قائمة الموقع

بالاحصائيات: السرطان يفترس أجساد الغزيين.. في ظل غياب منظومة علاجية

2016-02-04T13:05:31+02:00
بالاحصائيات: السرطان يفترس أجساد الغزيين.. في ظل غياب منظومة علاجية
الرسالة نت- محمود هنية

رغم اعتباره المسبب الثاني للوفيات في القطاع، الا أن مريض السرطان في غزة يفتقر الى منظومة علاجية متكاملة تبدأ من غياب المراكز المتخصصة للعلاج مرورًا بالنقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية وليس انتهاء برفض حكومة التوافق التعامل مع المنظومة الوزارية في غزة، مما يلقى بظلاله على جسد المريض الذي افترسته الخلايا السرطانية من جهة وضعف البنية الطبية للتعاطي معه من جهة أخرى.

ولقد مثلت النتائج التي وصلت إليها "الرسالة نت" عبر هذا التحقيق علامة فارقة، على ضوء ما كشفته من ارتفاع عدد المصابين بمرض السرطان في قطاع غزة خلال السنوات الأخيرة، التي تستدعي التحرك العاجل للبحث عن سبل علاجية للتخفيف من معاناتهم.

وتوصل التحقيق الى ارقام صادمة تبيّن حجم النقص الحاد في المستلزمات الطبية في غزة، في وقت تضطر فيه الجهات الطبية لتحويل المرضى الى مشافي الضفة والقدس والداخل المحتل، لتلقي العلاج هناك، وسط أوضاع إنسانية غاية في الصعوبة، في ظل ما يعانونه من ابتزاز وصعوبات اثناء تنقلهم على معبر بيت حانون (ايرز).

الصيدلة: عجز سنوي في أدوية السرطان تصل لـ 40% 

وبحسب احصائيات رسمية حصلت عليها "الرسالة" من المركز القومي لرصد الأورام في غزة، فقد بلغ عدد حالات السرطان الجديدة والتي تم رصدها في القطاع في الفترة ما بين (2009-2014م) إلى (7069) مصاب بمرض السرطان، بمعدل ارتفاع شهري يصل الى حوالي (80-90) حالة جديدة في غزة شهريًا.

وأكدّت وزارة الصحة في غزة، وجود نقص حاد في الأدوية الطبية الخاصة بمرضى السرطان تصل لـ60% في بعض المحطات، في ظل افتقار القطاع لأجهزة متخصصة في علاج المرض داخل اقسام الأورام في مشافي القطاع، وغياب وجود مراكز متخصصة لمعالجة المرض، كما يقول مدحت محيسن وكيل عام مساعد في الوزارة.

"الرسالة نت" رافقت مرضى السرطان في رحلة معاناتهم، التي تبدأ من اكتشاف المرض والتي تحتاج الى كم كبير من التحليلات والصور التي لا تتوفر الا في ثلاث مراكز طبية، وفي بعض الأحيان تكون متعطلة، وفق ما اكتشفته الرسالة خلال حديثها مع مرضى السرطان وهو ما أكدته مصادر في وزارة الصحة.

في حين تستمر معاناتهم بشح المواد الطبية التي تستخدم في التحاليل التي توردها وزارة الصحة في رام الله لغزة، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية التي تعد أكثر صعوبة وهي التحويل الى مشافي الضفة او القدس لتلقي العلاج الكيماوي.

المصابة بالمرض ايمان هي واحدة من الآلاف الذين اضطروا لتلقي العلاج في مستشفى المطلع بالقدس بعد انتظارها لعدة أشهر في ظل عدم توفر الأدوية في غزة.

معاناتها لم تبدأ منذ حاجتها للسفر الى الخارج وانما خلال تنقلها بين أكثر من مختبر طبي لإجراء الفحوصات والأشعة خلال مرحلة التشخيص لاسيما وأنها اصطدمت كثيرا بعطلها.



عععععععععععع

ايمان التي أبلغت بعدم توفر الكيماوي الخاص بعلاج الخلايا السرطانية التي أصابت ثديها، تدهورت حالتها الصحية الى أن تم نقلها الى القدس لتخضع لجولات العلاج الكيماوي كل عشرين يومًا، الامر الذي أرهقها ماليًا وحتى صحيًا، في وقت اضطرت فيه الى المبيت في القدس عدة مرات بسبب التكاليف.

