قائمة الموقع

حملة مقاطعة الاحتلال تؤتي أُكلها وتواجه ضغوطا دولية لوقفها

2016-04-05T11:27:55+03:00
مقاطعة الاحتلال
غزة- محمد عطا الله

تسببت حملة المقاطعة الدولية بإزعاج شديد لسلطات الاحتلال الإسرائيلي، لاسيما بعد نجاحها في خلق حالة من العزلة الدولية عليها، فضلاً عن الخسائر الاقتصادية التي تكبدتها نتيجة لهذه الحملة التي تشهد مزيداً من التفاعل الدولي على أكثر من صعيد.

ودفع نجاح حملة المقاطعة الولايات المتحدة الأمريكية إلى إدانة قرار مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة الداعي لإعداد قاعدة بيانات بالشركات العاملة في الضفة الغربية المحتلة، وهو تحرك وصفه الاحتلال بأنه "قائمة سوداء".

يذكر أن الحملة أطلقتها حركة مقاطعة (إسرائيل) "BDS" عام 2005، وذلك استجابة لنداء من غالبية المجتمع المدني الفلسطيني لمطالبة العالم بعزل دولة الاحتلال.
وانتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي هذا التحرك خلال لقائه اليومي بالصحفيين، قائلاً "نواصل معارضتنا الواضحة لوجود مثل هذا البند في برنامج العمل وبالتالي معارضتنا لأي قرار ينبثق عنه"، متهما المجلس بالتحيز ضد (إسرائيل).

وجاء قرار المجلس بعد أقل من ستة أشهر على نشر الاتحاد الأوروبي لضوابط جديدة تقضي بوضع ملصقات على المنتجات القادمة من المستوطنات، وهو قرار اعتبره المسئولون (الإسرائيليون) تمييزيا وعبروا عن خشيتهم من أن يؤدي لمقاطعة فعالة.

                                                                       إنجازات ضد الاحتلال
وقال منسق اللجنة الوطنية لمقاطعة (إسرائيل) في قطاع غزة عبد الرحمن أبو نحل إن حركته نجحت في تحقيق العديد من الإنجازات ضد دولة الاحتلال خلال العام الماضي على جميع الأصعدة الاقتصادية والعسكرية والأكاديمية والثقافية والنقابية والعمالية".

وأوضح أبو نحل في حديث سابق لـ"الرسالة" أن شركة "فيوليا" الفرنسية للبنى التحتية سحبت كل مشاريعها مع دولة الاحتلال، كان آخرها القطار الخفيف في القدس المحتلة وذلك بعد حملة المقاطعة التي استمرت 7 سنوات حول العالم وسببت لها خسارة عقود ومشاريع فاقت قيمتها 20 مليار دولار.

ولفت إلى تزايد عدد الجمعيات الأكاديمية الكبرى المؤيدة للمقاطعة، "فتبني المؤتمر العام لجمعية الأنثروبولوجيا الأمريكية قرارا بدعم حركة المقاطعة BDS وهي أكبر جمعية أكاديمية كما صوتت الجمعية الوطنية الأمريكية للدراسات النسوية لصالح دعم حركة المقاطعة".

وأضاف أبو نحل: "وقع أكثر من 500 أكاديمي في المملكة المتحدة و450 أكاديميا بلجيكيا وأكثر من 200 أكاديمي جنوب أفريقي بيانات تؤكد دعمهم والتزامهم بنداء المقاطعة الأكاديمية لـ(إسرائيل) الذي أطلقه المثقفون والأكاديميون الفلسطينيون عام 2014".
                                                                            نجاح وتطور
ويرى الاقتصادي ومدير مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية عمر شعبان أن حملة المقاطعة في السنوات الأخيرة شهدت تطوراً ملحوظاً، بعد أن امتدت لدول جديدة، بالإضافة إلى أخذها أشكالا متعددة منها مقاطعة البضائع والمقاطعة الأكاديمية والتعاون العلمي وبعض المشاريع الاستثمارية التي سحبت استثمارها من المستوطنات.

واستبعد شعبان في حديثه لـ"الرسالة" أن تؤثر الضغوط الدولية على حملة المقاطعة، مرجعاً ذلك إلى أنها لا تراهن على المواقف الرسمية وتعتمد على المواقف الشعبية. وبيّن أن إدانة أميركا لقرار مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة يأتي امتدادًا لمواقفها السابقة تجاه الفلسطينيين واصطفافها إلى جانب الاحتلال، داعياً إلى ضرورة دعم الحملة عبر الموقف الدبلوماسي والرسمي الفلسطيني لتعزيز استمرارها.

واعتبر أن الموقف الأوروبي الرسمي بوضع علامات على منتجات المستوطنات هو موقف نوعي، لكنه غير كاف من الاتحاد الاوروبي، ومن المهم أن يواكب بموقف رسمي فلسطيني، متوقعاً أن تتصاعد حملة المقاطعة وتتزايد خلال السنوات القادمة.

                                                                           تبرئة الاحتلال
وعلى خلاف سابقه فإن المختص في الشأن الاسرائيلي والأميركي وليد المدلل توقع أن الادانة الأمريكية وإثارة قضية المقاطعة وشيطنتها قد تكون ادانة أولية يتم تصعيدها لنوع من التحقيق يهدف لتبرئة (إسرائيل).

وأوضح المدلل لـ"الرسالة" أن الضغوط الدولية نجحت بشكل جزئي في بعض المؤسسات بالولايات المتحدة التي تدين حركة المقاطعة وتعامل معها على أنها حركة غير مشروعة وغير قانونية، مشيراً إلى أن بعض الدول الأوروبية بدأت تسعى في هذا الاتجاه كبريطانيا.

ولفت إلى أن التصدي للضغوط الدولية يجب أن يتم عبر انضمام الدول العربية وحتى الفلسطينيين للحملة، قائلاً "عملية المقاطعة ما زالت مولودا غربيا بامتياز حتى اللحظة وموقف العرب والفلسطينيين هو موقف تشجيعي دون الانخراط بشكل متكامل فيها لضمان نجاحها".

وبالعودة إلى شعبان فقد أكد أن (إسرائيل) تحاول الربط بين مقاطعة البضائع وإزالة الشرعية عنها، داعيا الموقف الفلسطيني والتضامني للفصل بين القضيتين لكي ينجح.
وفي نهاية المطاف يمكن القول إن حملة المقاطعة حققت نجاحا ولو جزئيا وتسببت بحالة قلق وخسائر اقتصادية للاحتلال.

اخبار ذات صلة