أعلن وفد النظام السوري بمحادثات جنيف اليوم الأربعاء أنه تلقى ورقة من المبعوث الأممي ستفان دي ميستورا، وأنه سيرد عليها الشهر المقبل، مستبعدا أن يتعرض النظام لضغوط روسية لتغيير موقفه، وذلك قبيل ساعات من لقاء مرتقب بين وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأميركي جون كيري.
وقال رئيس وفد النظام بشار الجعفري إن الوفد تسلم ورقة من المبعوث الدولي وسيدرسها بعد العودة إلى دمشق على أن يرد عليها في الجولة القادمة، معتبرا أن الجلسة الصباحية التي عقدها مع المبعوث تمت في "أجواء إيجابية".
وقال الجعفري أمس الثلاثاء إن أولوية وفده في الجولة المقبلة هي بحث "محاربة الإرهاب"، معتبرا أن حل أزمة سوريا "يبدأ حكما بمكافحة الإرهاب".
وأنهى دي ميستورا محادثاته مع وفدي المعارضة والنظام السوري اليوم، وكان قد قال في وقت سابق إن الجولة الحالية من محادثات جنيف ستنتهي غدا، مضيفا أنه يتطلع بإيجابية إلى لقاء وزيري الخارجية الروسي والأميركي المرتقب في موسكو اليوم، متمنيا أن يتمكنا فيه من الدفع باتجاه نقاش عميق بشأن قضية الانتقال السياسي عند استئناف الجولة القادمة.
من جهة أخرى، قال رئيس "مجموعة القاهرة" المعارضة جهاد مقدسي -وهو المتحدث السابق باسم وزارة خارجية النظام قبل انشقاقه- إن دي ميستورا أخبرهم أنه سيصدر وثيقة تتضمن رؤية مشتركة محتملة، وهي "ستغطي الكثير من النقاط المهمة لمجموعة الرياض ومجموعة القاهرة ومجموعات موسكو".
ويقصد بمجموعة الرياض الهيئة العليا للمفاوضات التي انبثق عنها الوفد المفاوض عن المعارضة، بينما يصر أعضاء الهيئة على أن وفدهم هو الممثل الوحيد للمعارضة بناء على ما تم الاتفاق عليه في الرياض.
وتتطلع الأنظار اليوم إلى لقاء كيري ولافروف، لكن الجعفري قطع الطريق على أي احتمال بشأن إمكانية ضغط موسكو على النظام، وقال إن هذه التوقعات "قراءة خاطئة".
ومع وصول كيري إلى موسكو قال مسؤول كبير في الخارجية الأميركية للصحفيين "ما نتطلع إليه منذ فترة طويلة هو معرفة كيف سيتم الانتقال من حكم بشار الأسد"، مضيفا أنه في الجانب الروسي هناك صانع قرار وحيد يجب التحاور معه لتقييم إمكانات الحل، حسب قوله.
من ناحيته، اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بسكوف أن تقديم المشاركين في المباحثات السورية اقتراحاتهم لحل الأزمة في سوريا أمر إيجابي، وقال إن موسكو مستمرة في دعم الحوار بين السوريين.
وأضاف بسكوف أنه لم يتوقع أحد أن تكون المفاوضات سهلة، مشددا على ضرورة تحلي جميع الأطراف بالصبر، مشيرا إلى أن العملية التفاوضية صعبة وستكون على الأرجح طويلة.
وقال رئيس وفد المعارضة أسعد الزعبي أمس الثلاثاء إن المعارضة لا تجد أي أرضية مشتركة في الوثيقة المقدمة من قبل وفد النظام إلى دي ميستورا، مضيفا أن النظام زاد عدد المناطق التي يحاصرها من 15 إلى 25 وكثف إسقاط البراميل المتفجرة خلال الأيام الماضية.