رحبت فصائل وقوى فلسطينية، بالجهود التركية المبذولة لرفع الحصار عن قطاع غزة من خلال تدشين ميناء بحري ينقذ الحالة الاقتصادية في غزة، ويتيح حرية التنقل والتواصل مع العالم الخارجي، لاسيما مع الإغلاق شبه التام لمعبر رفح البري.
وأكدّ قادة ومتحدثون باسم الفصائل في تصريحات خاصة بـ"الرسالة نت"، أهمية الدور التركي في إسناد القضية الفلسطينية، منددين بمواقف السلطة الفلسطينية السلبية الرامية للتخريب على الجهود التركية وتشويه مقاصدها السياسية، معتبرين أن هذه الموقف "دليل على تورط السلطة في حصار غزة".
وتتواتر الأنباء عن قرب إبرام اتفاق بين تركيا وإسرائيل يفضي لإنهاء قطيعة نشبت بينهما إثر اعتداء بحرية الاحتلال الإسرائيلي على أسطول الحرية الأول قبالة شواطئ غزة، إذ يدور الحديث عن توافق حول إنشاء ميناء بحري لقطاع غزة كاستجابة لشرط تركي برفع الحصار عن غزة.
تورط السلطة
فمن جانبها، رحبت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالجهد التركي لرفع الحصار ودفع عجلة الاعمار في القطاع، مؤكدة ترحيبها بأي جهد عربي يرمي إلى رفع الحصار عن غزة كالجهد القطري.
وقال إسماعيل رضوان القيادي في الحركة، إنّ انشاء الميناء والمطار حق طبيعي لغزة، رافضًا تحريض السلطة على هذه الجهود بدعوى أنها ستفصل غزة عن الضفة، مشيرا إلى أنه "لا دولة في غزة أو بدونها".
واعتبر مواقف السلطة المشوهة للموقف التركي، تأكيد على تورط السلطة ومشاركتها في استمرار الحصار، خاصة بعد تعهد القيادي بفتح عزام الأحمد بإحباط أي جهد من شأنه رفع الحصار عن غزة. ودعا السلطة لنأي بنفسها عن التورط في حصار غزة، والتوقف عن لغة الاقصاء والتهميش.
بدورها، رحبت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بالجهود التركية لفك الحصار عن قطاع غزة، وقال القيادي بالجبهة ذو الفقار سويرجو في تصريح خاص لـ"الرسالة "، إن جبهته تدعم محاولة أي طرف عربي أو دولي يعمل على تخفيف الحصار عن المواطنين في قطاع غزة ويتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل متكامل.
وأضاف "إذا كان الهدف من هذه الخطوة دعم الشعب الفلسطيني ورفع الحصار عن القطاع، دون أن ندفع أي ثمن سياسي يمس بالثوابت الوطنية ولا يعمل على تدمير الحلم الفلسطيني، فنحن بلا شك ندعمه بكل الأشكال".
وندد سويرجو بتصريحات قيادات السلطة السلبية ضد الجهد التركي، مؤكدًا أن هذه التصريحات نابعة من منطلقات حزبية و"مناكفة سياسية" لا علاقة لها بحماية المشروع الوطني الفلسطيني الذي يحاول البعض تدميره.
من جهتها، أيدت حركة المقاومة الشعبية، الجهد التركي، مرحبة بدور أنقرة كطرف إستراتيجي داعم للقضية الفلسطينية. وقال حسن الزعلان القيادي بالحركة لـ"الرسالة نت"، إن القضية الفلسطينية ليست ملكًا للفلسطينيين وحدهم، ومن واجب الأمة أن تقف معها وتؤيدها، خاصة في ظل التآمر الدولي وبعض الأطراف الإقليمية على القضية الفلسطينية.
وانتقد الزعلان موقف السلطة الفلسطينية من الجهد التركي، معتبرًا أن الحجج والذرائع التي تسوقها السلطة غير مقنعة ولا تصب في خدمة الشعب الفلسطيني.
خدمة الاحتلال
من جانبها، ثمنت حركة الأحرار الفلسطينية، الجهد التركي الذي يدفع تجاه تخفيف الحصار عن غزة، مؤكدًة أن خطوة إنشاء الميناء من شأنها فتح نافذة إلى العالم الخارجي وكسر طوق الحصار الظالم من القريب والبعيد على القطاع.
وعزا خالد أبو هلال الأمين العام للحركة، رفض السلطة للجهد التركي لكونها "إحدى الجهات التي تحاصر غزة لأهداف واضحة ومعروفة سلفًا، تتقاطع مع أهداف الاحتلال الرامية لتركيع المقاومة وخنقها من خلال افتعال الأزمات وإغلاق المعابر والدفع تجاه خلق فجوة بين المقاومة وحاضنتها الشعبية".
وأضاف أن السلطة تريد أن يبقى الحصار، وابقاء الشعب الفلسطيني تحت رحمة معابر الاحتلال ومعبر رفح مع مصر الموصدة في وجه الفلسطينيين، وذلك في إطار خدمة المحتل وضمن إطار التنسيق الأمني والتعاون المستمر بين السلطة والاحتلال.
أمّا لجان المقاومة الشعبية، فأكدّت أهمية هذا الجهد في رفع الحصار عن غزة، بما أنه لا ينتقص من كينونة المقاومة الفلسطينية.
وقال أبو مجاهد المتحدث باسم اللجان لـ"الرسالة نت": "إن تصريحات قيادة السلطة بحق الجهد التركي تجاوز حد الانتقاد، وهي إساءة واضحة للفلسطينيين وعلاقتهم بتركيا".