الرمحي: فتح مقبلة على هزيمة مدوية
أبو عين: قرار إلزامي بعدم الترشح بقوائم أخرى
الرسالة نت - فايز أيوب الشيخ
تحاول حركة فتح أن تستبق خسارتها في الانتخابات البلدية في الضفة المحتلة، بالتشكيك بمقاطعة حماس لها والإدعاء بأنها ستشارك بأشكال مختلفة رغم إعلان الحركة رسمياً عدم مشاركتها.
يذكر أن سلطة فتح في رام الله قررت عقد الانتخابات المحلية في 17 تموز القادم في محافظات الضفة المحتلة فقط.
وكان عضو اللجنة المركزية لفتح ورئيس لجنة الإشراف العليا على تلك الانتخابات عزام الأحمد ادعى أن حماس ستشارك بالانتخابات البلدية ولن تقاطعها, مشيراً خلال لقاء بجنين السبت الماضي وجوده الحركة سيظهر في الانتخابات القادمة بأشكال مختلفة مابين الترشح غير المباشر لشخصيات من الإخوان المسلمين في بعض المناطق، وعلى شكل دعم ستقدمه للقوائم التي ستنافس فتح.
إفلاس سياسي
بدورها، جددت حماس تأكيدها عدم المشاركة في الانتخابات البلدية بالضفة دون غزة سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، نافياً ادعاء الأحمد نية مشاركة حركته بأي شكل من الأشكال في تلك الانتخابات.
واعتبر برهوم تصريح الأحمد بأنه "إعلان مفبرك يكشف التزييف المسبق للانتخابات وتجييرها لصالح فتح، مشدداً على أن أي انتخابات يجب أن تكون ثمرة من ثمار المصالحة، وليس خطوة استباقية لتعزيز الانقسام، قائلاً "أن ما تقوم به فتح هو مصادرة الديمقراطية وتكريس الانقسام".
وأضاف "نحن لن نعط غطاءً للانتخابات بالضفة ولن نشارك بها، وتصريحات الأحمد تؤكد أن هناك استهداف إعلامي لحماس وإسقاط الإفلاس السياسي لحركة فتح عليها"، مبيناً أن ذلك يدلل على حجم الأزمة التي تعاني منها فتح جماهيريًا وسياسيًا.
مغامرة انتخابية
من جهته، أكد النائب عن كتلة حماس البرلمانية في التشريعي بالضفة الدكتور حاتم قفيشة، أن حركته على قناعة بأن هذه الانتخابات مآلها إلى الفشل في ظل الأجواء البوليسية السائدة في الضفة ولعدم توفر النزاهة المطلوبة له، مضيفاً " فتح لن تجرؤ على الانتخابات في ظل الوضع البوليسي وفي ظل حالة الانقسام التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وقال قفيشة في حديثه لـ"الرسالة نت"، " الشعب الفلسطيني يدرك تماماً من هم رجال القوى الحية فيه، ولكن فتح غير قادرة على إنجاح رجالاتها"، متوقعاً هزيمة مدوية لفتح في تلك الانتخابيات في حال إصرارها على ترشح رموزها التنظيمية".
وأوضح أن حركة فتح تبحث عن مرشحين غير فتحاويين للفوز بهم في الهيئات المحلية المختلفة، فهي تدرك خسارتها في كثير من المواقع وخاصة في المدن والتجمعات الكبرى بالضفة .
وفي سياق متصل، قال قفيشة:" الصغير قبل الكبير يعرف بأن حالة الانقسام تمنع إجراء الانتخابات شئنا أم أبينا"، وإصرار فتح على إجرائها بالضفة دون غزة دليل على زيفها.
وأضاف " بالرغم من أن الانتخابات المحلية يجب أن تجري لأهداف خدماتية إلا أنها تلبس ثوب السياسة بالضفة ، مستدلاً على ذلك بالوضع البوليسي الذي فُرض على نواب التشريعي في الضفة.
وتساءل قفيشة :"كيف ستتوفر النزاهة لمن لم ينجح في الانتخابات(..)وهذا ما بلغنا به لجنة الانتخابات المركزية ولكن الأصوات لم تجد من يستمع إليها جيداً ويأخذ بها..؟".
من وراء الكواليس..
وكشف قفيشة أن فتح تحاول جاهدة أن تتحدث من وراء الكواليس مع بعض الشخصيات المحسوبة على الحركة الإسلامية وتحديداً حركة حماس في مدن الضفة من أجل شق الصف والاصطياد في الماء العكر، مؤكداً أن كل محاولاتهم تصطدم أمام مواقف ثابتة معروفة لأن الشعب الفلسطيني في الغالبية يرفض الانتخابات المحلية بالطريقة التي تريدها فتح الآن.