الرنتيسي: تحويل 90% أثناء مرحلة التشخيص لعدم توفر إمكانيات

وبدأت ايمان في تلقي العلاج فور التأكد من تشخيص المرض بمستشفى مار يوسف في القدس، ومن ثم تم تحويلها الى المطلع لتلقي العلاج الكيماوي، ومعها بدأت فصول الابتزاز عند معبر بيت حانون (ايرز) إذ منع الاحتلال أكثر من مرافق لها، عدا عن خضوعها المستمر للاستجواب في مقر مخابرات الاحتلال، وفق روايتها للرسالة.

وبعد الانتهاء من اخذ العلاج الكيماوي تبدأ عذابات البحث عن العلاج في غزة، خاصة تلك التي تتعلق بالمسكنات، وهي رحلة لا تقل كلفة وصعوبة عن سابقتها، اذ لا يتوفر لديها الكمية المطلوبة التي تخفف الامها، ما يضطرها للبحث في صيدليات القطاع وشراء المسكنات، الأمر الذي يزيد من التكاليف.

وتقر الجهات الرسمية، وجود إشكالية كبيرة في تحويل مرضى غزة الى خارج القطاع، لما تستغرقه هذه الخطوات من وقت طويل يشكل علامة فارقة في حياة المريض، وقد تكون فترة الانتظار سببا في مفاقمة حالته الصحية وتدهورها، وصولا الى وفاته.

 نقص الامكانيات

أسباب تحويل المرضى الى الخارج، ناجم عن عدم توفر أجهزة متطورة ومتقدمة في علاج مرض السرطان في القطاع، وفق ما يشير اليه الدكتور مدحت محيسن وكيل عام مساعد في وزارة الصحة.

ويقول محيسن لـ "الرسالة نت": لدى الوزارة ثلاثة مراكز في غزة، جميعها تفتقد الى الأجهزة المتخصصة، إضافة الى عدم وجود انتظام في الأدوية التي يسمح بإدخالها الى القطاع.

ومع اغلاق معبر رفح، فإن مشافي مصر لم تستقبل سوى 4% من المرضى طيلة العام الماضي، بينما تستقبل مشافي القدس 56% من المرضى و25% في الضفة و15% يتم تحويلهم الى مشافي داخل الخط الأخضر، بحسب ما يشير اليه محيسن.

ويوضح ان متوسط كلفة تحويل مرضى السرطان لهذه المشافي، تصل سنويًا الى حوالي 9 ملايين دولار، حيث متوسط كلفة التحويلة الواحدة للمريض حوالي 3 آلاف دولار.

إحصائية: (7069) حالة سرطان في غزة بمعدل ارتفاع شهري من (80-90) حالة جديدة شهريًا

وعن طبيعة المستلزمات الطبية غير المتوفرة في علاج المرض في غزة، يؤكد الدكتور محمد أبو شعبان رئيس قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي للأطفال، أن بعض أنواع السرطانات في غزة تكون المنظومة العلاجية فيها صفر، وأنواع أخرى لا يتوفر من منظومتها العلاجية أكثر من 70%، وفق قوله.

ويوضح أبو شعبان لـ"الرسالة نت"، أن بعض أنواع السرطانات تكون بحاجة أجهزة اشعاعية متطورة غير متوفرة في غزة، فيتم تحويل المصابين بها الى خارج القطاع ليتلقوا كافة مراحل علاجهم هناك، مثل سرطان الغدة فوق الكلوية.

ويستدرك أن توفر المنظومة العلاجية لأنواع من أمراض السرطان مثل الدم والعظم لا يتجاوز 50% من كل المراحل.

 

وبيّن أن بعض أنواع السرطانات تكون بحاجة مراكز متخصصة قادرة على التعامل مع المضاعفات الناجمة عن تلقي جرعات الكيماوي، وتكون بحاجة عناية مكثفة وأدوية مضادة، وهي غير متوفرة في غزة، ما يوجب نقلها الى خارج القطاع.

ويشير الى أن 90% من مرضى السرطان في غزة يتم تحويلهم الى خارج مشافي القطاع، في بدايات تشخيص المرض، وذلك بسبب حاجتهم لأنواع معينة من التحاليل والامكانيات والاشعاعات غير متوفرة في غزة، ولخطورة وحساسية المرض الذي يستوجب التعامل معه في مراكز تتوفر فيها كل إمكانيات التشخيص والعمليات الجراحية والاشعاعية.

