اعتبر المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، رياض حجاب، اليوم الجمعة، أن "الظروف الحالية غير مؤاتية لاستكمال المفاوضات في جنيف"، مشيراً إلى أن "أميركا تتنازل لروسيا في كثير من المسائل على حساب الثورة السورية".
وأشار خلال مؤتمر صحافي في باريس إلى أن "الأعمال العدائية التي يرتكبها الروس وإيران والنظام السوري، والمليشيات التابعة لهم، لم تتوقف رغم الهدنة".
وبين أن "النظام وحلفاءه مستمرون بالعمليات العدائية. هناك غارات جوية ومحاولات تقدم وهجمات عشوائية، وخاصة في هذا اليوم، والذي خرج فيه السوريون بمظاهرات سلمية تحمل عنوان الثورة مستمرة".
وأضاف "في هذا اليوم عاد السوريون للتعبير عن ثورتهم التي ما زالت مستمرة، والتعبير أيضاً عن التصميم لمتابعة الثورة. لكن هذا النظام أراد أن يحول المظاهرات إلى جرائم، كما فعل من قبل، فسقط قتلى وضحايا".
ولفت إلى أنه "خلال سبعة أيام من عمر الهدنة، ارتكب النظام وحلفاؤه مجازر عديدة. وثقت أكثر من 90 غارة للطيران الروسي وطيران النظام، استخدمت خلالها براميل متفجرة تحمل المواد السامة".
كما استهدفت، بحسب حجاب، "أكثر من 50 منطقة تتواجد فيها المعارضة، واستهدفت الفصائل التي واقفت على الهدنة"
وأشار إلى أن "الهيئة العليا بذلت جهوداً مع قادة الفصائل للتوصل إلى هذه الهدنة، وتم اقتناع الجميع أن الهدنة من أجل البنود الإنسانية. رغم ملاحظاتنا الكثيرة على الاتفاقية بين الأميركيين والروس حيث وضعنا أكثر من 17 ملاحظة حول الاتفاقية، أكدت الهيئة أهمية تعديل الاتفاقية، ووافقت من أجل القضايا الإنسانية، ولكن للأسف أي من هذه القضايا لم يتحقق إلا الشيء البسيط جداً خلال الفترة الماضية".
واتهم حجاب أيضاً "النظام وحلفاءه باستخدام سلاح الحصار والتجويع في حين تمنع المساعدات من الدخول للمناطق المحاصرة"، موضحاً أن هيئة المفاوضات "دعت الأمم المتحدة لتوفير المناطق الآمنة وإيصال المساعدات للمحتاجين، أي مفاوضات تعقد تحتاج إلى بيئة لنجاحها".
وقال "منذ أيام، اقترح المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أن تبدأ المفاوضات في 9 مارس، نحن نعتقد أن الظروف الحالية غير مؤاتية لعقد هذه المفاوضات. فالمساعدة لم تدخل إلى المناطق المحاصرة ولم يرفع الحصار، ولم يتم إطلاق سراح المعتقلين ولم يتم الالتزام بالهدنة".
لكن لفت في الوقت نفسه إلى أنه "من المبكر القول إذا ما كانت ستكون هناك مفاوضات أم لا، سندرس الأمر ونتخذ قراراً".