وكالات – الرسالة نت
قاد اللاعب المميز ميليتو فريقه الانتر إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم لموسم 2009-2010 بعد تسجيله هدفي الفوز في مرمى النادي البافاري الذي حل وصيفا و ذلك يوم السبت ضمن المباراة النهائية التي أقيمت على إستاد سانتياغو برنابيو في العاصمة الاسبانية مدريد.
ويأتي هذا اللقب ليروي ظمأ جماهير إنتر خصوصاً وإيطاليا عموماً إذ أنه الأوّل للـ"نيرازوري" في هذه المسابقة منذ عام 1965 والثالث عموماً إلى جانب لقب 1964 علماً انه خسر النهائي مرتين عامي 1967 و1972.
من جهته فشل بايرن ميونيخ في تحقيق الثلاثية كونه فاز بالدوري والكأس المحليين هذا الموسم، كما فشل في تحقيق لقب أوروبي كبير رابع بعد أعوام 1974 و1975 و2001، إلى جانب أن مدربه لويس فان غال كان يمني النفس ببطولة ثانية بعد أولى عام 1995 مع أياكس أمستردام الهولندي.
وغاب عن اللقاء لاعب بايرن الفرنسي فرانك ريبيري لإيقافه ثلاث مباريات منذ طرده في ذهاب نصف نهائي المسابقة أمام ليون الفرنسي، كما غاب البرازيلي تياغو موتا لطرده في إياب نصف النهائي أمام برشلونة الإسباني وبخلاف ذلك لم يكن من إصابات أثرت على تشكيلتي المدربين مورينيو وفان غال.
استهل إنتر المباراة بقوّة محاولاً مباغتة منافسه بأداء مغاير لما هو معروف عن بطل إيطاليا إذ استحوذ على الكرة وطرق عمق المنطقة الألمانية أكثر من مرة بغية تسجيل هدف مباغت إلا أنّ الخطة "أ" فشلت فعاد رجال مورينيو سريعاً للخطة "ب" أي الأسلوب الانغلاقي المعروف به.
استحوذت أقدام لاعبي بايرن على الكرة أكثر مع تراجع منافسيهم وسرعان ما صنعوا الفرصة الأولى حين راوغ روبن الروماني كريستيان شيفو ومن ثم الأرجنتيني والتر صامويل وعكس كرة لهداف الفريق أوروبيا اوليتش لكن رعونة الأخير أفضت لتسديدة طائشة.
مع مرور الوقت زادت سيطرة بايرن لكن دون خطورة إذ أن دفاع إنتر اعتمد مبدأ الضغط بلاعبين وأحياناً بثلاثة على حامل الكرة وخصوصاً روبن، المنقذ الدائم لبايرن، وعليه كانت السيطرة التكتيكية للفريق الإيطالي الذي أخذ منافسه حيث يريد.
وفي ظل هذا السيناريو الذي سارت عليه المباراة لعب الحارس البرازيلي لإنتر جوليو سيزار كرة أمامية طويلة تلقفها ميليتو رغم مضايقة رقيبه ديميكيليس وتبادلها على طريقة "خذ وهات" مع الهولندي ويسلي سنايدر لينفرد ويصوّب وسط كماشة ألمانية ثلاثية كرة عانقت سقف شباك الحارس المتألق هانز بات الذي خرج دون هوادة، 1-0 لإنتر ميلان في الدقيقة 35 وسط فرحة جماهيرية جنونية لم يرف لها لمورينيو جفن.
وقبل أن يلفظ الشوط الأوّل أنفاسه بدقيقتين قاد الثنائي ميليتو-سنايدر هجمة مرتدة سريعة انفرد فيها الثاني إثر تمريرة من الأوّل إلا أن يقظة بات حالت دون تدهور الأوضاع.
حاول بايرن العودة مبكراً في الشوط الثاني وكاد أن يدرك مبتغاه في الدقيقة 46 عبر الشاب الواعد مولر الذي فشل في التفوّق على أحد أفضل الحراس في العالم حالياً جوليو سيزار ليبقى التفوّق لكتيبة إنتر العالمية.
وفشلت تبديلات فان غال الهجومية في أن تؤتي ثماراً إذ ارتمى ميروسلاف كلوزه (نزل في الدقيقة 63 مكان التركي حميد التينتوب) وماريو غوميز (نزل في الدقيقة 70 مكان اوليتش) في أحضان المدافعين البرازيلي لوسيو والأرجنتيني والتر صامويل دون أن يلمسا الكرة.
سارت الدقائق في الشوط الثاني مشابهة لما كانت عليه في الشوط الأوّل فكانت الفرص خجولة ولم ترتق تصنيفاً لدرجة الخطورة إلا فيما ندر ككرة روبن الذي انطلق متيامناً ثم توغل يساراً على خط منطقة الجزاء وأطلق كرة ماكرة رامياً للزاوية العليا اليمنى لمرمى سيزار إلا أن "طيراناً" من البرازيلي أحبط محاولة روبن فكانت ركنية لم تثمر.
وفي الوقت الذي كان بايرن يلهث جاهداً للتعديل انطلق إنتر بمرتدة قوامها ثلاثة لاعبين فقط إيتو وسنايدر وميليتو الذي وصلته الكرة وعزف منفرداً من خارج المنطقة ضاحكاً على فان بويتن ليتوغل ويركن كرة بعيدة عن متناول بات لحظة خروج الأخير من مرماه, 2-0 لإنتر انفرجت معها تعابير مورينيو القاسية وتمر بعدها الدقائق المتبقية فارغة من جديد إلا الدقيقة 90 منها التي أعلنت تتويج إنتر بطلاً لأوروبا عن جدارة واستحقاق.