قائمة الموقع

"المستعربون" يد الاحتلال الطولى في مواجهة أطفال القدس

2016-04-02T07:08:12+03:00
صورة تعبيرية
الرسالة نت _ إسلام الكومي

صعّدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مؤخراً، سياسة استهداف واعتقال الأطفال المقدسيين بمساعدة وحدات المستعربين، متعمدة إثارة الرعب والخوف في نفوسهم لردع أقرانهم عن الانخراط في مقاومة الاحتلال، محاولة بذلك قمع انتفاضة القدس المشتعلة منذ أكتوبر الماضي.

ويمارس جنود الاحتلال كل أشكال الانتهاك والتعذيب والضغط النفسي والجسدي على الأطفال الذين يتم اعتقالهم، وذلك لإخافة ذويهم ودفعهم لمنع أبنائهم من الانخراط في مواجهة الاحتلال، حيث يتعرض الأطفال إلى الاعتداء بالضرب المبرح حين اعتقالهم، ويتم الزج بهم في ظروف قاسية بمراكز التوقيف والتحقيق.

والجدير ذكره، أن "المستعربين" وحدة إسرائيلية يقوم عملها على التخفي والاندماج بين ناشطي الانتفاضة خلال المواجهات، ثم الانقضاض عليهم واعتقالهم بمساعدة جنود الاحتلال.

سمة العنف

وبحسب الخبير في شؤون القدس محمد رضوان، فإن "العنف" يمثل السمة الأبرز لمشهد اعتقال وحدة المستعربين لأحد الشبان، حيث يتم الاعتداء على المعتقل وإخافة المتواجدين في الميدان، وتابع لـ "الرسالة نت": "هناك عدد من المعتقلين تدهورت صحتهم النفسية والجسدية نتيجة الاعتقال على يد وحدة المستعربين، أبرزهم الطفل الأسير أدهم عبيدات من بلدة جبل المكبر، حيث تمّ التنكيل به أثناء اعتقاله وأصبح يعاني من هبوط في عضلة القلب نتيجة الضرب المبرح، ما استدعى نقله للمشفى، والآن هو قيد الحبس المنزلي".

يذكر أن وحدات المستعربين تم تشكيلها ضمن عصابات "الهاغاناة" و"البلماخ"، واستمر عملها في أراضي الداخل المحتل والضفة الغربية ونشِطت في الانتفاضة الأولى والثانية والانتفاضة الحالية.

وأضاف رضوان: "وحدات المستعربين هي عدة مجموعات، ولكن أبرزها وحدة "شمشون" التي عملت في قطاع غزة ووحدة الدوفدوفان التي تعمل في الضفة الغربية، وأهم أهداف هذه الوحدات هي جمع المعلومات واعتقال المطلوبين، وأحيانًا تصفية المطلوبين".

وذكر أن مدينة القدس تشهد يوميًا من 4-6 حالات اعتقال لأطفال مقدسيين، حيث يتم التحقيق معهم لساعات أو أيام، ومن ثم يطلق سراح معظمهم، مشيراً إلى أن هناك تصاعداً كبيراً في عمليات اللجوء لاعتقال الأطفال المقدسيين.

اعتقال ميداني

من جانبه، أكد رئيس لجنة أهالي الأسرى في القدس المحتلة أمجد أبو عصب، أن وحدة المستعربين تواصل همجيتها من خلال الاعتقالات وضرب أطفال القدس، وخصوصًا في حي واد الجوز ورأس العامود وبلدة صور باهر، وتابع قائلاً: "إن وحدة المستعربين اعتقلت منذ بداية انتفاضة القدس ما يقارب 35 طفلًا مقدسياً اعتقالاً ميدانياً وجميعهم تقل أعمارهم عن 18 عامًا".

وأضاف: "إن عشرات الفتية اعتقلهم الاحتلال من خلال وحدة المستعربين، كان آخرهم خمسة من بلدة الطور، وهم: سراج وباسم وعبد الله أبو سبيتان، ومحمد خليل، ومحمد أحمد أبو الهوى، وعادة ما يتم الاعتقال ميدانيًّا من خلال الاندساس بين المتظاهرين، وفي لحظة تقع الضحية ويتم الاعتداء عليها بالضرب المبرح".

وغالبية الأطفال المعتقلين من مدينة القدس ينقلهم الاحتلال مباشرة إلى معتقل المسكوبية في القدس، وهناك تجرى عمليات التحقيق معهم في ظروف قاسية، دون السماح لذويهم بالحضور أو حتى محاميهم، بحسب المختصين.

اعتقال خرق القانون

وفي نفس السياق، أوضح المحامي خالد الحمامي أستاذ القانون الدولي، أن "المستعربين" لا يتحركون بدون غطاء أثناء عملياتهم؛ فهم على اتصال تام مع الجيش والشرطة والمخابرات، وهم على أهبة الاستعداد لطلب النجدات وطلب طائرة عند الضرورة، كما حصل في قلنديا الشهر الماضي؛ حيث اُكتشف أمرهم عند دخولهم للمخيم فاقتحم الجيش المكان واستخدم خطة "هانيبعال" أي تحطيم وإبادة كل متحرك لأجل "الوصول لإنقاذ الروح اليهودية المقدسة وسحق الأرواح الفلسطينية النجسة"، وفق تعليماتهم العنصرية.

وعدّ الحمامي "المستعربين" الفئة الأشد خطورة على أطفال القدس كونها قادرة على اختراق الصف الفلسطيني بيسر وسهولة ودون رقيب، مبيناً أن قوات الاحتلال تستخدم العنف المفرط خلال عمليات اعتقال الأطفال المقدسيين، ومضى يقول: "تتعمد قوات الاحتلال اقتحام البيوت بصورة همجية واختطاف الأطفال من أحضان والديهم لجعلهم يشعرون بعدم الأمان وضربهم ووضعهم في سيارة عسكرية بقسوة".

وطالب بفضح سياسة الاحتلال بحق الأطفال المقدسيين وإظهار جرائمه بشكل مستمر، ودعم صمود المقدسيين في مواجهة إجراءات الاحتلال ومحاولاته لإفراغ المدينة من أهلها، وتوفير الدعم القانوني والنفسي والاجتماعي المكثف لأطفال القدس.

اخبار ذات صلة
فِي حُبِّ الشَّهِيدْ
2018-04-21T06:25:08+03:00