في مثل هذه الأيام تطل الذكرى الثامنة والعشرين لاستشهاد القائد خليل الوزير "ابو جهاد"، أحد ابرز مهندسي الانتفاضة الأولى عام 1987، ومن أهم قادة الحركة النضالية الفلسطينية، وقد تم اغتياله على ايدي عناصر الموساد في تونس.
خليل إبراهيم محمود الوزير ولد في مدينة الرملة في 10 أكتوبر 1935 عرف باسم أبو جهاد، ويعتبر من أهم مؤسسي حركة فتح وزعيم جناحها العسكري لحين استشهاده.
درس في جامعة الإسكندرية ثم انتقل إلى السعودية فأقام فيها أقل من سنة، وبعدها توجه إلى الكويت وظل بها حتى عام 1963. وهناك تعرف على ياسر عرفات وشارك معه في تأسيس حركة فتح.
في عام 1963 غادر الكويت إلى الجزائر حيث سمحت السلطات الجزائرية بافتتاح أول مكتب لحركة فتح وتولى مسؤولية ذلك المكتب.
كما حصل خلال هذه المدة على إذن من السلطات بالسماح لكوادر الحركة بالاشتراك في دورات عسكرية وإقامة معسكر تدريب للفلسطينيين الموجودين في الجزائر.
وفي عام 1965 غادر الجزائر إلى دمشق حيث أقام مقر القيادة العسكرية وكلف بالعلاقات مع الخلايا الفدائية داخل فلسطين، كما شارك في حرب 1967 وقام بتوجيه عمليات عسكرية ضد الجيش الإسرائيلي في منطقة الجليل الأعلى
. وتولى بعد ذلك المسؤولية عن القطاع الغربي في حركة فتح، وهو القطاع الذي كان يدير العمليات في الأراضي المحتلة. وخلال توليه قيادة هذا القطاع في الفترة من 1976 – 1982 عكف على تطوير القدرات القتالية لقوات الثورة كما كان له دور بارز في قيادة معركة الصمود في بيروت عام 1982 والتي استمرت 88 يوماً خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
وقد تقلد العديد من المناصب خلال حياته، فقد كان أحد أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني، وعضو المجلس العسكري الأعلى للثورة، وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، ونائب القائد العام لقوات الثورة. كما إنه يعتبر أحد مهندسي الانتفاضة وواحداً من أشد القادة المتحمسين لها.
وقد شعرت إسرائيل بخطورة الرجل لما يحمله من أفكار ولما قام به من عمليات جريئة ضدها فقررت التخلص منه.
وفي 16 أبريل1988 قام أفراد من الموساد بعملية الاغتيال، حيث ليلة الاغتيال تم إنزال 20 عنصراً مدرباً من الموساد من أربع سفن وغواصتين وزوارق مطاطية وطائرتين عموديتين للمساندة على شاطئ الرواد قرب ميناء قرطاج في تونس، وبعد مجيئه إلى بيته كانت اتصالات عملاء الموساد على الأرض تنقل الأخبار، فتوجهت هذه القوة الكبيرة إلى منزله فقتلت الحراس وتوجهت إلى غرفته وأطلقت عليه عددا من الرصاص، واستقر به سبعون رصاصة فتوفي في اللحظة نفسها.
اغتيل خليل الوزير في منزله في تونس الساعة 2 فجرا بالتوقيت العالمي الموحد في 16 أبريل 1988 وهو يبلغ من العمر 52 عاما. وأطلق عليه النار من مسافة قريبة عدّة مرات بوجود زوجته وإبنه نضال.
وقالت زوجته أم جهاد، إن زوجها كان قد وصل إلى المنزل في حدود الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت تونس، وتحدث مع عائلته وتوجه إلى مكتبه، وقالت زوجته أنها شعرت بحركة في مكتب زوجها، فتوجهت هناك، وروت ما يبدو أنه شعوره بوجود أحد وحمله لمسدسه وتوجهه نحو الباب وطلبه منها أن تبتعد، ثم دخول شاب أشقر يلبس ما يشبه الكمامة.
وتضيف أن ابو جهاد أطلق رصاصة فأفرغ المقنع خزان رشاشه في جسد خليل الوزير، وتتالي دخول ثلاثة آخرين قامو أيضا بتفريغ دفعات من خزانات رشاشاتهم في جسده، كما دخلو غرفة نوم إبنه البالغ من العمر آنذاك السنتين والنصف ومنعوا أمه من التوجه نحوه وأطلقو النار في الغرفة.
وفي عام 1997، نشرت جريدة معاريف الإسرائيلية تقريرا عن إغتيال أبو جهاد، ذكر فيه التقرير أن إيهود باراك قاد مركز قيادة الوحدة البحرية على قارب صواريخ على شواطئ تونس كان مشرفا على عملية الاغتيال.
وبحسب التقرير فإن باراك الذي كان في ذلك الحين نائب رئيس الأركان، نسق تخطيط الموساد وفرع الاستخبارات العسكرية والقوات الجوية والقوات البحرية وقوات كوماندوز نخبة وحدة استطلاع هيئة الاركان العامة الإسرائيلية.