أعلنت وسائل إعلام النظام السوري استعادة السيطرة كاملة على مدينة تدمر ومطارها بريف حمص الشرقي وسط البلاد بعد معارك عنيفة مع مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية. لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان أشار إلى استمرار سماع إطلاق النار بالجزء الشرقي للمدينة صباح اليوم، لافتا إلى أن الجزء الأكبر من عناصر تنظيم الدولة انسحبوا وتراجعوا شرقا.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر عسكري سيطرة قوات النظام مدعومة بما تسمى مجموعات الدفاع الشعبية على مدينة تدمر الأثرية والسكنية بعد حملة دامت ثلاثة أسابيع بدعم مكثف من الطيران الحربي الروسي.
وقال التلفزيون السوري إن قوات النظام تمشط مدينة تدمر بالكامل بحثا عن الألغام والعبوات الناسفة، بعدما انسحب المسلحون باتجاه السخنة والرقة ودير الزور حيث توجد معاقلهم في شمال وشرق البلاد، كما بث التلفزيون صورا تظهر دماراً كبيرا لحق بالقلعة الأثرية غربي تدمر.
وكانت المعارك قد اشتدت في تدمر الليلة الماضية، وترافقت مع قصف مكثف من الطائرات الحربية والمروحية الروسية والسورية، بالإضافة لقصف مدفعي وصاروخي عنيف.
وفي السياق قال مدير المرصد السوري -ومقره بريطانيا- رامي عبد الرحمن إن 400 من مقاتلي تنظيم الدولة قتلوا في المعارك من أجل السيطرة على تدمر، التي سيطر عليها التنظيم في مايو/أيار العام الماضي، إضافة إلى 180 قتيلا من قوات النظام والمليشيات الموالية لها، ووصف ما حدث بأنه أكبر هزيمة لتنظيم الدولة في سوريا.
وقتل أمس أحد أفراد حزب الله اللبناني في المعارك التي شهدتها تدمر بين قوات النظام وحزب الله من جهة وبين مقاتلي تنظيم الدولة من جهة ثانية.
ومن شأن استعادة جيش النظام السوري مدينة تدمر أن يفتح شرق سوريا أمام الجيش، حيث يسيطر تنظيم الدولة على معظم أنحاء محافظتي دير الزور والرقة.
وتصنف مدينة تدمر الأثرية بأنها إحدى أقدم المدن في العالم، وأدرجتها منظمة اليونسكو ضمن لائحة التراث العالمي، وشهدت هذه المدينة عدة معارك بين فصائل مختلفة، ألحقت ضررا بكثير من آثارها المهمة.
في غضون ذلك، رحبت المديرة العامة لليونسكو إيرينا بوكوفا باستعادة موقع أثري في مدينة تدمر من تنظيم الدولة، ووصفت المدينة بأنها حاملة ذاكرة الشعب السوري.
واعتبرت بوكوفا أن نهب تدمر منذ عام هو رمز التطهير الثقافي الذي يضرب الشرق الأوسط, وأن أعمال التفجير والنهب التي تعرضت لها كنوز المدينة قد عززت تعبئة غير مسبوقة لنصرة القيم التي توحّد البشرية جمعاء.
كما أن تدمير معبدي بعل شامين وبل والأبراجِ الجنائزية وقوس النصر الشهير قد أحدث خسائر جسيمة نالت من الشعب السوري ومن العالم أجمع.
وأكدت بوكوفا أن اليونسكو تقف على أهبة الاستعداد لتقديم الدعم للمسؤولين عن الآثار، كما اعتبرت التدمير المتعمد للتراث الثقافي يُعد جريمة حرب، لافتة إلى أن اليونسكو لن تدّخر جهدا في توثيق الخسائر كي لا تمر هذه الجرائم من دون عقاب.
الجزيرة نت