كشف رئيس جمعية أصحاب محطات الوقود بغزة محمود الشوا، النقاب عن مباشرة الطواقم الفنية تركيب خط غاز جديد عبر معبر "كرم أبو سالم" التجاري، مبيناً أن الخط الجديد سيزيد كمية الغاز الموردة للقطاع حال إنشائه بما يكفي الاستهلاك الطبيعي لسكان غزة.
وقال الشوا في حديث خاص بـ"الرسالة نت": إن سلطات الاحتلال وافقت على إنشاء خط غاز ثاني لغزة، بعد تقديم جمعية أصحاب محطات الوقود بطلب رسمي إلى الهيئة العامة للبترول برام الله، بحاجة القطاع لخط غاز جديد".
وأوضح أن الطواقم الفنية الفلسطينية تعمل حاليًا على تركيب "الخط" بعد سماح الاحتلال للطواقم بالدخول إلى منطقة معبر "كرم أبو سالم" والعمل على انجازه بأسرع وقت ممكن، مشيرًا إلى أن خط الغاز الجديد سيكون بسعة 8 أنش لزيادة الكمية الغاز الواردة لغزة.
وأكد الشوا أن خط الغاز الجديد سينهي أزمة الغاز الحالية التي يعاني منها قطاع غزة، بعد أن يتم تركيبه، مبينًا أن الانتهاء من تركيب الخط الجديد مرهون باستقرار الأوضاع الأمنية وانتهاء فترة الأعياد الرسمية لليهود.
ولا تزيد الطاقة الاستيعابية الحالية لضخ الغاز في معبر "كرم أبو سالم" يوميًا عن 240 طناً، ويرفد الخط الثاني قطاع غزة حال إنشائه بـ 250 طناً آخرين، وبالتالي يكون مجموع الغاز المورد للقطاع من الخطين 500 طن يومي، وهي الكمية الاستهلاكية لقطاع غزة في الأوقات الطبيعية.
وأضاف الشوا أن خط الغاز الجديد سيعمل بالتزامن مع الخط القديم مما سيرفع كمية الغاز الواردة إلى قطاع غزة، والتي قد تصل يومياً إلى 500 طن، وهذا سينهى أي أزمة غاز قد تضرب بالقطاع".
وبيَّن أن الخط الحالي لا يفي باحتياجات المواطنين بغزة، حيث أن القطاع يحتاج يوميًا لنحو 300 طن من الغاز للمنازل فقط، بينما لا يورد للقطاع حاليًا سوى 180 إلى 200 طن بشكل متقطع نتيجة الحجج والأعياد والعطل الإسرائيلية.
إدارة أزمة
وفي موضوع أزمة الغاز الحالية، أكد الشوا، أن أزمة غاز الطهي تراوح مكانها منذ خمسة أشهر، قائلاً "نحن ندير الأزمة ولن تنتهي إلا بعد الانتهاء من تركيب خط الغاز الجديد". وعزا الأزمة الحالية لتخفيض الاحتلال حمولة شاحنة الغاز من 22 طنًا إلى 18 طنًا، مشيرًا إلى أنه يجرى اتصالات مع رام الله والجانب "الإسرائيلي" لإعادة إدخال الكميات المطلوبة من الغاز لغزة.
وأشار إلى أن هناك اتصالات مع الاحتلال لتطوير الخط الرئيسي بالتزامن مع عمل خط الغاز الجديد مما سيزيد من كميات الغاز الداخلة إلى القطاع.
وتتحجج سلطات الاحتلال بأن الخط الوحيد للغاز غير قادر على ضخ الكميات اللازمة لقطاع غزة، بعد تخصيص الاحتلال معبر "كرم أبو سالم" كممر تجاري وحيد لغزة مطلع يناير 2012، حيث أصبح القطاع يعاني نقصًا كبيرًا في كميات غاز الطهي الواردة إليه والمخصصة للمنازل كونها لا تكفي لتغطية احتياجات السكان.
وفيما يخص غياب السلامة الأمنية في معبر "كرم أبو سالم"، قال الشوا: إن الاحتلال سمح للطواقم الفنية بتطوير المعبر، وتمديده بتجهيزات ستساعد في حفظ سلامة العاملين"، ومضى يقول: " إجراءات السلامة التي سمح الاحتلال بدخولها للمعبر تعتبر بسيطة بالنسبة للمعابر التجارية مع الاحتلال في الضفة، لكن من شأنها أن تحافظ على سلامة العاملين".
ويفتقر معبر "كرم أبو سالم" الذي يضخ من خلاله مئات الأطنان من الوقود والغاز يومياً إلى أدنى مقومات الأمان والسلامة والحماية العاملين بداخله.
وتابع الشوا: "إن معبر كرم أبو سالم لا يستحق أن يطلق عليه اسم معبر، فهو عبارة عن صحراء يوجد بها مكعبات اسمنتية وسياج وأنبوب لنقل البترول فقط، حيث لا يتوفر داخله طواقم من الدفاع المدني للتعامل مع أي حريق من الممكن أن يندلع في أي وقت".
يشار إلى أن شابين من عائلة بهلول لقيا مصرعهما عام 2014، حرقاً جراء انفجار في شاحنات للوقود والغاز داخل المعبر، حيث رفض الاحتلال حينها دخول طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلا بعد ساعات من الحادث. والانفجار الذي وقع داخل معبر "كرم أبو سالم" لم يكن الأول من نوعه، فقد وقعت عدة انفجارات سابقة داخل المبعر، لخطورته واحتوائه على مواد سريعة الاشتعال والانفجار، مخلفة العديد من الضحايا والإصابات.