قائمة الموقع

تخبط فتحاوي يعرقل المصالحة ويعيدها إلى حالة "الجمود"

2016-03-10T21:50:53+02:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت - نور الدين صالح

ألقت تصريحات عدائية أطلقها عدد من قادة حركة فتح نحو حركة المقاومة الإسلامية حماس، بظلال كئيبة على ملف المصالحة التي جرت مؤخرا مياهها الراكدة خلال لقاءات في العاصمة القطرية الدوحة، و"زاد الطين بلة" تساوق قيادات وناطقين باسم حركة فتح مع الاتهامات المصرية لحماس بالتورط في اغتيال النائب العام هشام بركات.
واستبشر الشارع الفلسطيني خيرا إثر إعلان حركتي فتح وحماس عن التوصل إلى "تصور عملي" للبدء بتطبيق المصالحة وإنهاء الانقسام عقب لقاءات الدوحة الأخيرة، غير أن عدم استكمال تلك اللقاءات حتى اللحظة ومواقف حركة فتح الجديدة أعادت المصالحة إلى حالة الجمود السابقة.  
وحفلت وسائل الإعلام الفتحاوية بتصريحات على لسان بعض قادة الحركة تعكس حالة الارباك بين تيارات فتح حول ملف المصالحة مع حماس، ومن ذلك تصريح عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب الذي صرح بأنه لا يوجد أي لقاءات مع حماس مقبلة في الدوحة، وأن حركته ستتخذ إجراءات حاسمة ضدها، وهو ما لاقى رفضا فصائليا وعلى رأسها حماس.
وعلّق المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، على ذلك بأن تلك "التصريحات توتيرية ولا تخدم جهود المصالحة"، داعيا حركة فتح لإعلان موقف واضح اتجاه هذا التصعيد.
وفي السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس زياد الظاظا: إن تصريحات قادة حركة فتح الأخيرة حول قطاع غزة تؤكد بالدليل القطعي أنهم لا يريدون أن يكون هناك وفاق ومصالحة فلسطينية بشكل واضح ومباشر"، معلقا بذلك على معلومات حول رفض رئيس السلطة محمود عباس لمشروع مد خط كهرباء لغزة، وكذلك تصريح عزام الأحمد حول تصدي السلطة لإحباط إقامة ميناء بحري بغزة.  
وأوضح الظاظا في تصريح صحفي، أن رئيس السلطة محمود عباس ومجموعته ليسوا شركاء وطنيين في الوفاق الوطني، لا سيما بعد التصريحات التي صدرت عنهم ضد الشعب الفلسطيني، متهماً إياهم بحصار غزة.
ويرى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن إرسال حركة فتح وفدها إلى الدوحة -قبل توقف اللقاءات لاحقا-جاء من أجل رمي الكرة في ملعب حماس واتهامها بأنها خلف الانقسام من جهة، وحتى لا يقال ان فتح لا تريد المصالحة من جهة اخرى.
ويقول الصواف إن وفد فتح لقي قبولا كبيرا من حماس خلال لقاءهما في الدوحة، وهو عكس ما توقعوه، لذلك فإن "التصريحات التي خرج بها الناطقين باسم فتح تعطي مؤشرات بأن المصالحة ملف غير قابل للفتح مجددا"، وفق قوله.
ويستبعد الصواف التوصل لأي اتفاق مصالحة ينهي الانقسام طيلة فترة وجود رئيس السلطة عباس على سدة الحكم.
اتهامات مصر
ومؤخرا اتهم وزير الداخلية المصري مجدي عبد الغفار، حركة حماس باغتيال النائب المصري العام السابق هشام بركات، وهو ما نفته حركة حماس بالمطلق، واعتبرته مخالفا لكل الوقائع والحقائق.
ويبدو أن نتائج لقاءات الدوحة تصادمت مع أطراف مصرية ومصالح تخدم فتح، لذلك قرروا ضرب نتائج المصالحة، وهو ما دفع فتح للتساوق مع تلك الاتهامات. وأبرزها ما صرّح به عزام الأحمد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، أنه من حق مصر الحفاظ على أمنها القومي وبالطريقة التي تراها، وفق قوله.
وزعم الأحمد في تصريح صحفي أنه طرح في لقاء الدوحة على حماس بعدم التدخل في الشؤون المصرية، من أجل إنجاح خطوات إنهاء الانقسام في الساحة الفلسطينية، في حين نفى ذلك المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري. 
وقال أبو زهري في تصريح صحفي: إن الذي حدث هو العكس تماما حيث إن حماس خلال اللقاء طالبت حركة فتح بالتوقف عن التحريض الذي تمارسه في الساحة المصرية ضد حماس". 
وبالعودة إلى الصواف، فإنه اعتبر تصريحات قادة فتح بـ "الانتهازية والاصطياد في المياه العكرة وتهدف إلى تشويه حماس".
وتبدو المصالحة رهن الحالة المزاجية لقادة حركة فتح الذين يعزفون على وترها حينا، ويصبوا جام غضبهم عليها حينا آخر، لاسيما مع تجاوب حركة حماس وحرصها على تحقيق المصالحة على أرض الواقع وتجاوز حالة الانقسام. 

 

اخبار ذات صلة