أثار سماح "بنك مصر" بتداول "الشيكل" الإسرائيلي رسميًا في البلاد، لأول مرة منذ توقيع اتفاقية السلام 1979، عاصفة في مصر، وانتقادات شديدة من قبل مصريين يرفضون التطبيع ويرون أن نشر سعر صرف الجنيه المصري مقابل الشيكل الإسرائيلي في "بنك مصر"، خطوة استفزازية لفرض التطبيع.
وتضاعف الهجوم على نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، عبر مواقع التواصل وكتابات بعض المعارضين في الصحف، بسبب سلسلة خطوات تطبيعيه مع (إسرائيل)، بدأت بتعيين سفير مصري جديد لأول مرة منذ سحب الرئيس محمد مرسي السفير عام 2012، وانتهت بعرض كتب إسرائيلية مترجمة في معرض القاهرة الدولي للكتاب الأخير، ثم السماح بتداول الشيكل رسمياً.
واستغرب معارضون أن يحدث هذا في أعقاب إسقاط عضو البرلمان توفيق عكاشة، بسبب لقائه بالسفير الإسرائيلي في مصر في منزله.
ورفع متظاهرون من جماعة الاخوان لافتات احتجاجية في مظاهراتهم الأسبوعية ضد السلطة ترفع شعارات للسخرية من تداول الشيكل تقول "صبح على مصر بشيكل"، في إشارة لمطالبة الرئيس المصري لكل مصري بأن "يصبح" على مصر بجنيه من حصيلة مكالمته الهاتفية لتعويض العجز المالي الحكومي.
وسخرت مواقع التواصل الاجتماعي من القضية ونشرت الهاشتاغ #صبح_على_مصر_بشيكل وأيضاً #الشيكل_الإسرائيلي_في_مصر مع صورة السيسي على عملات إسرائيلية.
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية في تقرير نشرته أمس الأربعاء، إن عملة إسرائيل "الشيكل" تحولت لأزمة داخل مصر بعد أن هاجم آلاف النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي إدارة البنك المركزي المصري بعد إدراجها "الشيكل" ضمن عملات الصرف اليومية مقابل الجنية المصري.
وأضافت الصحيفة العبرية، إن إعلان البنك المركزي، عن سعر الشيكل مقابل العملة المصرية، أدت لعاصفة من الغضب داخل مصر التي ترفض التطبيع بأي صورة من صوره مع (إسرائيل).
وقام بنك مصر، أحد أكبر البنوك الحكومية، بإدراج سعر بيع وشراء العملة الإسرائيلية "الشيكل" ضمن نشرة أسعار العملات العربية والأجنبية التي يتعامل بها البنك بشكل يومي، الأسبوع الماضي.
وحدد البنك سعر "الشيكل" الواحد مقابل الجنيه المصري بنحو 2.09 جنيه للشراء و2.14 جنيه للبيع. وتقول مصادر اقتصادية مصرية إن عرض العملة الإسرائيلية داخل بنك مصر "ربما تم بناءً على تفاهمات حدثت مع الجانب الإسرائيلي لتسهيل حركة السياحة الإسرائيلية والحصول على الشيكل مقابل الجنيه داخل مصر ثم استبداله بالدولار خارج مصر بشرط أن يكون وفقا لتعليمات البنك المركزي المصري".
وكشفت إحصائية صادرة من وزارة السياحة المصرية، أن عدد السياح الإسرائيليين الذين زاروا مصر مع تدهور السياحة الأجنبية، بلغ 148 ألف و336 سائحاً إسرائيلياً خلال الفترة من يناير حتى نوفمبر 2015، بزيادة قدرها 8% مقارنة بنفس الفترة بعام 2014، حيث بلغ عددهم 140 ألفا و425 سائحا.
وعام 2006 بلغ عدد السياح الإسرائيليين في مصر نحو 171,000 بنسبة 1.9% من الإجمالي، مع الأخذ في الاعتبار سهولة دخولهم لمدن جنوب سيناء بلا تأشيرات.
المصدر: قدس برس