قائد الطوفان قائد الطوفان

بيع الذرة .. ربح موسمي ينعش جيوب متعطلين

الرسالة نت- ديانا طبيل   

لم يجد المواطن أسامة عبد العال "25 عاما "حلا آخر أمام ضائقته المالية الصعبة ، سوى إشعال موقد النار لبيع الذرة المسلوقة على سكان الحي ليتمكن من دفع قيمة إيجار منزله ، وتسيير مصاريف حياته اليومية .

مهنة مساعدة

ويقول عبد العال لـ" الرسالة نت " : الأوضاع المعيشية الصعبة هي التي دفعت به لهذه المهنة, وخاصة مع وجود طفلين، ويضيف:" أشعل النار بالقرب من المسجد وأبيع الذرة على المصلين وبعض المارة .

ويوضح أن بيع الذرة هو الحل الأمثل أمامه في الأوضاع الراهنة لا سيما وانه غير قادر على إيجاد عمل كامل يمكنه من العيش بكرامة وسعادة دون اللجوء لمهنة مساعدة ، مبيناً انه يبيع "الكوز" الواحد مقابل شيكل ونصف، وفى كثير من الأحيان يقدم عروضاً تشجيعية للزبائن الذين يجد لديهم النية لشراء أكثر من "كوز ".

ويبدو أن "عبد العال" ليس الوحيد من سكان القطاع الذين يرزحون تحت نار الفقر، فاتجه الكثير إلى نار أخرى يسلقون ويشون عليها الذرة لتسيير أوضاعهم الاقتصادية ، فعلى المفترقات كافة يتواجد باعة الذرة المسلوقة والمشوية في محاولة منهم لجلب أرزاق عائلاتهم من مهن مستحدثة قد تنعش جيوبهم خلال موسم الصيف .

فيقول اشرف عودة " 29 عاما " صاحب موقد لبيع الذرة على شاطئ البحر، أن مهنته الموسمية والمتمثلة بيع الذرة على الشاطئ ، تحسن أوضاعه المالية طيلة العام، فهي تدر عليه ربح يومي يقدر بمائتان .

ويوضح عودة انه يحرص على بدء العمل في مهنته مطلع شهر مارس، حيث يكون الزبائن في تشوق لتذوق الذرة ، فأبيع " الكوز" الواحد في بداية الموسم بثلاثة شواكل ، ثم أيبيعها نهاية العام  بشيكل واحد ، مؤكدا أن ما يحققه من ربح عائد اهتمامه الشديد في نظافة الذرة وحرصه على تقديم الذرة الحلوة المزروعة في مناطق شمال غزة ، بالإضافة إلي أن زبائنه من ذوى الدخل المرتفع وهذا ما تحكمه المنطقة التي يبيع فيها .

ويمضي يقول: اجلب معي الكراسي البلاستيكية ليجلس عليها الزبائن ليستمعوا بأكل الذرة ومنظر البحر، مشيراً إلي أن فعلته تلك هدفها جلب الزبائن إليه.

 الحل الأمثل

في حين يجد الطفل إيهاب جاد الله " 14 عاما"  من بيع الذرة وسيلة لجني بعض الأموال المساعدة لعائلته خلال فصل الصيف خاصة وان الصيف والده يصحب عاطلاً عن العمل في تلك الفترة لأنه صاحب كافيترية مدرسية،  ويضيف جاد الله " احرص على بيع الذرة المسلوقة  أو اى شيء أخر في سبيل توفير النقود لكي تساعدنا في تدبر مصاريفنا المعيشية .

ويتابع "بيع الذرة أمر يسير ومربح، وغير مخجل طالما انه عمل شريفً، منوهاً إلي أنه يقسم العمل إلى مرحلتين، فأبيعها على طلبة المدارس القريبة من منزله، وفي المساء فأنى اسلق الذرة داخل حديقة الجندي المجهول وأبيعها على المتنزهين.

أما ياسر أبو شحادة " 40 عاما " يقول: موقد بيع الذرة كان الحل الأمثل والفرصة الملائمة لي، بدلاً من جلوسي في بيتي، مستدركاً : مهنتي هذه لم تعد مناسبة لي بعد تزايد أعداد بائعي الذرة على كافة المفترقات والشوارع، مما يضطرنا في كثير من الأحيان العودة إلى المنزل دون بيع ما تم سلقه من ذرة و بالتالي خسارتها أو توزيعها على أبناء الجيران .

ويضيف: بيع الذرة مهنة مربحة بعض الشيء لا سيما وأنها لا تحتاج لرأس مال كبير ولا لمعدات فكل ما تحتاج إليه هو الحطب أو " أنبوبة من غاز الطهي وكلاهما متوفر الآن في غزة ، أما نجاح البيع فيتوقف على طبيعة المكان الذي تقف فيه ، فمن يبيع على شاطئ البحر لديه أسعاره الخاصة والتي هي بالعادة أسعار سياحية ، وأما من يبيع في المناطق الشعبية فربحه مقرون بطبيعة المنطقة ، معربا في ختام حديثه "للرسالة" عن أمله أن يكون الموسم الحالي أفضل من سابقيه . 

 

 

 

 

البث المباشر