قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء: "إن المقاومة الفلسطينية هي خيارنا الذي ورثناه عن الشيخ الإمام أحمد ياسين"، متعهداً بمواصلة نهج الشيخ ياسين الذي توافق اليوم الذكرى الثانية عشر لاستشهاده.

وأضاف هنية خلال حفل إصدار الموسوعة الكاملة لأعمال الشيخ أحمد ياسين بمدينة غزة:" سنمضي في خيار المقاومة الواسعة بكل أشكالها ووسائلها، حتى وصولها إلى المقاومة المسلحة".

وشدد على أن حماس حركة تحرر ولا تتدخل في شؤون الدول العربية الأخرى، مضيفاً أن حركته "منفتحة على الجميع، وتتحرك في المربع المشترك لهذه الدول، وهي القدس وفلسطين، وسنظل ثابتين على هذا الخط".

وأكّد هنية أنّ حركته ليس لديها أي حرج في فتح حوار مع أي من الدول وفي أي مكان في هذا العالم، "إلا مع العدو الاسرائيلي فلا حوار معه إلا بلغة البندقية لا بلغة السياسة الضعيفة"، وفق قوله.

وأشار إلى أنّ البعد العربي والإسلامي هو عمقنا الاستراتيجي وأنّ قضية فلسطين ليست قضية الفلسطينيين وحدهم بل قضية العرب والمسلمين، ومضى يقول: "أعظم شيء ورثناه عن شيخنا أننا نستطيع أن نميز بين العدو والصديق، فليس لنا أعداء في مكونات شعبنا وأمتنا، وعدونا الوحيد الذي يحتل أرضنا ومقدساتنا". وجدد التأكيد على أن حركة حماس تحرص على الأمن القومي لكل البلاد العربية، وخاصة جمهورية مصر، وتتطلع إلى وحدة الأمة وحقن دمائها.

فراغ لا يسد

وفي السياق، قال هنية: "إن الشيخ ياسين ترك فراغاً لا يُسد"، مستدركاً بالقول: "لكن حسبنا أننا نمضي على الطريق ونسير على الأثر مع كل الأوفياء من قادة الشعب، نحن أوفياء للكلمة والبندقية ولكل ما حمله الشيخ من معانٍ عظيمة".

وتابع "الشيخ برؤيته الواثقة ومرونته الثابتة حمل لنا أدبيات في السياسة يمكن أن نسميها السهل الممتنع، وقد قال يوماً في إجابته على سؤال عن هدف الانتفاضة الأولى أن نحرر الضفة والقطاع والقدس واللاجئين، ثم يمكن أن تكون بيننا وبينهم هدنة محدودة".

وأضاف أن الشيخ رجل لا يموت وهو حي بشهادته، وهو شهيد المحراب، وهو يحكي قصة شعبٍ بأكمله، وقد ترك لنا هذا التاريخ الحافل وهذه السيرة ولا يمكن للكتب أن تختزل قصة الإمام المؤسس أو أن تحتوي هذه الحياة المليئة الزاخرة بكل المعاني العظيمة".

وأكمل: "الشيخ ياسين باقٍ بتاريخه وميراثه وجهده وجهاده وسيرته وهيئته وجسده وعجلته التي كان يسير عليها، الشيخ علم الأجيال كيف يكون الضغط على الزناد وهو لا يستطيع أن يطلق الرصاص وأطلق الموت على مشروع المحتل".

واغتالت مروحية إسرائيلية فجر الاثنين 22-3-2004 الشيخ أحمد ياسين عقب خروجه من صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي بمدينة غزة.