قائمة الموقع

مراجع أجنبية لتاريخ فلسطين

2010-05-18T20:16:00+03:00

الخليل – وكالات – الرسالة نت

 

يعاني الباحثون في تاريخ القضية الفلسطينية من ندرة المراجع العربية المتعلقة بها وخصوصا فيما يتعلق بأسماء وتواريخ آلاف المواقع الأثرية، مما يضطر الكثيرين إلى اللجوء لمراجع غربية، قد تكون محرفة أو غير وافية لأغراض البحث.

 

وقال باحثون ومختصون للجزيرة نت إن المراجع الغربية تحتاج إلى جهد للتأكد من مضامينها قبل التسليم بما ورد فيها، وأوضحوا أن المؤلفات البريطانية والأميركية والفرنسية تتصدر المراجع الغربية التي تناولت قضية فلسطين.

 

وأشار هؤلاء إلى اعتماد بعض الباحثين العرب على مراجع بعضها استند إلى روايات توراتية وأخرى محرفة دون التدقيق فيها، موضحين أن "الروايات التوراتية الباطلة" من أبرز ما تواجهه عمليات البحث والتوثيق.

 

مراجع متآمرة

وقال الباحث في تاريخ القضية الفلسطينية محمود طلب النمورة إن التاريخ الفلسطيني معقد وعميق، وأوضح أن الكتّاب العرب تناولوا فلسطين في مؤلفاتهم كجزء من العالم الإسلامي قبل أن تعرف باسمها الحالي.

 

وأضاف أنه لا غنى لأي باحث فلسطيني في قضايا التاريخ عن المراجع الغربية لكنها سيف ذو حدين، فمن الكتاب مبالغون أو مراوغون، ومنهم من دس السم في العسل، مما يتوجب على الباحثين التدقيق في كل ما ينقلونه والرد على الافتراءات بردود منطقية، على حسب قوله.

 

وذكر النمورة أن بعض المراجع الغربية "تآمرت على القضية وزورت تاريخها القديم والحديث وجيرته لصالح إسرائيل", وأشار إلى أن صندوق اكتشاف فلسطين الذي أطلقته بريطانيا عام 1860 كان بعثة يهودية بريطانية استعمارية هدفه التسلل إلى المنطقة تحت مسميات جديدة.

 

واتهم النمورة تلك البعثة "بتزوير التاريخ والقضية" من خلال دراسة كل جزئية في فلسطين وإعداد خرائط شاملة لها، وأشار إلى أن قلة منها تحظى بالثقة وتتسم بالدقة والموضوعية.

 

أما مدير دائرة آثار الخليل محمد غياظة فذكر أن المراجع الغربية حول الآثار بشكل خاص "جاءت نتيجة لبعثات التنقيب الأجنبية التي عملت في المناطق الأثرية الفلسطينية منذ عهد الانتداب وحتى اللحظة".

 

وأشار إلى أن إسرائيل سيطرت على الكثير من الآثار التي وجدتها هذه البعثات، وجرى تهريب كميات كبيرة منها إلى الخارج عبر تجار إسرائيليين، بل وصل بعضها إلى المتاحف الأوروبية والأميركية.

 

وأكد غياظة أن الثقة بالمراجع الغربية متدنية وأن دارسي التاريخ والآثار يواجهون "ارتباط المنشورات الغربية بالرواية التوراتية". وذكر أن دحض هذه الرواية يحتاج إجراء الحفريات بطريقة علمية والتأكد بشكل علمي من صحة الرواية التوراتية.

 

مسح فلسطين

وأوضح خبير الآثار عوني شوامرة أن أبرز مرجع غربي للآثار هو "مسح غرب فلسطين" وهو مرجع بريطاني كُتب بشكل موثق عن آثار وتاريخ فلسطين، واعتبر الأردن وفلسطين وحدة واحدة.

 

وأضاف شوامرة أن الكتاب سجل كافة المواقع الأثرية في فلسطين من شمالها إلى جنوبها، ويعتبر أول تسجيل حقيقي للمواقع الأثرية في فلسطين، وتعتمده الدراسات التاريخية والأثرية عن فلسطين مرجعا رئيسيا.

 

وأكد أن الكتاب دقيق وتفصيلي وصدر عام 1881 في إطار عملية دراسة الشرق الأوسط وخصوصا فلسطين، حيث أنشأت بريطانيا صندوق اكتشاف فلسطين، وبدأ علماء الآثار إجراء دراسات عن المنطقة بشكل دقيق، ودرسوا المواقع الأثرية والبيئة والتضاريس والجغرافيا وغيرها.

 

وأضاف أن الكتاب استمد معلوماته من شبكة جغرافية أقامها البريطانيون شملت كل المواقع الفلسطينية من خريطة إحداثيات، مبينا أن المسح كان دقيقا حينها وأن نسبة الخطأ فيه قليلة.

 

وأشار شوامرة إلى عدم توفر أية مراجع عربية دقيقة عن فلسطين بسبب عدم وجود كتابات عربية في هذا السياق، لافتا إلى أن ما كتب عربيا وفلسطينيا بحاجة إلى المتابعة والتدقيق.

 

اخبار ذات صلة