وبموازاة نقص الإمكانيات المادية، يشير الدكتور خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مستشفى الشفاء الى وجود عجز في الطواقم الطبية للتعامل مع المرض، عدا عن تأثير سياسة الحصار واغلاق المعابر على سفر الكوادر الطبية للاستفادة من التطور العلمي الدائم للمرض، في ظل شح الطواقم الطبية المتخصصة بعلاج مرض السرطان في غزة.

 شح الأدوية

وزارة الصحة في غزة تشتكي من تعنت الوزارة في الضفة ارسال الأدوية الى قطاع غزة، مؤكدة أن الوزارة تعاني نقصا في الأدوية تصل الى 40% منها، في وقت لا تورد فيه السلطة الى مشافي القطاع سوى 18% مما يحتاجه مرضى السرطان من أدوية!

وبحسب محيسن فان نسبة ما تستهلكه أدوية السرطان في غزة هو 5-6 مليون دولار من مجمل 33 مليون دولار تستهلكها للأدوية بشكل عام.

بينما أوضح منير البرش مدير عام دائرة الصيدلة بوزارة الصحة، أنّ نسبة العجز في العلاج الكيماوي لمرض السرطان سنويًا تصل حوالي 40% وقد تصل في بعض الأشهر إلى 66%، موضحًا بأنه حال لم يتوفر صنف دواء واحد في ظل وجود 5 أصناف أخرى فلا يعد قيمة للأخيرة لعدم تمكن الأطباء من تنفيذ بروتوكول العلاج لمريض السرطان.

وبيّن ارتفاع نسبة التحويلات الى الخارج العام الماضي الى 50%، بسبب غياب أصناف من أدوية السرطان، لافتًا الى وجود عجز في التحاليل الطبية الخاصة بـمرضى السرطان تصل في مراحل معينة خلال الأعوام الثلاث الماضية لـ40% تقريبًا.

التنسيق للخارج: توجه لدى السلطة لوقف تحويلات الخارج خلال عامين 

وأشار الى ان عام 2014 شكل ذروة الانقطاع في الأصناف العلاجية لأمراض السرطان، إذ وصلت نسبة العجز في بعض الأشهر إلى 66% تقريبا.

ويشير البرش الى وجود نقص حاد في أجهزة التشخيص ومستلزمات السبيربارد وأدوات الصيانة الخاصة بأجهزة السرطان في حال تعطلها.



ضثضثث

أمّا فيما يتعلق بعلاج مرضى سرطان الأطفال، فهي أكثر خطورة بالنسبة لوزارة الصحة، وفق ما يشير اليه مدير قسم الأورام بالرنتيسي، اذ يؤكد أن النقص في بعض الادوية للأطفال المرضى يصل الى حد 70% في بعض الأحيان.

ويشير أبو شعبان الى أن عدد الأطفال المصابين بمرض السرطان منذ (2009-2014) هو 476 حالة ويمثل 6.6% من اجمالي حالات السرطان في غزة، حيث تمثل نسبة الذكور المصابين من الأطفال حوالي 55.4% والاناث 44.5%.

محيسن: زيادة في رفض المرضى واستجوابهم في معبر (ايرز)

وبالاطلاع على توزيع المرضى خلال السنوات الست الماضية، لوحظ ازدياد في عدد ومعدل حدوث الإصابة بالمرض بشكل لافت، حيث كان في العام 2009 (954 حالة)، بمعدل اصابة (65 حالة من كل مئة ألف مواطن)، بينما وصل في عام 2014 الى (1502 حالة) بمعدل حدوث (83 حالة من مئة الف مواطن).

وتنوه وزارة الصحة إلى أن ارقام الإصابة في غزة متناسبة مع نسب معدلات حدوث الإصابة في دول الجوار.

معاناة قاسية

معاناة سفر مرضى السرطان عبر معبر بيت حانون "ايرز" والتي تبدأ بالتنسيق للتحويلة التي تستغرق ثلاثة شهور في أسوأ حالاتها، مرورًا بالابتزاز الذي يتعرض له المريض عند بوابة "ايرز" وفي السياق يكشف رفعت محيسن مدير دائرة التنسيق والارتباط بوزارة الصحة، عن رفع الاحتلال في الشهرين الأخيرين الفحص الأمني للمرضى وذويهم من سن 35 إلى 55 عاما.

