يحتفل العالم اليوم الخميس 7 أبريل/نيسان بيوم الصحة العالمي، الذي يركز هذا العام على داء السكري، باعتباره مرضا ذو أولوية، ومثيرا للقلق في مجال الصحة العامة.
وداء السكري مرض مزمن يصاب الناس به عندما لا ينتج البنكرياس كمية كافية من الأنسولين (هرمون ينظم سكر الدم)، أو عندما لا يستطيع الجسم أن يستعمل الأنسولين الذي ينتجه بكفاءة.
وهناك نوعان رئيسيان من داء السكري: الأول حيث لا ينتج المرضى أي كمية من الأنسولين ومن ثم يحتاجون إلى الحقن به كي يبقوا على قيد الحياة، والثاني، ويشكل المصابون به 90% من الحالات تقريباً، وينتجون الأنسولين عادة لكن بكمية غير كافية ،أو لا يستطيعون استعماله على النحو السليم.
وبهذه المناسبة، كشفت بيانات نشرها مركز المعلومات الصحية الفلسطيني، عن أن معدل حدوث مرض السكري بين الفلسطينيين ارتفع في العام 2015، ليسجل 201 حالة جديدة لكل مئة ألف نسمة من السكان، أي حوالي 9400 مريضا جديدا بالسكري أضيفوا خلال العام الماضي.
وفي قطاع غزة، أظهر تقرير الرعاية الصحية الأولية لوزارة الصحة لعام 2014، أن مرض السكري شكل أعلى زيارات لعيادات الأمراض المزمنة على مستوى القطاع. وبلغ العدد حوالي 89 ألف زائر، منها (79.868) مصابا بالنوع الثاني، و(9001) مصاب بالنوع الأول.
وتعكف وزارة الصحة في غزة على إعداد تقرير الرعاية الأولية لعام 2015، وتشي مؤشرات بأن أرقام المصابين بهذا المرض في تزايد.
ونشرت وزارة الصحة في رام الله عبر موقعها الإلكتروني حديثا، أن مرض السكري ومضاعفاته يعد المسبب الرابع للوفيات بين الفلسطينيين، بعد أمراض القلب الوعائية والسرطان وأمراض الدماغ الوعائية.
وذكرت أن نسبة الوفيات نتيجة مرض السكري ومضاعفاته تصل إلى 8,9% من مجموع حالات الوفاة لدى الفلسطينيين، مشيرة إلى أن نسب الإصابة تتقارب بين الذكور والإناث، وأن نسبة مرضى (النوع الأول) من السكري تبلغ 4,7%، بينما تبلغ نسبة مرضى (النوع الثاني) 95,3%، من مجموع مرضى السكري في فلسطين.
وأشارت الوزارة إلى أن "أكثر الفلسطينيين المصابين بالمرض، لا يستطيعون التحكم به بل يتركونه يتحكم بهم، وأن ما نسبته 0,5% ففقط من مرضى النوع الثاني يعالجون بالحمية الغذائية، بينما 64,2% يعالجون بواسطة الأقراص، فيما يعالج 21,5% بواسطة الأنسولين، إضافة إلى 13,8% منهم يعالجون بالأنسولين والأقراص في آن واحد".
وتبلغ نسبة النساء الحوامل المصابات بالسكري 0,4% من مجموع مرضى السكري في فلسطين.
ويشار إلى أنه في عام 2012 كان مرض السكري السبب المباشر في أكثر من 1,5 مليون وفاة، حدث أكثر من 80% منها في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.
وتتوقع منظمة الصحة العالمية أن يحتل "داء السكري" المرتبة السابعة في الترتيب بين أسباب الوفاة الرئيسية في العالم بحلول العام 2030.
ويمكن الوقاية من نسبة كبيرة من حالات داء السكري، فقد أظهرت تدابير بسيطة تتعلق بنمط الحياة، فعاليتها في الوقاية من النوع الثاني أو تأخير الإصابة به.
وقالت الدكتور حسناء الشريف، مديرة دائرة الأمراض غير المعدية في وزارة الصحة بغزة، إن حالات الإصابة بداء السكري في تزايد مستمر عالميا ومحليا، مشيرة إلى أن السُمنة هي السبب الأقوى للإصابة بالنوع الثاني منه، علما أن المصابين بالنوع الثاني من داء السكري زائدي الوزن عادة وقليلي الحركة، وهذان أمران يزيدان احتياج الفرد من الأنسولين.
وفي محاولة منها للتحذير من خطورة السُمنة، أوضحت الشريف لـ "الرسالة" أنها أصبحت في الأطفال أيضا، وهي نتيجة الأكل غير الصحي والوجبات السريعة المكتنزة بالدهون والكربوهيدرات، والخمول، وعدم ممارسة الرياضة.
وذكرت أن هذه العوامل كانت عادات بسيطة قبل أن تصبح متأصلة، محذرة أيضا من أن للسكري عواقب وخيمة تؤثر على كل عضو في جسم الإنسان، ويتسبب في الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية وتلف الأعصاب والفشل الكلوي والعمى والعجز الجنسي وحالات العدوى التي يمكن أن تؤدي إلى بتر الأطراف.
وتابعت: "السكر يساوي أمراض القلب، وهو السبب الأول للعمى في العالم، وخصوصا عند كبار السن"، منوهة بأن السكر يقصّر من عمر الإنسان من 5-15 عاما!
وقدمت الشريف عددا من الإرشادات العامة والنصائح للمصابين بالسكري، أهمها تتمثل بالمحافظة على الوزن المثالي، وتجنب تناول السكريات، وتناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضروات والفواكه الطازجة، والابتعاد عن الأغذية الغنية بالدهون المشبعة والكولسترول، والتوقف عن التدخين، وممارسة الرياضة، والمحافظة على الصحة النفسية.
ورأت أن خطورة هذا الداء يستوجب "وقفة كبيرة من الجميع" تهدف إلى "إيجاد شعب يهتم بصحته"، وفق تعبيرها.