دعا زعيم جبهة النصرة أبو محمد الجولاني فصائل المعارضة السورية المسلحة إلى رفض الهدنة التي يفترض أن تسري بعد منتصف هذه الليلة، واعتبرها مؤامرة وبداية لحل سياسي يبقي على نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال الجولاني في رسالة صوتية أذاعها تلفزيون "أورينت" اليوم الجمعة إن الهدنة خديعة من الولايات المتحدة والغرب، وكذلك من إيران ونظام الأسد.
وأضاف أن الجميع يدفع السوريين إلى العودة لدائرة نظام الأسد، وقال إن الهدنة المعلنة وأد للثورة وتدخلها في متاهة المؤتمرات الدولية وملفات الأمم المتحدة، مشددا على ضرورة الاستمرار في القتال.
ورأى الجولاني أن الهدنة تبقي على الجيش وأجهزة الأمن السورية التي وصفها براعية الإجرام، وترسم الحدود مرة جديدة فيصبح أهل السنة أقلية بعدما قتل مئات الآلاف وشرد الملايين منهم.
واعتبر أن المراد من الهدنة الإبقاء على مؤسسات النظام وعلى الأسد نفسه بعد المرحلة الانتقالية المقترحة لمدة 18 شهرا. وانتقد زعيم جبهة النصرة المفاوضين السوريين، معتبرا أن الهدنة التي قبلوا بها "مذلة ومخزية".
كما قال إن بعض من يفاوضون حاليا يريدون "بيع الشام" بثمن بخس في حين أنهم لم يشاركوا في الثورة مطلقا، واتهمهم بالسعي لنيل مناصب ضمن حكومة وحدة وطنية في ظل نظام الأسد.
وفي كلمته الصوتية انتقد الجولاني أيضا المعارضين السوريين الذين يعولون على الولايات المتحدة فيفاوضون على هدنة مقابل مساعدات إنسانية، معتبرا أن كل ما فعلته واشنطن في السنوات الخمس الماضية كان مجرد خداع.
ووصف الثورة السورية بأنها ثورة كرامة لا ثورة جياع، وقال الجولاني إن المفاوضات الحقيقة في ميادين القتال. وحذر من أن تبعات عدم حسم المعركة في سوريا ضد نظام الأسد وحلفائه ستطال السنة في المنطقة خلال السنوات القادمة.
يشار إلى أن الهدنة بين قوات النظام وفصائل المعارضة في سوريا -التي أقرتها الولايات المتحدة وروسيا- تستثني جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية.