لا يزال الصحفي المعتقل محمد القيق معتقلا منذ 80 يوما يدفع ثمن نقله للحقيقة في سجون الاحتلال (الإسرائيلي)، والتي تعرض خلالها لأبشع أنواع التعذيب الجسدي والنفسي والتهديد بالاعتقال الاداري لسبع سنوات في حال عدم اعترافه بالتهمة الموجهة إليه وهي التحريض الاعلامي.
لم يقبل القيق إهانة السجان، فلجأ للإضراب عن الطعام حتى يفرج عنه، لكن سرعان ما تم نقله إلى مستشفى العفولة بسبب تدهور وضعه الصحي يوما بعد الآخر، حتى وصل به الحال إلى عدم إدراك ما حوله، لكنه كلما استجمع قواه العقلية والجسدية يرسل لذويه رسائل مقتضبه بأنه لن يتنازل عن حقه.
تقول فيحاء شلش زوجة القيق "للرسالة نت":" الاخبار التي تصلنا عن وضع زوجي تفيد بأن صحته تتدهور وتزداد سوءا (..) ومؤخرا علمنا أنه يعاني آلاما حادة في صدره".
وتابعت:" محمد يرسل بتمسكه بالإضراب عن الطعام رسالة لأصحاب الضمائر الحية ليثبت أنه الضحية وليس الجلاد"، مشيرة إلى أن بعض المؤسسات عرضت على الاحتلال (الإسرائيلي) مقترح الافراج عنه قبل بداية مايو المقبل لسوء وضعه الصحي لكنهم رفضوا ذلك.
وبحسب شلش فإنها وعائلة القيق يرفضون زيارة القيق كي لا يكون للاحتلال حجة أمام العالم، بأن الصحفي يعامل معاملة انسانية.
المعتقل القيق لديه طفلان اكبرهما لا يتجاوز خمس سنوات وصغيرة عام ونصف، ابنه البكر اسلام يسأل ببراءة والدته بمجرد أن يلمح صور ابيه الحديثة عبر وسائل الاعلام:" ليش بابا ما بحلق دقنه"، فترد عليه: "قريبا ماما".
ولم يكتف اسلام بالسؤال الدائم عن موعد عودة والده للبيت، فهو يتذكر دوما كيف اعتقله الاحتلال في ساعات المساء واخذوه للتحقيق.
ويردد ابن القيق كما المتضامنين مع والده:" بابا الصحفي محمد القيق مضرب عن الطعام"، دون أن يعي معنى ما يقوله.
يذكر أن الأسير الصحفي القيق من مدينة دورا في الخليل، ويرفض إنهاء إضرابه إلا بالإفراج عنه، ولا يتلقى أي نوع من المدعمات ويعتمد في إضرابه على الماء فقط، علما أن إدارة السجون طبقت عليه قانون التغذية القسرية مرة واحدة قبل ثلاثة أسابيع تقريبا.
مياه زمزم والصبار للقيق
التهمة التي اعتقل على إثرها القيق تتعارض مع القوانين الدولية التي من شانها حماية الصحفيين، فكل ما فعله الصحفي هو نقل الصورة الحقيقية للانتهاكات التي يمارسها جنود الاحتلال بحق اهل الضفة المحتلة.
ومنذ فترة اعتقال القيق، تخرج المسيرات الداعمة له في انحاء الوطن كافة، للتضامن معه تعبيرا عن رفضهم لسياسة الاحتلال التي تعاقب الفلسطينيين بالاعتقال الاداري.
بدورها، وصفت محامية هيئة الاسرى حنان الخطيب التي تتواجد في مستشفى العفولة (الإسرائيلي) بالقرب من الاسير محمد القيق مشاهد الوفود الفلسطينية الذين جاءوا الى مستشفى العفولة للتضامن مع الاسير والمطالبة بالإفراج عنه بأنهم ملح الارض، موضحة أنهم يتوافدون بالمئات إلى غرفة الأسير يقبلون يديه ويشدون من ازره.
وذكرت أبو صفية أن توافد المتضامنين يدفع القيق للصمود أمام سجانيه وقرار المخابرات والمحكمة العليا بإبقائه بمستشفى العفولة.
ومن بين الحضور كانت أم الشهيد أحمد صيام التي احضرت للقيق مياه زمزم، وسيدة اخرى احضرت له شجرة الصبار رمزاً لصموده وصبره عدا عن المرابطين الذين ينامون عنده لمساندته، الشيء الذي اثار بعض اهالي المرضى اليهود مدعين ان هذا ازعاج لهم.
وفي ذات السياق، تابع اسماعيل هنية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس باهتمام بالغ التطورات الخطيرة المتعلقة بالأسير محمد القيق المضرب عن الطعام.
ودعا هنية المجتمع الدولي للتحرك العاجل من أجل إطلاق سراحه والحفاظ على حياته، مطالبا السلطة الفلسطينية تحمل مسؤوليتها تجاهه بالعمل العاجل من أجل تحريره.
وطالب جماهير الشعب الفلسطيني في كل مكان الى المشاركة في الفعاليات الشعبية والجماهيرية للتضامن معه والضغط على الاحتلال لإطلاق سراحه.
من الجدير ذكره، أن القيق يرفض المدعمات والفحوصات الطبية والعلاج بمستشفيات (إسرائيلية) وشعاره اما حراً او شهيداً.