أعلن جيش أذربيجان اليوم مقتل ثلاثة من جنوده في مواجهات مع القوات الأرمينية في اليوم الثالث من المعارك على خطوط التماس بإقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه بين البلدين.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الجنود الثلاثة قتلوا بقذائف هاون وقاذفات صواريخ أطلقت من الخنادق التي تحتلها القوات الأرمينية، وصرح الناطق باسم الوزارة واقف واقف دارقياخلي "إذا استمرت الاستفزازات الأرمينية فسنطلق عملية واسعة النطاق على طول خط الجبهة، وسنستخدم كل أسلحتنا".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع في منطقة ناغورنو قره باغ الانفصالية المدعومة من أرمينيا أن القوات الأذربيجانية "كثفت صباح الاثنين قصفها على مواقع الجيش في قره باغ مستخدمة قذائف هاون من عيار 152 ملم وقاذفات صواريخ ودبابات".
وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الأرمينية أرتسرون هوفانيسيان إن القوات الأرمينية "تقدمت بشكل كبير في بعض مناطق الجبهة وسيطرت على مواقع جديدة"، لكن باكو(العاصمة الأذربيجانية) نفت هذه التصريحات، مؤكدة أنها تسيطر منذ السبت على عدة تلال إستراتيجية في ناغورنو قره باغ.
روسيا متَّهمة
وفي سياق متصل، حمل الرئيس الجورجي السابق ميخائيل ساكاشفيلي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مسؤولية تصاعد الاشتباكات على خط الجبهة بين أذربيجان وأرمينيا.
وكتب ساكاشفيلي والي مدينة أوديسا الأوكرانية حاليا في حسابه على موقع فيسبوك "كانت موسكو تخطط لتفعيل مثل هذه الأحداث منذ فترة طويلة، وهي تعمل على تسليح كلا الطرفين".
وذكر أن الهدف الرئيسي لموسكو هو "الاستيلاء على الأراضي الأذرية التي تمر منها خطوط أنابيب النفط، وحرمان أوروبا من مصادر نفط أذربيجان وتركمانستان"، موضحا أن "بوتين يريد إحراج تركيا وإجبارها على مواجهة الجبهتين"، في إشارة إلى سوريا وأذربيجان.
وكانت باكو أعلنت أمس وقف إطلاق نار من جانب واحد، وقالت إنها سيطرت على عدة مواقع إستراتيجية في المنطقة الانفصالية التي تعترف المجموعة الدولية بأنها جزء من أراضيها، لكن سلطات ناغورنو قره باغ المدعومة من أرمينيا قالت إن المعارك مستمرة، مشيرة لاستعدادها لبحث اقتراح هدنة بشرط استعادة المواقع والأراضي التي خسرتها.
وبينما اتهمت وزارة الخارجية الأرمينية أمس تركيا بتحريض أذربيجان على القيام بأعمال عدائية ضد إقليم ناغورنو قره باغ، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الطرفين لوقف فوري لإطلاق النار وضبط النفس لتجنب سقوط ضحايا جدد. وأدان وزير الخارجية الأميركي جون كيري المعارك بين الطرفين، ودعا لحل نهائي لإشكالية الإقليم المتنازع عليه.
يذكر أن الصراع الأرميني والأذربيجاني الحالي هو الأسوأ منذ وقف إطلاق النار عام 1994، وأسفر عن مقتل 33 جنديا -على الأقل- من الجانبين، ومدنيين اثنين منذ مساء الجمعة الماضي.
واندلع النزاع على ناغورنو قره باغ عام 1988، حين أعلنت الأغلبية الأرمينية لسكان ذلك الإقليم الجبلي -الذي كان منطقة أذرية ذاتية الحكم- الانفصال عن جمهورية أذربيجان التي كانت ضمن الاتحاد السوفياتي السابق آنذاك، وأسفرت الحرب عن مقتل ثلاثين ألف شخص، وشردت مئات الآلاف قبل وقف إطلاق دون أن توقع أية معاهدة سلام بين الطرفين.