وقال محيسن لـ"الرسالة نت" إن هذا الفحص يؤدي الى مدة انتظار قد تتجاوز أسبوعين، الامر الذي يؤدي في بعض الأحيان الى حدوث مشكلة عند مرضى السرطان الذي يشكلون 60% ممن يحولون الى مشافي الداخل، ويتسبب في تأخير مواعيد علاجهم المحددة في المستشفيات، مما يدفعهم لتسجيل موعد جديد.

وأكدّ محيسن أن حالات مقابلة المرضى مع مخابرات الاحتلال شهدت زيادة عالية حيث شملت معظم الحالات منذ ثلاثة أشهر، مبينًا أن الاستجواب يتم لجميع الاعمار والمرافقين حتى بما في ذلك كبار السن.

وأشار الى وجود زيادة في حالات الرفض في الفترة الأخيرة، الامر الذي يدفع مرضى السرطان للتواصل مع مؤسسات دولية ضاغطة لكي تساعد في تسهيل سفرهم.

 ابتزاز سياسي

وخلال بحث "الرسالة نت" بين الأطراف المعنية عن أسباب غياب منظومة العلاج لمرضى السرطان في غزة، يؤكد وكيل عام مساعد الصحة أن الازمة تتعلق برفض حكومة التوافق التعامل مع مقترح تقدمت به الوزارة وهو انشاء مركز قومي لعلاج المرض.

وقال محيسن إن هناك هيئة تشكلت من وزارة الصحة والاوقاف لإنشاء مركز للأورام في منطقة أبو خضرة وسط غزة، منبهًا الى أن حكومة التوافق رفضت التعامل معه.

وفي معرض رد الصحة في رام الله على رفضها مقترح انشاء المركز، رهنت حكومة التوافق في الضفة المحتلة استئناف العمل على إعادة بناء مركز السرطان في غزة، بعد "السماح بتمكين عمل الوزارة في غزة".



شششششششششششش

وقال عمر أبو النصر مدير مكتب وزير الصحة لـ "الرسالة نت"، إن سوء الإدارة في غزة وعدم وجود الخبرة أدّى الى عطل في أجهزة مركز الأمير نايف في مستشفى الشفاء لمرضى السرطان.

وفي السياق رد مدير الصيدلة بالقول: "إن الاحتلال رفض ادخال معدات لأجهزة حديثة تم وضعها في المركز، في حين رفضت المؤسسة السعودية المانحة استكمال المشروع أو تفويض مؤسسة أخرى بإصلاح الأجهزة التي تعطلت في المركز".

الصحة: السلطة ترسل 18% من احتياجات القطاع لدواء السرطان 

بدوره أشار أبو النصر إلى أن الوزارة تورد أدوية الى القطاع بمعدل شهري، رغم عدم رجوع عوائد مالية من الوزارة في غزة، مضيفًا أن الوزارة ترسل كميات كافية من دواء السرطان الى غزة، متهمًا الجهات الحكومية في غزة بالاهتمام على مراكز تابعة لها واعطاءها الأولوية عن الاهتمام بمراكز الحكومة، وفق قوله.

وأشار الى عدم وجود "ثقة" بين الوزارة في رام الله ونظيرتها في غزة، مؤكدًا أن إقامة مركز في غزة متوقف على أي مشاريع مقبلة يمكن ان يقدمها مانحون، و"تمكين عمل الوزارة في غزة".

وقد فند محيسن ما تحدث به أبو النصر، مشيرا الى ان الوزارة في غزة جلست مع الوزير جواد عواد لحل الازمة واوشكت ان تنهي جميع الازمات المتعلقة بالدمج الوظيفي كذلك، الا ان الوزير رفض التوقيع، معللًا بأن الختم ليس معه.

واتهم الحكومة بفض يدها عن وزارة الصحة في غزة، وعدم التعامل معها أو صرف موازناتها التي تصل الى حد 40 مليون شيكل في الشهر.

جريمة ضد القانون

وأمام رفض وزارة الصحة في رام الله التعامل مع الواقع الإنساني في غزة وربطها بأبعاد سياسية، وصف مركز حقوقي موقف حكومة التوافق بـ"الجريمة ضد القانون"، مؤكدًا أنه يشكل مخالفة صارخة للأعراف الإنسانية والدولية.

