أكد وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون أن إسرائيل وبعض الدول العربية تتشارك في عدائها للإخوان المسلمين وإيران، في حين زعم أن غياب الاستقرار بالشرق الأوسط يرجع إلى التغيرات الداخلية التي طرأت على العالم العربي.
فقد نقل المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس" باراك رابيد أن يعالون أكد خلال خطابه في مؤتمر ميونيخ للأمن العالمي أمس الأحد أن إسرائيل تجري لقاءات مع دول عربية خلف الأبواب المغلقة، وأن لدى الجانبين قنوات للحوار في المنطقة وليس فقط مصر والأردن، كما أن لدى إسرائيل وهذه الدول أعداء مشتركين مثل إيران والإخوان المسلمين، بحسب تعبيره.
من جهته نقل المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" نوعام أمير ما قال إنها مقتطفات من تصريحات أدلى بها وزير الدفاع الإسرائيلي على هامش مشاركته في المؤتمر حذر فيها من نوايا دول عربية لحيازة سلاح نووي عقب إيران التي تتحين الفرصة المناسبة لاسيما تحسن وضعها الاقتصادي لحيازة القنبلة النووية، موضحا عدم قدرته على تحديد نهاية متوقعة للحرب الدائرة في سوريا، وفق قوله.
كابوس
وأشار يعالون إلى أن الإيرانيين لديهم اليوم سيطرة ميدانية في العراق ولبنان ويسعون للهيمنة على سوريا واليمن، مما جعل المحور المكون من إيران والعراق وحزب الله يتحول إلى كابوس، معتبرا أن تبعات هذا الكابوس على المنطقة وباقي دول العالم ستكون عبارة عن كارثة.
وعبّر عن اعتقاده بأن الوضع في سوريا معقد جدا ومن الصعوبة بمكان رؤية كيفية نهاية الحرب الدائرة فيها في ظل عمليات القتل الجماعي.
وقال "الأكيد أن سوريا التي عرفناها سابقا لن تعود للتوحد من جديد في المستقبل المنظور وفي الوقت ذاته فإننا سوف نرى جيوبا داخلية في الدولة سواء بين مجموعات منظمة أو سواها من المتقاتلين هناك".
واعتبر يعالون أن وجود إيران أو تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا خياران سيئان لإسرائيل وللشرق الأوسط وللعالم الغربي.
وقال إنه طالما بقيت إيران في سوريا فلن تعود الأخيرة لما كانت عليه لأنها ستتجه لأن تصبح دولة مقسمة لكون القوى السنية المسلحة لن تسلم بالسيطرة الإيرانية على بلدها.
ورأى وزير الدفاع الإسرائيلي أن ما يحصل في سوريا جزء من الصراع السني الشيعي، وأن السنة ليس واردا أن يتنازلوا للشيعة.
مفاوضات
وأشار يعالون في المؤتمر ذاته إلى استعداد إسرائيل للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين من دون شروط مسبقة، لكن الفلسطينيين -بحسب زعمه- لا يريدون ذلك لأنهم يعتقدون أن الاحتلال الإسرائيلي على أراضيهم لم يبدأ عام 1967 وإنما في العام 1948 منذ أن نشأت دولة إسرائيل.
وذهب إلى أن مشكلة عدم الاستقرار في الشرق الأوسط ليست بسبب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وإنما بسبب التغيرات الداخلية التي طرأت على العالم العربي، مستدلا بأن تنظيم الدولة لم يقم في المنطقة نتيجة الصراعات السياسية بين إسرائيل وفلسطين.
وأوضح يعالون أنه عند الحديث عن اتفاقات ووقف إطلاق النار في سوريا فإن المقصود هو وقف التفجيرات بين لحظة وأخرى، مما يعني أن الواقع يؤكد استمرار القتل والقصف على مدار الساعة.
وأعرب عن تشاؤمه الكبير إزاء مستقبل وقف إطلاق النار في سوريا، معتقدا أن حالة من عدم الاستقرار في سوريا ستبقى لفترة طويلة من الزمن. وقال "واضح أن المشكلة الناشبة في سوريا ستلقي بظلالها على الشرق الأوسط بأسره الذي لن تحل مشاكله قريبا".