قائد الطوفان قائد الطوفان

في بركة الشيخ رضوان

الاستزراع السمكي لمكافحة البعوض بيولوجياً

الرسالة نت-ديانا طبيل  

أثارت ظاهرة انتشار البعوض والحشرات امتعاض المواطنين, خاصة مع ظهور حشرة جديدة لا يعرف سبب انتشارها.

ومنذ عدة شهور أعلنت بلدية غزة عن أحد مشاريع مكافحة البعوض في منطقة الشيخ رضوان عبر مشروع الاستزراع السمكي، في خطوة بديلة عن سبل المكافحة التقليدية كالرش بالمبيدات الحشرية أو سكب الوقود على سطح المياه الضحلة.

ورغم ذلك فالمشكلة ما زالت تؤرق المواطنين، " كنا بورطة صرنا بتنتين " هذا هو لسان حال العشرات ممن التقتهم "الرسالة " خلال جولتها في منطقة المجاورة لبركة الشيخ رضوان.

مكافحة مستمرة

الحاجة فاطمة صرصور" 58 عاما " من سكان محيط البركة لم تترك طريقة معروفة إلا وحاولت فيها القضاء على البعوض والحشرات التي تحتل فناء منزلها بمجرد فتح الباب الخارجي للمنزل .

وقالت أن بلدية غزة تقوم بحملات مكافحة مستمرة ، من خلال رش المبيدات الحشرية التي تحد من المشكلة لكنها هذا العام حاولت مكافحتها بطرق جديدة عبر زراعة الأسماك، لكن محاولتها باءت بالفشل وها نحن قد دخلنا موسم الصيف ولازلنا نعانى من مشكلة البعوض ، بل إن العديد من الجيران أصبحوا يلاحظون وجود حشرة جديدة لم تكن موجودة من قبل ،مطالبة المجلس البلدي بإيجاد حل للمشكلة.

في حين أعرب المواطن توفيق البنا "37 عاما " عن قلقه الشديد من وجود البعوض والحشرات المختلفة داخل منزله على مدار الأربع وعشرين ساعة والتي من شأنها نقل الجراثيم والأمراض لأطفاله ، ويضيف أن مكافحته الشخصية للبعوض والحشرات أصبحت متكررة وبدون فعالية كافية وتكلفه قرابة خمسين شيكلا أسبوعياً.

وعبر عن تخوفه كسابقته من أن الأيام القادمة من الصيف ستكون أكثر مرارة ومعاناة لاسيما مع ارتفاع درجات الحرارة مما يضطرهم لفتح نوافذهم خاصة أن انقطاع تيار الكهرباء المتواصل يمنعهم من تشغيل المراوح والمكيفات كما يقول.

ويرى البنا أن مشروع الاستزراع السمكي لم يستطع حل المشكلة رغم أنها الطريقة الأسلم والأفضل بيئياً، لكنها ليست الأفضل في قطاع غزة ربما يعود ذلك إلى اقتراب البركة والمياه الراكدة من المناطق السكانية المزدحمة التي لا تطيق صبراً على هذه الحشرات .

الصيف موسمها

من جهته تمنى المواطن أبو أكرم حمادة على سكان الحي إعطاء بلدية غزة الفرصة والوقت لحل المشكلة بيولوجيا كونه الأمثل للقضاء على البعوض نهائيا خاصة لأنها تكافح بويضات البعوض ويرقاته في حين أن المعالجة بالمبيدات الحشرية تستدعى رش المبيدات من فترة إلى أخرى وفى ذلك استنزاف للمال العام .  

طرق المكافحة

ومن جانبه قال حاتم الشيخ خليل مدير العلاقات العامة ببلدية غزة :أن بلدية غزة تبذل جهودا عدة لمعالجة مشكلة الحشرات والبعوض للقضاء على الظاهرة التي يعتبر شهر مايو وأشهر الصيف موسمها لارتفاع درجات الحرارة  التي تعزز من تكاثر الحشرات.

وأضاف أن السبب الذي دفع البلدية الإبقاء على مياه بركة الشيخ رضوان يعود لنية البلدية حقن المياه الجوفية التي أصبحت مالحة بمياه الأمطار,مع إتباع البلدية لكافة الأساليب للقضاء على البعوض والحشرات الأخرى سواء بالرش اليومي للمنطقة المحيطة بالبركة أو القيام بزراعة الأسماك التي تتغذى على يرقات بيض البعوض.

وبين أنه تم اكتشاف العديد من البؤر في حي الشيخ رضوان وبعض أحياء المدينة وتم التعامل معها ومعالجتها فور اكتشافها، داعيا المواطنين إلى عدم التردد في إبلاغ البلدية عن أماكن تجمع المياه الراكدة أو أي أماكن يحتمل تكاثر البعوض فيها.

ويرى أن الحشرة الجديدة التي ظهرت مؤخراً لا تؤثر على الإنسان كونها تعيش على رحيق الأزهار ولا تعيش على دم الإنسان كالبعوض, ومع ذلك قامت البلدية بمتابعة شكوى المواطنين ومحاولة إنهاء الظاهرة، لافتاً إلى أن طواقم البلدية فحصت مياه البركة ولم يظهر وجود ليرقات البعوض على سطح البركة في ظل وجود الأسماك مؤكدا أن السبب مشروع استزراع الأسماك يساعد في محاربة حشرة البعوض بيولوجياً.

من جهته أخرى أوضح المهندس عبد الرحيم أبو القمبز مدير عام إدارة الصحة والبيئة في بلدية غزة : أن هناك مجموعة من الإجراءات الوقائية التي نفذتها البلدية ومن ضمنها زراعة البركة بآلاف أسماك و تركيب "جهازي" إدخال الأكسجين لتحريك المياه الراكدة لأن حشرة البعوض لا تستطيع وضع بيضها في المياه المتحركة، إضافة إلى  أن البلدية شغلت جهاز إحداث الضباب للقضاء على البعوض والحشرات .

ونوه إلى أن الأهالي يطالبون بمكافحة الحشرات بالسولار وهذه الوسائل عفا عليها الزمن لأن هناك حلولا أفضل ، لجعل البركة محمية طبيعية، مع المحافظة على راحة المواطن ومعالجة القضايا التي تؤرق حياته.

وتصر مشكلة البعوض أن تؤرق المواطنين لتطل عليهم صيف كل عام، ورغم إجراءات البلدية لحل المشكلة بطرق مستحدثة إلا أن شكوى المواطنين لا زالت مستمرة والأيام هي الكفيلة بأن تمنح المواطنين الفرصة ليروا حلولا ملموسة كما تعطي البلدية الفرصة لإثبات جدوى تقنيتها الجديدة.

البث المباشر