وقال الباحث القانوني في مركز حماية لحقوق الإنسان عبد الحميد عيد لـ"الرسالة نت"، إن هذه السياسة جريمة ضد القانون الأساسي الفلسطيني، مشيرا إلى أن العلاج حق مكفول قانونًا ويحظر استعمال المواطنين كأدوات أو رهائن لأي ابتزاز سياسي.

وأشار الى أن القانون يعاقب المتورطين في وزارة الصحة برام الله، على تقصيرهم في ارسال الأدوية أو توفير الرعاية الطبية للمواطنين، ويجعلهم تحت طائلة المسؤولية.

وبيّن أن الانقسام ليس مبررًا قانونيًا لـتتذرع به الجهات المسؤولة في تقصيرها تجاه الأوضاع في غزة، والدستور لا يبرئ المتهمين في هذه المعاناة.

مركز حقوقي: ابتزاز السلطة لمرضى غزة جريمة ضد القانون

 تمييز الحكومة بين الضفة وغزة



حنمتمحت

الوضع في غزة يختلف تمامًا عن نظيره في الضفة، إذ أكدّ الدكتور باسم النتشة مدير العلاقات العامة في مشفى الأهلي بالخليل، وهو المركز المرخص الوحيد في الضفة لـلطب الاشعاعي، منبهًا الى وصول العلاج الكيماوي مباشرة الى المستشفى من (هولندا) بواسطة شركة إسرائيلية تشرف على ذلك.

وقال النتشة لـ "الرسالة نت" إن المستشفى يتوفر فيه قسم الطب النووي ويضم كافة الأجهزة المتعلقة بالإشعاع والكيماوي، مشيرا الى أنه لا يوجد إشكاليات في وصول هذه الادوية اليها.

وعلمت "الرسالة" من مصدر مسؤول في وزارة الصحة برام الله، أن مستشفى النجاح في نابلس، أصبح يستقبل حالات من غزة بنسبة 700%، وتضاعف مردودها المالي السنوي إلى سبعة ملايين شيكل العام الماضي بعد أن كانت حوالي مليون شيكل في عام 2009م.

بسمة أمل للسرطان: اقبال متزايد من المرضى لتوفير مصاريف العلاج 

وعزا المسؤول ذلك إلى أن المستشفى يتبع جامعة النجاح الذي يترأسها رئيس الحكومة رامي الحمد الله، علما بأنه يملك أسهما شخصية في المستشفى.

وفي الوقت الذي تحرم فيه غزة من مركز طبي متخصص، دشنت السلطة الفلسطينية مركزًا جديدًا ومتخصصا للأورام في الضفة يحمل اسم خالد الحسن، عدا عن وجود 3 أقسام مجهزة في مشافي الضفة، فيما علمت الرسالة انه يتم تحويل المرضى الى مستشفى لا يوجد فيها قسم مرخص لمرض السرطان في مدينة الخليل.

 حاجة شديدة

المنظمات الدولية أكدّت هي الأخرى صعوبة الواقع المتعلق بتوفير الادوية لمرضى السرطان بغزة، مقرة وجود غياب المراكز الاشعاعية في غزة، وسط نقص شديد في الأدوية الخاصة بمرضى السرطان.

وقال مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة محمود ظاهر، إن تحويل المرضى الى الخارج، يشكل عبئا كبيرًا على المرضى، ما يستدعي ضرورة العمل على تطوير الخدمات وتوفير الادوية الطبية والعمل على إيجاد مراكز متخصصة في العلاج، مشيرا الى ان دور المنظمة يقتصر على دعم الوزارة ببعض العلاجات ومراقبة دعم التحويل من ناحية الإعاقة على المعابر فقط.

أمّا الجمعيات الخيرية العاملة في مجال دعم مرضى السرطان والتي لا يتجاوز عددها خمسة في غزة وفق ظاهر، فهي الأخرى تجد صعوبة في التمويل من الخارج، في وقت تحاول فيه توفير بعض الخدمات المتعلقة بعملية توصيل المرضى من معبر ايرز الى مشافي الداخل.

الصحة العالمية: مشافي غزة تعاني نقصا حادا في إمكانيات علاج السرطان

وقد رصدت جمعية بسمة امل لمرضى السرطان، بعضا من المعاناة التي تواجه المرضى اثناء عملية التحويل، أولها الأسعار الغالية لعملية النقل والمواصلات والتي تصل الى حد 800 شيكل ذهابًا فقط من معبر ايرز الى مستشفى حيفا.

