فاجأ اتهام وزير الداخلية المصري لحركة حماس بالتورط في عملية اغتيال النائب العام هشام بركات، الأوساط السياسية والمراقبين لمسار العلاقة بين القاهرة والحركة، لاسيما بعد المساعي الخفية التي بذلت لتذويب الجليد بينهما.
وحرصت حماس على تخفيف لهجتها السياسية في التعبير عن غضبها من الاتهام المصري، كما بدت معنية بتعزيز شعرة معاوية مع السلطات المصرية في بيانها الذي أكدت خلاله رغبتها في تحسين العلاقة مع القاهرة وتعميقها بـما يخدم القضية الفلسطينية.
وأكدّ المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري، جهوزية حركته لزيارة القاهرة حالة دعوتها من الجانب المصري رغم حملة التشويه التي أعقبت اتهامات وزير الداخلية المصري، وقال لـ"الرسالة"، إنّ حماس جاهزة لتلبية أي دعوة مصرية لزيارة القاهرة مجدداً رغم التحريض الاعلامي المصري ضد الحركة".
وأشار إلى أن خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة، تواصل قبل ثلاثة أسابيع مع وزير المخابرات المصرية خالد فوزي وجرى الاتفاق بينهما على إرسال وفد قيادي رفيع المستوى من الحركة للقاهرة إلا أن ما حدث غير المعادلة.
أوساط سياسية مصرية فسرت الموقف المصري، بأنه ناجم عن صراع الأجنحة داخل أروقة النظام المصري، وفق ما قاله الدكتور حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية والخبير الاستراتيجي في العلاقات الدولية، مؤكداً أن اتهام الداخلية المصرية لحركة حماس باغتيال النائب العام المصري، له ما بعده ويراد منه أن تسوء العلاقات المصرية مع حماس، وأن تُدفع المنطقة لمزيد من التدهور الأمني والسياسي.
وقال نافعة: "هناك تحفظات وتساؤلات كثيرة حول توقيت الكشف عن عملية الاغتيال في وقت يتم الحديث فيه عن وجود تدابير معينة تتجه نحو تحسن العلاقة بين حماس ومصر، وفي ظل تعرض وزارة الداخلية المصرية، وعناصرها لهجوم كبير بسبب بعض تجاوزات الشرطة".
وأشار الأكاديمي المصري، إلى أن التقارب والتحسن الملموس مؤخرًا في العلاقات بين مصر وحماس، يكشف ربما عن صراع أجنحة في مصر تريد أن تقطع هذا التطور في العلاقات، لترجيح كفة المصالح الإسرائيلية، على كفة المصالح الفلسطينية.
وأيده الكاتب المصري فهمي هويدي، الذي قال إن الزوبعة الإعلامية الناجمة عن الاتهام المصري لحماس "لا تعبر بالحقيقة عن طبيعة العلاقة، خاصة في ظل القنوات السرية بين الجانبين"، وقال لـلرسالة: إن ما حدث يعبر عن وجود سياسة "العصا والجزرة"، ينتهجها النظام المصري لضبط ايقاعات علاقاته المختلفة سواء كان مع حماس أو السلطة أو حتى علاقته مع إسرائيل وأمريكا، دونما استبعاد أن يكون هناك طرف يلجأ إليه النظام لتعليق الأزمات التي يفشل في حلها عليه".
واستبعد الخبيران المصريان أن يلجأ الطرفان إلى خيار نسف العلاقة، خاصة في ظل تأكيد حركة حماس على لسان عضو المكتب السياسي للحركة خليل الحية رغبة حركته في تحسين العلاقة.