قائمة الموقع

هل تتغير السياسة الأمريكية باتجاه ايجابي لصالح الفلسطينيين ؟

2009-08-04T06:42:00+03:00

غزة- ياسمين ساق الله                             

ازدادت عجلة التحرك الأمريكي في الآونة الأخيرة من خلال الزيارات المتكررة للوفود الأمريكية لمنطقة الشرق الأوسط وتحديدا لإسرائيل والأراضي الفلسطينية , فما هدف الزيارات وما الذي تحمله في جعبتها ؟

حراك نشط

الكاتب والمحلل السياسي د.ناجي شراب أكد على أن زيارة الوفود الأمريكية تشكل حراكاً سياسياً غير مسبوق بالنسبة للإدارة الأمريكية السابقة ,واصفا إياه بالمتنوع والنشط.

ويشاركه الرأي المحلل السياسي د.رائد نعيرات والذي اعتبر زيارة أعضاء الكونغرس الأمريكي إلى المنطقة نشاط سياسي غير عادي في تلك الفترة، موضحا أن السياسة الأمريكية ما زالت تصطدم بجدار إسرائيلي مكون من المستوطنات إلا أن أنها استطاعت في تلك الفترة إحداث اختراق متمثل بقبول حكومة نتانياهو بتجميد الاستيطان لثلاث شهور".

يذكر أن الثلاثاء الماضي وصل وفد من الكونغرس الأمريكي مكون من ثمانية أعضاء إلى قطاع غزة عن طريق معبر بيت حانون شمال القطاع, حيث أفادت المصادر أن الوفد حضر إلى القطاع بشكل مفاجئ، والتقى على جدول أعماله مدير العمليات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وقام  بجولة في المناطق التي تعرضت للدمار خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.

أبعاد ولكن

ويشير شراب إلى الاهتمام الأمريكي بالقضية الفلسطينية لاسيما بعد الحرب، موضحا أن تلك الزيارات لها أبعاد عدة أهمها الوقوف على حجم الدمار, والرغبة في تسوية الصراع العربي الإسرائيلي وتحديدا القضية الفلسطينية ".

هذا وقد وصل إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية أمس الأحد وفدا يضم 25 من أعضاء مجلس النواب الأميركي عن الحزب الجمهوري في زيارة تستمر أسبوعا, حيث قال رئيس الوفد النائب اريك كانتور: إن الهدف من هذه الزيارة هو اطلاع أعضاء الكونغرس على التحديات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط ولاسيما التحديات التي تواجهها إسرائيل.

بينما يرى المحلل نعيرات أن الحراك الأمريكي النشط للمنطقة هدفه تفعيل الدور وإعادة مصداقية السياسة الأمريكية المفقودة في الإدارات السابقة إلى المنطقة, قائلا:" مما يتطلب خلق قنوات اتصال قوية من خلال الزيارات والالتقاء بالقيادات والمسئولين ", موضحا أن الوفد  يحمل في جعبته رسائل وأهداف متعددة تصب في مصلحة إسرائيل وليس الفلسطينيين .

خلق قنوات

ويتابع المحلل شراب :" الزيارة هامة لإسرائيل, لاسيما وأنها تضم أعضاء من الكونغرس الأمريكي , قائلا": يعد الكونغرس من أهم مؤسسات السياسة الأمريكية المؤثرة والتي تلعب دورا هاما في صناعة القرار بالمنطقة ", منوها إلى أن هدف زيارة الوفد تكمن في خلق قنوات اتصال سياسية لخدمة الإدارة الأمريكية أكثر من العربية على حد قوله .

وكانت ذات المصادر أشارت إلى أن رئيس وفد الكونغرس كانتور الذي يعتبر الرجل الثاني من بين نواب الحزب الجمهوري  يبدو قلقا للغاية من سياسة إدارة الرئيس أوباما التي تمارس ضغوطا شديدة على إسرائيل ولا تطالب بالمقابل الفلسطينيين بتقديم تنازلات من جانبهم.

ويوافقه الرأي المحلل نعيرات , قائلا:" إن الزيارة تمثل حراك سياسي أمريكي يختلف عن سابقيه بمعنى أن الذي يقوم بالزيارة وفدا من الكونغرس الامريكى الذي  يبدى تعاطفا ضمنيا ملحوظا مع إسرائيل ويتأثر باللوبي الصهيوني", مضيفا :" ينبغي أن لا نعول كثيرا بتغير موقف الكونغرس بالنسبة للقضية الفلسطينية لان هناك علاقات إستراتيجية قوية بين إسرائيل وأمريكيا تجعل تأثير تلك الزيارات لا يتعدى الضغط بالقول وليس  الفعل ".

تطبيع

وفي معرض رده على سؤال ما إن كانت تلك الزيارات ستضيف جديدا على صعيد الاستيطان وعلمية السلام بالمنطقة , قال شراب :" أمريكيا لن تذهب لمعاقبة إسرائيل فهي تتفهم الموقف الإسرائيلي من حيث حاجتها للاستيطان ومطالبتها بيهودية الدولة, لذا تقنع العرب بالتطبيع مع إسرائيل لدفع عملية السلام, في نفس الوقت تريد أمريكا إيجاد حلا للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال قيام دولة فلسطينية وإسرائيلية ".

ومن المقرر أن يصل إلى البلاد خلال الشهر القادم وفد مماثل من نواب الحزب الديمقراطي الأمريكي مكون خمسة وثلاثون نائب .

بينما يرى المحلل نعيرات من خلال متابعته السياسية في هذه الآونة أن السياسة الأمريكية تحاول جاهدة إقناع العرب بالتطبيع مع إسرائيل , قائلا:" أمريكيا من خلالها نشاطاها السياسي المتواصل تريد رفع شعار للعرب مضمونه لابد من التعامل مع إسرائيل لدفع عملية السلام بالمنطقة لذا تحاول من خلال زيارتها للمنطقة إحداث اختراق في العلاقات العربية  ".

ويضيف نعيرات :" زيارة الكونغرس إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية تحمل ثلاثة عناوين رئيسية تجميد الاستيطان، وتنشيط العلاقات الدبلوماسية مع العالم العربي ومحاولة إحداث اختراق في العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية بشكل يؤكد على دفع عملية السلام مستقبلا ", موضحا أن الإدارة الأمريكية لديها تصور كامل وشامل ومسبق حول طبيعة السياسة الإسرائيلية بالمنطقة وحول المعوقات التي تشكلها ضد الفلسطينيين سواء بالضفة المحتلة أو القطاع", ويشاركه الرأي المحلل شراب.

والسؤال المطروح دوماً هل ستشهد المنطقة في المرحلة القادمة تغييرا ملحوظا على صعيد عملية السلام والاستيطان وغيرها من قضايا الصراع نتيجة لهذا الحراك الأمريكي؟

 

 

اخبار ذات صلة