:"إلا أننا وقبل موعد الحفل بيومين تفاجئنا بصوت ضرب قوي على باب منزلنا في ساعات الفجر، نظرت من النافذة القريبة ورأيت عدد من الجنود الإسرائيليين يحاصرون المنزل وسألوا عن "احمد" ومن ثم قيدوا يديه وعصبوا عينيه وأخذوه معهم".

 

الطلبة وأساتذتهم في دائرة الاستهداف

وفي هذا السياق يشير الباحث في مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان احمد البيتاوي إلى أن الاحتلال الإسرائيلي وطوال السنوات الماضية جعل من الطلبة الجامعيين وأساتذة الجامعات هدفا متواصلا بالاعتقال والاختطاف لما لهذه الشريحة من تأثير مهم على الشعب الفلسطيني.

وتحدث البيتاوي عن المعاناة الإضافية التي يعيشها الطالب الجامعي نتيجة الاعتقال والمتمثلة في التأجيل القصري للفصول الدراسية في الجامعة وانعكاس ذلك على تحصيله الدراسي ومستواه العلمي بفعل الانقطاع عن الدراسة، هذا بالإضافة إلى زيادة وامتداد سنوات الدراسة بدلا من أربع أو خمس سنوات فحين خروج الطالب من السجن تكون الخطط الدراسية قد تغيرت وتبدلت.

 

ويشير البيتاوي إلى وجود بعض الطلبة لا زالوا على مقاعد الدراسة منذ العام 1998 وحتى اليوم ولم ينهوا الدراسة بفعل الاعتقال المتكرر أو الاعتقال لسنوات طويلة.

  

ويضيف الباحث في مؤسسة التضامن:"بالرغم من عدم وجود إحصائيات دقيقة تبين حجم هذه الفئة من عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلا أن المؤكد أن نسبة كبيرة من الأسرى المتواجدين في السجون الإسرائيلية همه من المتعلمين الذين يحملون درجة البكالوريوس والماجستير والدكتوراه في العلوم الإنسانية والعلمية.

 

واستشهد البيتاوي بمواصلة الاحتلال اعتقال البروفسور "عصام راشد الأشقر" المحاضر في جامعة النجاح الوطنية والحاصل على شهادة الدكتوراه في الفيزياء من جامعة "توليدو" الأمريكية والذي يعتبر من علماء فلسطين البارزين في مجال الفيزياء، والمعروفين على مستوى عالمي والحاصل على العديد من براءات الاختراع، كما لا يزال الاحتلال يعتقل الدكتور محمد علي الصليبي المحاضر في كلية الشريعة في جامعة النجاح الوطنية، والدكتور غسان ذوقان المحاضر في كلية التربية في جامعة النجاح، هذا بالإضافة إلى عدد آخر من الدكاترة والمحاضرين في مختلف جامعات الوطن.

 

 

 

  

 

البث المباشر