قائمة الموقع

حركة فتح "شاهد الزور" على الاتهامات المصرية لحماس

2016-03-10T08:45:59+02:00
ابو جواد
الرسالة نت- محمد عطا الله

فجرت الاتهامات المصرية الأخيرة لحركة حماس بضلوعها في اغتيال النائب العام المصري "هشام بركات"، الجهود المبذولة مؤخراً لتحسين العلاقة بين الجانبين.

ويبدو أن السلطات المصرية تصر على الزج بحماس في القضايا الداخلية؛ للتغطية على اخفاقاتها وتصدير أزماتها للخارج في ظل حالة العجز التي يعيشها النظام الحالي.

تلك الاتهامات لم تكن الأولى من نوعها، فكثيرا ما وجهت مصر، للحركة أصابع الاتهام في قضايا عديدة، لكن اللافت في كل مرة، مسارعة حركة فتح إلى تأكيد الاتهامات المصرية والوقوف ضد حركة حماس لاعبة دور "شاهد الزور".

وسرعان ما امتلأت القنوات المصرية بالمتحدثين باسم حركة فتح يتهجمون على "حماس" ويطالبون السلطات المصرية باتخاذ أقصى درجات العقوبة ضدها، في محاولة منهم للاصطياد بالماء العكر.

وفي العرف المحلي فإن شاهد "الزور" هو الرجل الذي يذهب إلى المحكمة للشهادة مع طرف ضد طرف آخر كذباً وافتراء.

موقف "فتح" الانتهازي رأى فيه مراقبون أنه يأتي ضمن محاولة الاستغلال السياسي السلبية، هدفها إضعاف الخصم السياسي لها عبر اختلاق الأكاذيب والتساوق مع الاتهامات المصرية الباطلة.

"حماس" وعلى لسان القيادي فيها موسى أبو مرزوق، نفت أن يكون للمقاومة أي تدخل بالشأن الداخلي المصري، ودعت المتحدثين باسم حركة فتح لعدم الإفساد بين الشعبين المصري والفلسطيني.

ووجه أبو مرزوق تساؤلًا لمتحدثي "فتح" ممّن شجعوا مصر على اتخاذ إجراءات ضد قطاع غزة قائلًا: "عن أي وطنية تتحدثون؟ من طلب منكم هذه المواقف التي يأباها شعبنا وتنعكس عليه بالسوء والإفساد بين شعبين".

وهنا رأى الكاتب والمحلل السياسي ابراهيم المدهون أن حركة فتح أرادت استغلال تلك الظروف لصالح الخصوم السياسيين ولإضعاف حركة حماس واقصائها من خلال الاستقواء بطرف عربي.

وأوضح المدهون في حديثه لـ"الرسالة" أن موقف "فتح" الانتهازي يضر بالقضية الفلسطينية وليس بحركة حماس "فقط"، مشيراً إلى أن الأولى كانت تعلم بالنوايا المصرية وذهبت لتهديد الأخيرة باستخدام "القوة" ضدها قبل أيام.

وأكد أن الدور الذي تلعبه "فتح" يدلل على تواطؤها وتحريضها الدائم، ويعكس عدم رغبتها الحقيقية في اتمام المصالحة الفلسطينية، مبيناً أن الهدف منه ابعاد "حماس" عن الساحة وإبقائها معزولة سياسياً.

ويتفق الكاتب والمحلل السياسي نعيم بارود مع سابقه، لافتاً إلى أن مشاركة فتح في اتهام حماس يهدف لتضييق الخناق عليها؛ لمنع أي تقارب بين الطرفين في الأيام المقبلة.

وقال بارود لـ"الرسالة" إن "فتح" تحاول الايقاع بين مصر وحماس ليس بالاتهامات فقط وإنما تقدم معلومات مغلوطة وكاذبة لإشعال الفتنة بين الجانبين.

وأوضح أن تلك الاتهامات تأتي في سياق الخصومة البالغة ضد حركة حماس، ومحاولة استرضاء النظام المصري والتقّرب منه؛ لتحقيق أهداف سياسية دنيئة.

وبالعودة إلى المدهون فقد أشار إلى أن المراهنة على أي قوة خارجية لإضعاف "حماس" فاشلة وخاسرة، مرجعاً ذلك إلى أن الشعب الفلسطيني يلتف حول المقاومة ويدرك كذب تلك الاتهامات.

اخبار ذات صلة