غزة – الرسالة نت
أكد عدد من الإعلاميين الفلسطينيين أن "الإعلام الجديد"، المعتمد على تقنيات الوسائط المتعددة "الملتيميديا"، والتقدم التكنولوجي الهائل سيأخذ المرتبة الأولى خلال المرحلة المقبلة لسهولة التعامل نظراً معه، ورخص تكلفته التي تسمح لمختلف الشرائح –حتى الفقيرة منها- بالتعبير عن رأيها من خلاله.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها مؤسسة الثريا للاتصال والإعلام، أمس، بالتعاون مع قسم الصحافة والإعلام بالجامعة الإسلامية، في قاعة المؤتمرات بمبنى طيبة، وحضر الندوة عدد من الإعلاميين والأكاديميين، بينهم مراسل قناة الجزيرة تامر المسحال، والمحاضر بالجامعة محسن الإفرنجي، ورئيس قسم الصحافة والإعلام د. طلعت عيسى، والإعلامية المتخصصة في الإعلام الجديد هدى شبير.
من جهتها، تحدثت مدير مؤسسة الثريا فداء المدهون، خلال مقدمة توضيحية للموضوع، عن دور الإنترنت في إحداث ثورة هائلة في وسائل الاتصال، تمخض عنها ظهور الإعلام الجديد كظاهرة غير مسبوقة جردت المؤسسات الإعلامية والعاملين بها من احتكار نشر الأخبار والمعلومات عبر جميع أنحاء العالم خلال دقائق معدودة، الأمر الذي "زاد من اشتداد المعركة بين كل من الإعلاميين القديم والجديد"، حسب تعبيرها.
المنتديات الوسيلة الأولى
وقدمت شبير ورقة عمل أكدت فيها أن أعداد الناشطين العرب في مثل هذا النوع من الإعلام "لا يزال ضئيلاً حتى الآن، ولا يتجاوز ٧٪ فقط في موقع الفيس بوك على سبيل المثال"، مشيرة إلى أن المنتديات لا تزال وسيلة التعبير الأولى بالنسبة للشباب العربي.
من جهته، أوضح المسحال أن التطور التكنولوجي المذهل الذي مس وسائل الاتصال والازدياد المستمر لعدد الفضائيات العربية الذي وصل إلى ١٧٠ قناة فضائية حتى الآن لها حجزها الخاص على الأقمار الاصطناعية، وظهور نوع جديد من الإعلاميين يدعى اختصارا بالإنجليزية " V.G "، وهو مصطلح يقصد به ذلك الصحفي الذي يتولى كافة مراحل إعداد تقريره من الألف إلى الياء، بدءاً بالتصوير وتقطيع الصور، بوضع النص مروراً المناسب له وتسجيله، وانتهاء باللمسات الأخيرة للعمل.
ومن جهة أخرى، أشار المسحال إلى تنامي ظاهرة العمل التوثيقي الإعلامي عبر المدونات والمواقع الاجتماعية كالفيس بوك والتويتيرز، بالإضافة إلى موقع اليوتيوب الذي يعد البوابة الأكبر على الإطلاق للمقاطع المرئية، التي منحت المشتركين فيها مساحة أكبر للإبداع والتعبير، إذ لا يوجد فيها " حواجز أو سياسات تحريرية أو مشاكل مادية مع الممولين" بالنسبة للمشترك، إلا أن عدم وجود معايير محددة لهذا الإعلام، وخروجه المتكرر عن الأهداف الحقيقية المعتادة، وانعكاساته السلبية على النشء، فضلا عن التشهير والفضائح دون رقيب كانت أهم الجوانب السلبية لهذا النوع من الإعلام.
انعدام الدراسات الأكاديمية
بدوره، تحدث الإفرنجي عن انعدام الدراسات الأكاديمية التي تدرس هذا المجال في فلسطين،
"الذي استطاع أن يفرض نفسه على الأجندة الإعلامية كمنافس شرس للصحافة والإعلام التقليديين"، أن وسائله عبر الإنترنت، مبيناً مثل الفيس بوك مثلا، تحولت إلى ميدان ل"حرب جديدة" ما بين المخابرات الإسرائيلية والمقاومة.
كما نوه إلى خطورة هيمنة الأنظمة السياسية على تلك الفضاءات على شبكة الإنترنت، وضغطها على إداراتها لإغلاق بعض مدونات الصحفيين، مثلما حدث مع شيرين أبو عاقلة وباسل خلف على موقع الفيس بوك، وظهور قضايا في المحاكم العربية بدأت تسجل ضد مدونين سواء كانوا أو أفراداً شركات. وشدد على أهمية التدوين باللغات الأجنبية، وخاصة العبرية والإنجليزية لإيصال حقيقة معاناة الفلسطينيين إلى العالم الخارجي.
المقاومة الالكترونية
من ناحيته، تحدث مدير موقع الجزيرة توك أحمد عاشور، في مداخلة له عبر الهاتف، عن نشأة الموقع، وكيف بدأ العمل به بتكلفة معدومة وبعشرة مراسلين تقريباً فقط ليصبح لديه الآن أكثر من ٣٠٠ مراسلحول العالم يرصدون أخبار المواطنين وصدى الشارع في مختلف الأقطار والبلدان، وأن كلاً من مؤسستي الجزيرة القطرية والبي بي سي البريطانية أصبحتا تعتمدان على توظيف العاملين بهذا الموقع في حال توفر وظائف شاغرة لديها.
وأكد عاشور على أهمية دور وسائل الإعلام الجديد في تعزيز ما يسمى حاليا ب"المقاومة الإلكترونية" التي تعزز ظهورها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وأحدثت ثورة كبيرة
في العالم العربي، حيث دخلت الصور ومقاطع الفيديو بقوة في المعركة لتثبت وجودها، وصار بإمكان المطلعين على مواقع الإنترنت من مختلف الجنسيات مشاهدة جرائم الحرب الإسرائيلية على غزة التي كان الإعلام الغربي يحاول حجبها عنهم، مما أدى إلى ظهور حركة تضامن كبيرة مع الأهالي بغزة، وخروج أعداد كثيفة من المتظاهرين في مختلف العواصم العربية.