على غير العادة، مكث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف أسبوعاً كاملاً في قطاع غزة، والتقى العديد من الأطراف المحلية وناقش معها أجندته بعيداً عن وسائل الإعلام، حيث تبدو التهدئة مع الاحتلال أبرزها، وفق مراقبين.
ويتميز ميلادينوف بحسب من قابلوه بأنه "منفتح على الجميع، ولا يضع عوائق أمام مقابلة أيا من الفصائل كغيره"، حيث أجرى العديد من اللقاءات الرسمية والشعبية مع الفصائل والهيئات المحلية بحسب مصادر تحدثت لـ"الرسالة نت"، مبينة أن زيارة مبعوث الأمم المتحدة لغزة جاءت بعد عودته مباشرة من جمهورية مصر العربية، موضحة أن الهدف الأهم للزيارة هو "تثبيت وقف إطلاق النار بعد التصعيد الأخير في القطاع".
ورجحت المصادر أن الزيارة تحمل رسالة إلى حركة حماس بضرورة "عدم خرق وقف إطلاق النار مع الاحتلال عقب إطلاق الصواريخ في الأيام الماضية اتجاه الأراضي المحتلة عام 48"، مضيفة أن "الأمم المتحدة قلقة جداً بشأن الوضع في قطاع غزة الذي لا يجب أن يتدهور إلى مزيد من التصعيد، خاصة وأن الاحتلال يعتبر أن حماس هي المسؤولة عن التطبيق الفعلي لوقف إطلاق النار".
وربط مراقبون سماح السلطات المصرية لوفد رفيع من حركة حماس بزيارة مصر والتوجه بعدها لقطر بزيارة ميلادينوف، وأن الأمر جاء نتيجة مرونة أبدتها الحركة في بعض الملفات، وخاصة ملف تثبيت التهدئة، وفق تقديرهم.
وبحسب المحلل السياسي تيسير محيسن فإن زيارة ميلادينوف "ناقشت ملفات يجب أن تبقى تحت الطاولة حتى يتم بلورتها بشكل نهائي"، مبيناً أن أهم الملفات تتمثل في "العلاقة بين حركة حماس والاحتلال"، وتابع أن أحدها تثبيت التهدئة من خلال نقل رسائل متبادلة، وهو ما حصل سابقاً من خلال السفير القطري".
بدوره، رجح المحلل السياسي طلال عوكل أن يكون ميلادينوف "قدم نصائح بأن لا تعطي حركات المقاومة ذرائع لأي عدوان جديد"، بينما رأى محيسن أن الملف الأكثر إلحاحاً هو قضية الأسرى الموجودين بيد المقاومة كونه ملفا حساسا ويسعى أكثر من طرف لتحريكه.
وفق محيسن فإن "حماس مضغوطة في كل الاتجاهات لذا هي معنية بإحداث إختراق في الملفات"، مرجحا أن مصر قد حصلت على إجابات لبعض أسئلتها واستفساراتها سواء كان الأمر بإجابات شافية أو لا "وهو الأمر الذي تسبب في حلحلة بالعلاقة بين الطرفين". وذكر أن حماس تمتلك العديد من أوراق القوة ويمكن من خلالها أن تحقق بعض الإنجازات.
ومن الجدير بالذكر أن زيارة مبعوث الأمم المتحدة لغزة تزامنت مع تصريح طالب خلاله والد الضابط "الإسرائيلي" المفقود في غزة "هدار جولدن" بتدفيع حركة حماس الثمن لعدم إعادتها "جثتي ابنه هدار والجندي الإسرائيلي أرون شاؤول"، وفق تعبيره.
وبين عوكل الذي قابل مبعوث الأمم المتحدة خلال زيارته لغزة أن الرجل مهتم بتحقيق المصالحة وتحسين الوضع الإنساني في القطاع وخاصة إعادة الإعمار، موضحا أنه يقوم بعمل جيد في حدود صلاحيته ومتعمق في العديد من القضايا الفلسطينية.