شهدت العاصمة القطرية، مؤخراً، جولات من اللقاءات بين حركتي فتح وحماس، وذلك في إطار السعي لاستكمال حوارات تطبيق المصالحة، غير أن تضارب بعض التصريحات يشي بأن هذه الجولة الجديدة من اللقاءات لن تكون أحسن حالاً من سابقاتها.
ويرى مراقبون أن اللقاءات الجارية -والتي لم يعد الفلسطينيون يعرفون عددها- لابد أن تكون حاسمة، داعين إلى استغلالها بإنجاح الحوار لتطبيق المصالحة، موضحين أن العلاقة الفلسطينية بالنظام المصري "متذبذبة، وقد لا تكون الفرصة سانحة قريباً لعقد لقاءات برعايته".
خطأ التعويل
وبحسب المحلل السياسي حسن عبدو فإن "ما يجري في الدوحة يحمل القليل من الأمل، والكثير من الملل"، مضيفاً أنه "من الخطأ التعويل عليها، خاصة وأنها تكررت دون جدوى". ويتفق الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري مع سابقه، مضيفاً أن رعاية قطر للحوار تقلل من فرص نجاحه، خاصة وأن قطر لا تملك مفاتيح الأقفال التي تُغلق أبواب المصالحة"، مبيناً أن تجاوب حركتي فتح وحماس معها "من قبيل المجاملة"، وفق تقديره.
وقال المصري في مقال له: إن مفتاح العديد من الأقفال التي تعيق إنجاز الوحدة الوطنية بيد مصر، وهي لن تكون متحمسة لفتحها لقطر التي تربطها مع مصر علاقة من العداء والتنافس، لذا لن يسّر القاهرة أن تقطف الدوحة ثمار المصالحة التي رعتها مصر منذ حكم مبارك".
وفي ذروة الحديث عن المصالحة، نسفت تصريحات القيادي في فتح محمد اشتية مبدأ الشراكة والتوافق الوطني، إذ بين أن حركته "تُصّر على أن يكون برنامج الحكومة المقبلة هو برنامج منظمة التحرير وهو برنامج الرئيس أبو مازن"، وهو الأمر الذي ترفضه حركة حماس بشدة.
ويعد البرنامج السياسي لحكومة الوحدة المنشودة من أكبر العثرات في طريق المصالحة، خاصة وأن حركة حماس ليست وحدها من ترفض برنامج منظمة التحرير، بل العديد من الفصائل الوطنية.
وبالتزامن حملت تصريحات اشتية أيضا معنى الاحتواء لحركة حماس وكأنها تريد منها العودة لبيت الطاعة، وهو ما يتعارض مع الشراكة المطلوبة للخروج بحل لكل القضايا العالقة.
وبحسب مصادر مطلعة، تحدثت "للرسالة"، فإن "قضية موظفي غزة، والتي تعد الملف الأكثر تعقيداً وإلحاحاً لم تناقش بشكل عملي وبحلول، بل كل ما تم التطرق له هو مجرد وعود دون أي آليات للعمل".
وأكد أن اللقاءات لن تتجاوز موضوع الحكومة وبعض الملفات الهامشية، أما الملفات المركزية فلن يحدث تقدم بها والتي من أهمها الانتخابات والإطار القيادي المؤقت.
ويعتقد الكاتب المصري أن "مصير جولات الدوحة لن يكون أفضل من سابقاتها، حتى لو أُعلن في ختامها عن الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأنها ستحصل على الثقة أمام الرئيس وليس من المجلس التشريعي، فمثل هذه الحكومة لن تشكل، وإذا شكلت لن تعمّر طويلًا"، وفق تقديره.
وبحسب عبدو فإن الشارع الفلسطيني يترقب لقاءات القاهرة مع حركة حماس، ويعتبرها الأهم كونها ترتبط بمصيره، ويمكن أن تحدث تغييرا على أوضاعه المعيشية، متوقعاً أن يكون ملف المصالحة ضمن الملفات التي يجري نقاشها في القاهرة، لكنها ليست الأهم خاصة وأن الهدف من اللقاءات نزع فتيل التوتر بين حماس ومصر.
ويعتبر مراقبون أن حركة فتح التي لم تتمكن حتى اللحظة من التصالح مع نفسها، وعقد مؤتمرها السابع، وباتت تضم أكثر من تيار، لن تكون قادرة على التصالح مع حركة حماس خاصة في ظل وجود أكثر من ملف يشغلها في الوقت الراهن.