قائد الطوفان قائد الطوفان

وصفها بأنها فترة سوداء تسجَّل في تاريخ قضيتنا

الرمحي: محاولات لاستئصال الصوت الإسلامي بالضفة

رام الله- الرسالة نت

أكد النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني د.محمود الرمحي أن ما يجري في الضفة الغربية المحتلة ليس مجرد انتهاكات، بل محاولة للاستئصال وتغييب الصوت الإسلامي، مشيرًا إلى حرص الحركة على الوصول إلى المصالحة على الثوابت والحقوق الفلسطينية.

وقال الرمحي في حوار مفتوح مع أعضاء "شبكة فلسطين للحوار" نشر الجزء الأول منه اليوم السبت (22-5)-: "هذه فترة سوداء تسجَّل في تاريخ قضيتنا لن تنتهي باستئصال الحركة بإذن الله، بل بعزتها ورفعتها وتمكينها".

وأشار إلى أن المنظمة العربية لحقوق الإنسان بلندن تحدثت عن أساليب التعذيب ووحشيته، منوها إلى ذلك التحقيق الذي نشر في صحيفة "الجارديان" البريطانية، والذي أسهم به النواب، هو ما دعا "أجهزة فتح الأمنية" إلى التراجع عن سياسة المسالخ الجماعية والتعذيب الوحشي الذي مارسته، خاصةً بعد أحداث قلقيلية ( 6 – 2009)، مؤكدًا أن عمليات التعذيب لا تزال تمارس حتى الآن.

                                     عراقيل العمل البرلماني

وأكد وجود عراقيل كبيرة أمام العمل البرلماني والإسلامي، قائلاً: "المجلس التشريعي ما زال معطَّل، ولا نستطيع نحن كنواب إسلاميين دخول مكاتبنا في المجلس التشريعي، وكذلك ليس لنا أية اتصالات مع "حكومة" فياض الغير شرعية؛ لأنها لم تحظَ على ثقة المجلس التشريعي".

وعبَّر عن تشاؤمه من إمكانية تحقيق المصالحة في فترة قريبة، مشددًا على ضرورة أن تتم في أسرع وقت وفق أولويات ومصالح الشعب الفلسطيني.

                                مقاطعة الانتخابات المحلية

ورأى ضرورة مقاطعة الانتخابات المحلية حال أصرت سلطة "فتح" في الضفة على إجرائها في ظل الانقسام؛ "لأنها فقط تهدف إلى إعطاء شرعيات لمن فقدها في الماضي".

وقال: "في ظل استمرار الانقسام وفي ظل عدم توفر أجواء للحريات العامة كاستمرار الاعتقال السياسي والفصل الوظيفي والتضييق على النشاطات الإعلامية، وعدم اتخاذ موقف واضح، من قبل ما يسمَّى لجنة الانتخابات المركزية التي رغم اجتماعي معها لمرتين متتاليتين، لم تبدِ موقفًا حازمًا بالمطالبة بإطلاق الحريات والسماح للنشاط السياسي والإعلامي وإطلاق سراح المعتقلين".

 

وأكد أنه لا توجد أية ضمانات بنزاهة هذه الانتخابات، وقال: "لكل ذلك أعتقد أنه من الصواب أن تتم مقاطعة هذه الانتخابات، خاصةً أنه لا ضمان على أن تحترم السلطة نتائج الانتخابات فيما لو جاءت مخالفةً لأهوائها كما حدث في الانتخابات المحلية عام 2005م ومحاربة السلطة للمجالس التي فازت بها الكتلة الإسلامية".

                                 استدعاء النساء والرجال

وردًّا على سؤال حول استمرار سياسة الاعتقال والاستدعاء للنساء والرجال في الضفة، قال: "يجب أن نصل إلى قناعة أن هذا هو ثمن الرباط على أرض فلسطين، فالاعتقال هو الاعتقال، سواء عند الاحتلال أم عند أجهزة فتح الأمنية، فهذا قدرنا، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، في صبره واحتسابه حتى يحدث الله أمرًا كان مفعولاً".

وعن الدور الحقيقي الآن لأبناء الحركة الإسلامية في ظل المرحلة الراهنة والقادمة أكد أن الدور الحقيقي لأبناء هذه الحركة هو الإعداد والبناء، وأوضح أن هذه حركة لم تنشأ بلحظة، بل أُعد لها إعدادًا طويلاً منذ بداية السبعينيات وفي بعض المناطق قبل ذلك حتى انطلقت عام 1987م، ولذلك لا بد من الاستمرار في الإعداد والتربية والصبر والجهاد.

وأضاف: "هذه حركتكم تعرضت لمحن شتى وضربات متتالية لم تزدها بفضل الله إلا قوةً وتماسكًا حتى أصبحت رقمًا عالميًا يصعب تجاوزه ويعصى على الانكسار، ولا بد لهذا الظلم من آخر، وإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، فالمستقبل لنا لا لغيرنا؛ لأننا وعد الله، وحاملو لواءه والمدافعون عن حماه، فلنكن دائمًا مستعدين ليوم نستلم فيه اللواء، ويسألونك متى هو؟ قل عسى أن يكون قريبًا".

