قائمة الموقع

"بكر بلال" ودع أمه عبر الهاتف وقال لشقيقه: دارنا في الجنة

2016-03-21T07:54:45+02:00
الشهيد بكر بلال مع والدته
الرسالة نت _أمل حبيب

أن يوفق العبد قبل موته الى الطاعات يعتبر من دلالات حسن الخاتمة فكيف إذا كانت آخر ما قام به سجدة غادرت الروح بعدها!

صوت والدته وصله عبر الهاتف ليكرر الاتصال بها فتستغرب من تصرفه ليبرره بالقول:" حابب أسمع صوتك يمه قبل ما أنام" دقائق وترك كأس الشاي من يديه واستأذن من أقاربه خلال جلسة عائلية جمعته بهم ليتوضأ مسرعًا على غير عادته وينوي قيام الليل.

"آخ" هي آخر ما سمعته منه زوجته التي لحقت به لتصلي خلفه لتجده ساجدًا لا يتحرك صرخت "بكر" الا أنه لم يجب عليها حيث فاضت الروح الى بارئها.  

سويًا في الأسر والتحقيق

"ما يربطني به أكبر من علاقة الدم والقرابة ما يربطني به شيء كبير" بهذه الكلمات لخص المحرر المبعد الى غزة عبادة بلال علاقته بشقيقه المرحوم بكر سعيد بلال.

عام ونصف قضاها عبادة وبكر سويًا في سجن النقب ومجدو لاسيما وان فترات التحقيق في تل أبيب كانت من جمعهما كذلك.

زفر الآه وجعًا لرحيل رفيق دربه وسنوات أسره التي حاول المحتل أن يفرقهما بإبعاد عبادة الى غزة ويقول:" منذ 2010 لم ألتقيه اطلاقًا الا أن تواصلي معه لم ينقطع كذلك رغم تعمد الاحتلال على فصلنا عن بعضنا وتشتيت العائلة ".

بشكل يومي يتبادل أطراف الحديث مع بكر فتصله ضحكاته ودعواته في حين وصلت فرحته الكبرى حين زف ابنه البكر سعيد قبل ثلاثة أسابيع من وفاته.

رحيل المحرر والقيادي في كتائب القسام بكر 51 عامًا شكل صدمة لذويه وعائلته الا ان عزاؤهم أنه لقي ربهم ساجدًا بعد مسيرة جهادية بين السجون والملاحقة.

اياد فنون المحرر المبعد إلى غزة عدد مناقب بلال وقال مختصرًا:" مجاهدًا خفيًا لا يعرفه منا أحد لكن الله أراد أن يعرفه كل الناس"، وأضاف خلال خطبة الجمعة: "لا بكاء على بكر فالبكاء على الأحياء ".

بكر هو الابن البكر لأمه التي تتواجد في قطاع غزة في زيارة لابنها المبعد عبادة وزوجته المحررة نيللي الصفدي.  

ويقول شقيقه عبادة:" آخر مكالمة مع بكر مازحته بالقول قربت يا بكر راح نجتمع (...)حلم التحرير قرب"، لتصله ضحكات بكر قبل الكلمات:" شايفها بعيدة بس حتى لو قربت يا اما أنا بستشهد يا اما انت احنا دارنا هناك بالجنة فيها راح نجتمع سوا ".

عبادة على يقين بأن دار السلام هي الملتقى الوحيد الذي سيجمع شمل العائلة وختم حديث "للرسالة" بدعوته لشقيقه المرحوم ان يتقبله الله من الشهداء في حين وصلت بكر الدعوات من شقيقيه الأسيرين القساميين معاذ وعثمان من داخل الأسر اللذان يقضيان حكما بالسجن المؤبد في سجون الاحتلال.

صبر وتضحية عائلة بلال المجاهدة، أثنت عليه حركة حماس كما الكثير من الشخصيات التي عرفت بكر خلال الأسر أو بعده لاسيما تضحيات والده الشيخ الراحل سعيد بلال، أحد مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في فلسطين حيث نعته وقالت في بيان صحفي: "إن فقيدها كان أحد قيادي الحركة البارزين في نابلس، وقد أمضى في سجون الاحتلال قرابة عشرة أعوام على خلفية نشاطه العسكري ضمن كتائب الشهيد عز الدين القسام".

ورغم حالة الابعاد والأسر التي حالت دون وداع بكر وصل صوت رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل ونائبه إسماعيل هنية في كلمتين منفصلتين الى بيت عزائه في نابلس، وأشاد كل منهما بوالده المرحوم ، وكذلك بوالدته الصابرة المحتسبة.

 

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00