قائمة الموقع

السلطة والاحتلال تكامل أدوار لاحتواء الانتفاضة

2016-03-24T20:59:18+02:00
صورة أرشيفية
الرسالة نت -محمد عطا الله

 

مع دخولها الشهر السادس لا تزال انتفاضة القدس تحافظ على بقائها وديمومتها رغم محاولات الاحتلال والسلطة الفلسطينية الحثيثة لاحتوائها.

الدور التكاملي الذي يلعبه الجانبان -السلطة والاحتلال-يدلل بشكل قاطع على أن بقاء الانتفاضة يهدد الأولى؛ ما يدفعهما لتعزيز وتيرة التعاون الأمني الذي بلغ ذروته في الفترة الأخيرة، وفق ما أوردته الإذاعة العبرية العامة.

ونقلت إذاعة الاحتلال الإثنين الماضي، عن مصادر عسكرية في تل أبيب، إن الجهود التي تبذلها أجهزة السلطة، تلعب دورا مهما في منع اتساع دائرة موجة العمليات، وتعاظم خطورتها.

وأشارت إلى أن التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" بلغ درجة أن أجهزة السلطة تعمل من أجل تقليص فرص تواصل العمليات بناء على معلومات تتلقاها من جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، في حين أن هذه الأجهزة تزود "الشاباك" بمعلومات تساعده على إحباط عمليات مخطط لها.

كل ما سبق رأى مراقبون أنه محاولة من السلطة لإثبات قدرتها على ضبط الأوضاع الأمنية في الضفة، أمام بعض المبادرات الدولية التي يجري طرحها مؤخراً، فيما رأى آخرون أنها تأتي للحفاظ على مستقبل السلطة المهدد مع بقاء الانتفاضة.

رسالة لأمريكا

وأكد القيادي في حركة "حماس" بالضفة المحتلة وصفي قبها، أن انتفاضة القدس لا تزال لغزا يعجز الاحتلال "الإسرائيلي" بكل أجهزة استخباراته عن حله، معتبرا أن ديمومة الانتفاضة التي دخلت شهرها السادس على التوالي، وفشل كل الخطوات القمعية التي تصدر من الاحتلال بحق المقاومين تدلل على ما سبق.

ولفت إلى أن السلطة تحاول عبر محاربتها للانتفاضة، إرسال رسالة لأمريكا خاصة في ظل حديث نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مبادرة جديدة لإعادة المفاوضات.

وأضاف قبها:" الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة عادة ما تحول دون وصول الشباب المنتفضين إلى نقاط التماس مع الاحتلال، وقد اشتبكت مرات عديدة مع الشبان الذين يحاولون الوصول للنقاط والبؤر الساخنة، في محاولة لوأد الانتفاضة التي لا تريد لها أن تتصاعد وتأخذ منحى الشمولية".

مقاومة البقاء

من ناحيته، رأى الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة أن تلك المحاولات نابعة من قناعة السلطة بأن أي تصعيد في الانتفاضة سيغير الوضع القائم في الضفة المحتلة.

وأوضح أبو شمالة لـ"الرسالة نت" أن حرص السلطة على ضبط الأوضاع وفق "إيقاع" التنسيق الامني، كي لا تخرج الأمور عن سيطرتها بالدرجة التي يؤثر على وجودها، مشدداً على أنها معنية بمنع أي احتكاك بين الاحتلال والفلسطينيين.

ويدلل أبو شمالة على ذلك، بتصريحات قادة الاحتلال وآخرها حديثه يعالون، أن استمرار التنسيق الامني ومنع تطور الاحداث والعمليات يخدم السلطة نفسها أكثر من خدمته (إسرائيل).

وعلى خلاف سابقه، اعتقد البرفسور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية، أن تعزيز التعاون الأمني يأتي التزاما من السلطة بالاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال والتي ترفض الأولى التحلل منها.

واستبعد قاسم أن يؤثر تكامل الأدوار بين الاحتلال والسلطة على تصاعد الانتفاضة، سيما وأنها لا تزال فردية ولم تأخذ أي بعد فصائلي حتى اللحظة.

وبالعودة إلى أبو شمالة فقد اختلف في هذه النقطة مع سابقه قاسم، مبيناً أن السلطة نجحت في منع العمليات العسكرية المنظمة ضد الاحتلال وفق ما أكده تقرير منظمة بتسليم (الإسرائيلية) الشهر الماضي.

وأكد أنها فشلت في منع العمليات الفردية التي لا تزال عنوان الانتفاضة حتى اللحظة وتعبر عن مزاج الشارع الفلسطيني.

 

 

 

 

اخبار ذات صلة