                                         دماء متجددة

وشدد على أن "الحركة عبارة عن دماء متجددة وأرواح مشتاقة للعمل والبذل والجهاد فرغم تضحياتنا الكبيرة والدماء التي سالت والأرواح التي أزهقت رغم أنّات المعذبين في أقبية التعذيب، إلا أن حركتنا عودتنا أن تستمر في العطاء"، مذكرًا بضربات شديدة تعرَّضت لها الحركة: "بعد اعتقال الشيخ أحمد ياسين.. وبعد ضربة عام 1990.. ضربة عام 1992م والإبعاد وغيرها الكثير.. نهضنا بعد ذلك من رحم الأرض ومن صلب المعاناة لنبني لإسلامنا مجدًا نتمناه، فالصبر الصبر وقد عودتنا حركتنا دائمًا على البذل والعطاء والصمود والنصر".

وحول الذي جرى ويجري في قلقيلية حتى الآن بشكل خاص قال: "إن قلقيلية هي الجرح النازف وهي تاج رؤوسنا ولعل ممارسات السلطة تأتي في سياق الثأر من قلقيلية التي أعطت أصواتها 100% للحركة الإسلامية في انتخابات البلدية، إلا أنني زرت قلقيلية واختلطت مع بعض من استطاع من شبابها فوجدت فيهم عزمًا لا يمل ورغم عذاباتهم وأناتهم التي تشهد عليها كافة زنازين تعذيب الضفة، لم يتخلوا عن الحركة ونصرتها وهم ينتظرون يومًا تتغير فيه الأحوال للأحسن بإذن الله، وهذا قدر قلقيلية أن يكون ابتلاؤها بقدر حب الله لها، فارض اللهم عن أهلها وخفف عنهم وانصرهم على من ظلمهم".

وكشف أن عدم توقيع ورقة المصالحة المصرية يعود في أهم بنوده إلى ضرورة إنهاء الاعتقال السياسي والفصل الوظيفي وملاحقة من تجاوز وتجرّأ على دماء وآلام الشعب الفلسطيني، قائلاً: "نريد أن تكون هذه الأمور واضحةً جليةً قبل التوقيع عليها، كما يجب أن تنتهي مهزلة المحاكمات وإطلاق سراح من تم حكمه ظلمًا وجورًا قبل التوقيع على وثيقة المصالحة".

                                 انحياز حقوقي وخوف!

واتهم بعض منظمات حقوق الإنسان بالانحياز لسلطة "فتح" فيما بعضها يخشى على نفسه من التعرض له من قبل الأجهزة الأمنية، مطالبًا إياها بالعمل بحيادية ومهنية، وأكد ضرورة المبادرة بالاتصال على هذه المؤسسات، وتقديم الشكاوى لها.

وعبر عن مراراته من تعرُّضه للاختطاف على أيدي أفراد الأمن الوقائي، قائلاً: "عندما حضر أفراد الأمن الوقائي إلى منزلي لاعتقالي كانوا يتصرفون بطريقة مشابهة لما يقوم به جنود الاحتلال من محاصرة المنزل وغيره وللأسف، الكل يلاحظ عقدة النقص عند هذه العناصر؛ حيث تقوم بتقليد الجنود الصهاينة بشتى الطرق".

وأضاف: "قلت لهم إنني ابن مدينة البيرة، وأعرف كل المقيمين فيها.. أما أنتم فغرباء لا أعرف أسماءكم ولا أشكالكم ولا عائلاتكم.. مكثت في زنازينهم المظلمة لمدة قصيرة ولكن أُشهد الله، مع حبنا للحرية والانعتاق، أننا نفضل دائمًا أن نكون حيث يكون إخواننا.. وقلت لمدير الجهاز إنكم لن ترهبونا، وسأعود للتصريح في الفضائيات مهما كان الثمن".

وأكد حرص الحركة الإسلامية على المصالحة، قائلاً: "نحن نريدها بكل جهد؛ لأن التمزق الحاصل الآن في النسيج الاجتماعي والذي يقصد منه هدم المجتمع أصبح ظاهرةً خطيرةً".

                                      العلاقة مع مصر

وحول العلاقة مع مصر، أكد أن "مصر وشعب مصر هم سندنا وذخرنا للمستقبل؛ فمصر قلب العالم الإسلامي ونبضه الحي، وهي بالنسبة لنا كحركة إسلامية المحرك والروح التي سرت في جسد أبناء هذه الأمة".

وقال: "نحب مصر ونقدِّرها لأبطالها وعلمائها وشيوخها.. وهل ننسى شهيدنا المؤسس حسن البنا والهضيبي وقطب وعودة ومحمد هواش وغيرهم".

 

البث المباشر