ينتظر آلاف النازحين السوريين في ظروف قاسية فتح الحدود التركية بعد فرارهم من قصف روسيا والنظام لريف حلب الشمالي، ومع أن تركيا أبدت استعدادها لفتح الحدود فإنها لم تحدد موعدا بعد.
وبحسب المصادر الرسمية التركية، فإن عدد الموجودين في معبر باب السلامة الحدودي القريب من بلدة إعزاز بشمال حلب يتجاوز عشرين ألفا.
وفي منطقة إكدة على الحدود السورية التركية هناك نحو ثلاثين ألف نازح، أما في محافظة هاتاي التركية قبالة محافظة إدلب السورية فقد دخل أكثر من 12 ألف سوري ممن قدموا من منطقة خربة الجوز في ريف إدلب، وأقامت السلطات التركية لهم مخيما جديدا في بلدة جواتشي يتسع لثمانية آلاف شخص.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد النازحين من ريف حلب الشمالي بسبب الغارات الروسية وتقدم قوات النظام السوري والمليشيات الأجنبية والوحدات الكردية بلغ نحو سبعين ألف شخص.
وقال نعمان كورتولموس نائب رئيس الوزراء التركي أمس الأحد إن "تركيا بلغت أقصى إمكاناتها في استقبال اللاجئين، لكن في نهاية المطاف ليس لهؤلاء الأشخاص أي مكان آخر يلجؤون إليه، إما سيموتون تحت القنابل وإما سيقتحمون حدودنا".
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال أول أمس السبت إنه إذا وصل اللاجئون السوريون إلى "أبوابنا وليس لديهم خيار آخر وإذا كان ذلك ضروريا فسنضطر إلى السماح لإخواننا بالدخول"، لكنه لم يوضح موعدا لذلك.
بدورها، قالت رئيسة بعثة منظمة أطباء بلا حدود إلى سوريا موسكيلدا زنكادا إن المنظمة وزعت أكثر من 230 خيمة على النازحين، مشيرة إلى نقص في المياه ومشاكل بالصرف الصحي في مناطق عدة.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المتحدث باسم جماعة الجبهة الشامية هيثم حمو قوله "إنها مأساة، الذين لم يتمكنوا من الحصول على خيمة ينامون تحت أشجار الزيتون"، مضيفا أن النازحين يحصلون على وجبة غذائية واحدة في اليوم بينما ترتفع أسعار المواد الغذائية.
من جهة ثانية، قال مراسل الجزيرة في شمال حلب إن القصف الروسي العنيف وتراجع المعارضة المسلحة سمحا لوحدات حماية الشعب الكردية بتوسيع سيطرتها على محيط بلدة عفرين حتى لم يعد أمام النازحين سوى طريق واحد تشرف عليه الوحدات الكردية، وهي لا تسمح لأحد بالمرور إلا بعد التحقق منه أمنيا.