وشدد على أن النتائج الموجود على الأرض مزعجة لهم ، مستشهداً بمثال حي من محافظتة -محافظة الخليل-التي يتواجد فيها أكثر من 200ألف مواطن، حيث لم تصل نسبة التسجيل للذين يحق لهم التسجيل أكثر من 7% ، وقال:"هذا يعطي مؤشر واضح جداً على أن الفلسطينيين يرفضون إجراء الانتخابات في ظل هذا الواقع السئ جداً الذي يعيشه شعبنا في الضفة".
هواجس فتح
من جهته زعم عضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين، أن حركته تسير بخطى ثابتة وواثقة للمشاركة في الانتخابات المحلية لإيمانها بمشاركة موحدة مع الفصائل في كل الموقع.
وأشار في حديثه لـ"الرسالة نت" إلى أن حركته أجرت لقاءات موسعة من أجل تشكيل تحالفات وطنية وكذلك تشكيل تحالف مع المجتمع المدني الفلسطيني في كل المدن والقرى الفلسطينية ، حيث تم قطع شوطاً كبيراً، على حد قوله.
وأوضح أن كل الترتيبات أصبحت في مراحلها الأخيرة والختامية وسترفع اللجان التي كُلفت من قبل اللجنة المركزية لفتح في كل المحافظات تقاريرها حول القوائم التي ستخوض الانتخابات إن كان بقوائم وحدة وطنية أو في قوائم خاصة بحركة فتح .
وجدد أبو العين البوح بهواجس حركته، "أن تقديراتهم ومعلوماتهم تشير إلى أن حركة حماس ستدعم أطراف خارج إطار الكتل التي تشارك فيها حركة فتح وأن جمهور حماس سيشارك في التصويت بكل مراحل الانتخابات المحلية".
قرارات الزامية
وحمل أبو عين حماس مسؤولية ما قال عنه "حرمان سكان قطاع غزة من المشاركة في الانتخابات، ما يدلل على أنهم يرغبون في انتخابات لمرة واحدة ويرفضون إجرائها مرة أخرى. حسب زعمه.
وتساءل:"هل المطلوب من فتح أن تخضع في النهاية إلى فيتو حماس واعدم رغبتها في إجراء أية انتخابات..؟ "، مؤكداً أن هناك قرار فتحاوي بعدم العودة إلى أسباب السقوط الفتحاوي في الانتخابات كما حدث عام 2005-2006 .
وأرجع أبو عين السقوط الفتحاوي في الانتخابات السابقة للازدواجية في القوائم، مؤكداً أن هناك قرار إلزامي صادر عن اللجنة المركزية لحركة فتح بعدم ترشح قوائم خارج الإطار الرسمي للحركة، مشدداً على أن من يخالف قرار الحركة سيفصل فوراً".
عدم توازن وخسارة
بدوره، قال النائب المستقل د.حسن خريشة، :" فتح تعيش حالة من عدم التوازن، فهناك مخاوف حقيقية تنتاب الحركة من خسارتها في بعض المدن الكبرى.
وذكر لـ"الرسالة نت"، أن ادعاء فتح مشاركة حركة حماس في انتخابات الضفة " تبرير للخسارة التي ستُمنى بها والتشدق بشماعة مشاركة حماس أو تأييدها لمجموعات وقوائم هنا وهناك "، لافتاً أن حماس أعلنت رسمياً أنها لن تشارك في الانتخابات واعتبرتها انتخابات غير قانونية ولا تمتلك صفة الشرعية على اعتبار أنها يجب أن تجري في كافة أجزاء الوطن مرة واحدة أو بعد إنهاء حالة الانقسام .
وقلل خريشة من إعلان فتح خوضها الانتخابات المحلية ضمن قائمة موحدة تحت قائمة منظمة التحرير، موضحاً أن هناك مناطق معينة لا يوجد لفصائل المنظمة أي وجود وتمثيل شعبي بالأساس.
وأكد خريشة أن فتح لن تستطيع تشكيل قائمة موحدة باسم المنظمة، مضيفاً" السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع ماذا لو فازت قائمة أخرى من المستقلين على قائمة منظمة التحرير في منطقة ما..؟هل ستبقى قائمة المنظمة ممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني حسب زعمهم..؟" .
تأجيل الانتخابات
وعبر خريشة عن اعتقاده بأن فتح ستلجأ إلى تأجيل الانتخابات إذا شعرت بالخسارة تحت ذريعة الانقسام.
واعتبر أن ادعاء حركة فتح البحث عن قوائم موحدة كان في البدايات وحتى اللحظة لم نلمسه على الأرض، مبيناً أن حركة فتح تفرض على فصائل منظمة التحرير شروط أن تكون هي الأغلبية النصف + واحد.