وقال محمد البردويل منسق مشروع المواصلات في الجمعية "للرسالة"، إن تحويل المريض أكثر من مرة في الشهر، يستنزف منهم أموالا باهظة في النقل والمواصلات تصل الى حد 600 شيكل من المعبر الى القدس ذهابا وإيابا، ما يدفع بعضهم الى الجلوس في المستشفى أكثر من أسبوعين بين الجرعة والثانية بسبب عدم توفر أموال معهم.

ويشير البردويل إلى وجود صعوبة في توفر الادوية والمسكنات للمرضى، في وقت يصعب فيه توفير أموال لإعانتهم على شراء هذه المستلزمات التي تستنزف منهم أموالا، وصلت الى حد عزوف بعض المرضى عن الاستمرار في العلاج بسبب كلفته الباهظة.

ويشير الى وجود اقبال كبير جدًا من المرضى الى الجمعيات الخيرية المعنية في المرض، مبينا أن أكثر من 70 حالة يتم توفير مواصلات لها يوميًا، بعد ان كانت تقتصر سابقا على 30 حالة فقط.

تحديات قائمة

حححححححححححححح

وفي ظل تفاقم المعاناة واشتداد الازمة، تدرك الجهات المسؤولة في غزة، ضرورة توفير بدائل في ظل تهديد سلطة رام الله وقف سياسة تحويل المرضى الى مشافي الداخل، وفق ما صرّح به رفعت محيسن مسؤول التنسيق للخارج.

وقد كشف محيسن وجود توجه لدى السلطة حول انهاء ملف التحويلات الى الخارج خلال عامين، داعيًا إلى إيجاد بدائل لتقديم انهاء الازمة.

وأشار الى رغبة السلطة استقدام أطباء من الخارج في بعض التخصصات، من أجل الاستفادة منها، والاستعانة بخبراء في مجالات طبية معينة سواء من الضفة او حتى أطباء عرب.

ونوه إلى أن المكان المقترح لاستقبال هؤلاء هو مستشفى القدس التابع لجمعية الهلال الأحمر، ليكون مقرًا لإجراء العمليات.

أمّا مدحت محيسن الوكيل المساعد في وزارة الصحة فقال إن الوزارة ترحب بأي جهد تبذله مؤسسات أو جمعيات من اجل افتتاح مراكز متخصصة، مشيرا الى انه تم منح الترخيص لمركز تخصصي سيقام في غزة.

وبيّن أن الوزارة ستشرع خلال الفترة القادمة بوضع خطة للاستفادة من اقسام الأورام واعتبارها مركزًا يمكن الاعتماد عليه في معالجة الحالات.

صحة رام الله: انشاء مركز أورام في غزة مرهون بـ"تمكين" الحكومة

وزارة الصحة في غزة قالت انها تملك رؤية لإقامة مركز وطني لا يشترط فيه وجود بناء موحد يجمع كل التخصصات المتعلقة بالأورام، ويعتمد فيها بالعلاج على مستشفى الرنتيسي وناصر والأوروبي.



12222222222

وقال إن الوزارة بحاجة أجهزة وامكانيات متطورة للكشف المبكر، إضافة الى حاجتها استمرارية دخول الدواء الى القطاع، ليتسنى لها توفير بديل على الأقل.

وإلى حين تتحسن الظروف عند معبر رفح، فإن الجهات الحكومية تحتاج تبادل الخبرات الفلسطينية على اقل تقدير، وهي مسألة غاية في التعقيد والصعوبة، وفق ما يشير اليه مسؤولو وزارة الصحة في غزة.

وستبقى التحديات قائمة بانتظار انفراجة في البعد السياسي والانساني لإنهاء أزمات مركبة في قطاع يفترس السرطان أجساد أبنائه في ظل غياب منظومة علاجية متكاملة تبدأ من التشخيص الدقيق ولا تنتهي بضعف البنية الطبية والدوائية.

صور لمرضى مصابين بمرض السرطان يتلقون العلاج في مستشفى الرنتيسي

(عدسة محمود أبو حصيرة)
IMG_5688.JPG

IMG_5701.JPG

IMG_5716.JPG

IMG_5703.JPG

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00