قائمة الموقع

في يومها.. الأرض بدها ولادها!

2016-03-30T17:10:50+03:00
الشهداء المحتجزة جثامنيهم لدى الاحتلال "الإسرائيلي"
الرسالة نت- أمل حبيب

يدركون حاجتها المُلحّة لاحتضانهم بين أضلعها .. وأنها ستشتعل نارًا لو صاروا بباطنها .. يعلمون رغبتها بتدفئتهم من برد الثلاجات التي باتوا بداخلها قوالب ثلجية!

تئن الأرض وجعًا وهي تحيي يومها من هذا العام على جثامين 13 شهيدًا من القدس المحتجزة لدى الاحتلال منذ أكتوبر الماضي في حين تعانق أرواح من في العلياء من شهداء الداخل المحتل حين انتفضوا في 1976 مع أرواح تتوق أجسادها لاحتضان الأرض!

"وأنتم تعدون الخطابات لـ "احتفالات " يوم الأرض لو تتذكرون أن الارض تحن لأبنائها، وقد يقتلها الحنين!" يرددها محمد والد الشهيد بهاء عليان، ويقول "للرسالة":" الأرض التي لا تستطيع أن تحتضن أبنائها لا تحتاج الى احتفالات وخطابات ".

وتابع بعد أن تغيرت نبرة صوته:" من باب أولى أن نعمل من أجل تحرير جثامين في درجة عالية من الصقيع دون أن يتحرك المستوى السياسي والفصائلي الفلسطيني ".

التماس قدمته عوائل الشهداء المقدسية لما يسمى بمحكمة العدل العليا الإسرائيلية والذي جاء بعد أشهر من مماطلة الشرطة والمخابرات في تسليم الجثامين، رغم وجود قرار بتسليمهم.

وفي السياق أوضح والد البهاء أن "العدل العليا" قدمت استجابة لطلب شرطة الاحتلال وأمهلتها حتى يوم 30/3/2016 للرد على الالتماس، وألزمت الشرطة بتقديم شرح مفصل للتطورات التي تدعيها بشأن الافراج عن الجثامين، وقال:" حتى هذه اللحظة لم يصدر أي رد من الشرطة الا أننا نقرأ الرد من قرار نتنياهو الأخير وهو بمثابة املاء لقضاة المحكمة بالقرار المنوي اتخاذه".

ويبدو أن الخوف بات هلعًا عند رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ليصدر قرارا باحتجاز جثامين الشهداء الفلسطينيين، ومنع تسليمها إلى ذويهم!

تلك الجريمة التي تخطت كل حدود الأعراف والمواثيق والقيم البشرية بعد افادة القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الاثنين الماضي بأن نتنياهو أجرى مكالمة هاتفية مع وزير الدفاع موشيه يعالون، وطلب منه وقف تسليم الجثامين.

وسيبقى القرار ساريا حتى صدور قرار آخر بتعليقه، وقال الاعلام العبري إن القرار يأتي لتجنب المواجهات التي تقع مع القوات الإسرائيلية أثناء تشييع الفلسطينيين الشهداء.

نص مبتور!

"سأفترض أني الأرض وفي يومي سأحاول البكاء غضبا على سطح يملؤه الضجيج وحزنا على بطن يحن للشهداء" نص وصفه المقدسي محمد بالمبتور وقال:" إذا رفضت المحكمة الالتماس سنفقد آخر نافذة في الجانب القانوني للإفراج عن جثامين ابنائنا وسنبقى وحدنا في ظل غياب ردة الفعل الرسمية الفلسطينية للضغط على (إسرائيل). 

"الأرض بدها ولادها صرخة" وجهها والد البهاء وعوائل الجثامين المحتجزة للمستوى السياسي والفصائلي لكن "لم نرَ تعاطفا ولا بيان شجب أو زيارات من الرئاسة الفلسطينية" وفق والد البهاء.

امتعاض والد البهاء من تقصير الجانب الرسمي والفصائلي في ملف الجثامين ظهر جليًا من صوته الذي وصلنا عبر الهاتف واصفًا تقديم وفد رسمي فلسطيني للعزاء بأحد اليهود في التفجيرات الأخيرة بالمأساة في ظل عدم اكتراثه بالشهداء وهم كتل جليدية.

اكرام الميت دفنه واكرام الأرض في يومها يتمثل باحتضانها لشهدائها في باطنها الامر الذي تخشاه (إسرائيل) كما خشيتها من لهيب انتفاضة القدس المشتعلة.

 

 

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00
مقال: الجاجة بدها قمحة
2018-08-27T06:14:01+03:00