قائمة الموقع

جنرال السكاكين "مصالحة".. ثأر بدمائه لزهرة آذار

2016-03-10T06:26:53+02:00
الشهيد بشار محمد مصالحة
غزة-أمل حبيب

لباس الاحرام عكس نقاء قلبه فوثق شعوره بالرضى على صفحته عبر الفيس بوك بعد أدائه العمرة وذيلها بالقول: "ألف الحمد لله الذي هداني للصراط المستقيم" فكان آخر ما كتبه بشار محمد مصالحة قبل أن يمسي شهيدًا بعد يومين في يافا!

في الحرم المكي توشح بشار الكوفية وافتخر بفلسطينيته حيث لم ينس صرخات أخت المرجلة حين قالت قبل أن تقتل على الحاجز "ولي رجال سيثأرون من بعدي" فأهداها في يومها العالمي دمه بعملية بطولية في عمق يافا أسفرت عن مقتل مستوطن واصابة عشرة آخرين.

صفعة آذار

صفعة موجعة وجهها مصالحة (22 عامًا) الى الاحتلال الذي ظن أن انتفاضة القدس قد انتهت الا أن رجال القدس والضفة والداخل المحتل كانوا كمن انتظر يوم المرأة ليثأروا للشهيدات والأسيرات حيث شهد يوم الثلاثاء الماضي ثلاث عمليات نوعية من طعن وإطلاق نار في القدس ويافا.

لآخر نفس حاول ابن قرية حجة بمحافظة قلقيلية أن يستهدف بسكينه جنود الاحتلال وهو يركض بين السيارات مبتسمًا في الفيديو الذي بثته وسائل الاعلام العبرية، الا أنه رحل بعد طلقات الحقد التي صوبها جنود الاحتلال بشكل متتابع على جسده النحيل.

تستحضر والدته كلماته لها وصورة كان قد التقطها معها قبل استشهاده بأيام وهو يعلن عن حبه لها أمام الجميع: "عذرا فلن أعتق قلبي من حبك ... وستبقى روحي ترفرف بقربك.. أمي الغالية".

لم تكن والدة الشهيد بشار تعلم بأن ابنها سيرحل بسرعة دون أن يصرح علنًا رغبته بنيل الشهادة أو المشاركة بالعمليات الفدائية وهو ما أكده شقيقه المحامي علاء مصالحة خلال حديثنا اليه عبر الهاتف وقال بعد أن أهدى روحه الدعوات بالرحمة والقبول:" لم يظهر عليه أي نية للقيام بعملية طعن ولم يلمح لأحدنا قبل توجهه الى يافا ".

الوضع كان اعتياديًا بالنسبة للعائلة حيث يتوجه بشار الى الداخل المحتل للبحث عن عمل في مهنة البناء أو "الطوبار" الا أن صباح الثلاثاء كان مختلفًا حيث فقدت العائلة الاتصال به وتفاجأت باتصال من الاستخبارات الإسرائيلية مساء اليوم نفسه لتبلغهم بان بشار نفذ عملية طعن في يافا.

الابن الوسط

"كل أب يعشق ابنه الأول وكل أم تعشق ابنها الأخير واللي في الوسط ربنا يعوضكم في الجنة" يرددها بشار ويبتسم ويضحك أصدقاؤه دون ان يعلموا أن الله سيتخذه شهيدًا لينال الجنة بعد أن وصل من مكة المكرمة، وفي السياق يقول شقيقه علاء: "كان سعيدًا للغاية ويحدثنا عن رحلته الى الأراضي المقدسة وعن مناسك العمرة"، صوت شقيق الشهيد بان عليه التأثر حيث وصلنا متقطعا وهو يتابع: "ساعة واحدة هي التي قضيتها مع بشار ليلة استشهاده".

في الخامس والعشرين من شباط الماضي توجه بشار للسعودية لتأدية العمرة وعاد يوم الأحد تمام الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، فكان يوم الاثنين هو الوحيد الذي شارك فيه الشهيد عائلته الحديث والضحكات وبادلته والدته بالدعوات دون ان تشعر بأنه اليوم الأخير الذي يجمعها بابنها الأوسط بشار.

بشار الذي ما فتىء يلهج بالدعاء: "اللهم اجعلني من الذين إذا أحسنوا استبشروا وإذا اساؤوا استغفروا"، كان له من اسمه نصيب كما من دعائه حيث أثلج خبر عمليته البطولية قلوب المنتفضين في الضفة واستبشروا خيرًا بعمليته في الداخل المحتل الأمر الذي أرعب الكيان وزعزع منظومته الأمنية.

ترك بشار جرحًا غائرًا في صدر ابنة شقيقه ريماس _في ربيعها الثالث_ بعد أن كانت تتميز بمكانتها عند عمها وتعلقه بها حيث احتفظ لها بمقاطع فيديو متعددة كان آخرها خوفها عليه من جرح بسيط في اصبعه كانت تقبله مرارًا ليشفى الا أنها لن تجد من يشفي جرحها برحيل "عمو بشار".

الثامن من آذار أزهر بدماء الشهيد بشار ورفقائه حيث أعاد بهجته للمرأة الفلسطينية بعد أن قتلها الجندي على الحاجز وتنكر لها العالم وغدر بها العرب من حولها.

اخبار ذات صلة