قائد الطوفان قائد الطوفان

الأخطر في الانتفاضة .. عملية القدس تدشن مرحلة جديدة

صورة من مكان العملية
صورة من مكان العملية

الرسالة نت- محمود هنية

ساعات قليلة فصلت بين احتفال النخب الأمنية والسياسية الإسرائيلية بكشف نفق على حدود غزة، وبين الضربة القاسمة التي تلقتها سلطات الاحتلال في قلب مدينة القدس المحتلة، في عملية فدائية أقر الاحتلال بإصابة عشرين إسرائيلي منهم 5 بحالة الحرج الشديد.

عملية القدس التي يعتقد بوقوف استشهادي خلفها، وفقًا لما تقوله وسائل إعلام الاحتلال، هي الأعقد والأخطر والأكثر صدمة لدى الكيان على كافة أصعده السياسية والأمنية والمحلية، وفقًاً لمراقبين في الشأن الإسرائيلي، وهي تعبير عن مرحلة جديدة في مسار الانتفاضة.

ويقول علاء الريماوي المختص في الشأن الإسرائيلي لـ"الرسالة نت": إن العملية هي الأهم خلال الأشهر الستة الماضية من عمر انتفاضة القدس الثالثة، وقد شكلت صدمة موجعة للاحتلال، خاصة في ظل الحديث عن عبوة ناسفة مستخدمة في العملية".

ويؤكد الريماوي أن العملية ستعد الأكثر أثراً وستقرأ على أنها أحد العمليات التنظيمية، ما يعني أن الانتفاضة قد دخلت مرحلة جديدة خاصة على صعيد تنظيم العمليات، خاصة بعد إعلان الكيان العبري مرارًا عن كشفه لمجموعات وخلايا لفصائل فلسطينية حاولت تنفيذ عمليات فدائية من هذا النوع.

ولفت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي أعلن عن رغبة حماس والجهاد وفصائل أخرى، بالعودة إلى هذه العمليات التي توقع إصابات كبيرة في الاحتلال لردعه ودعم الانتفاضة.

وعلى صعيد الإجراءات الإسرائيلية المحتملة، فأكدّ الريماوي أن التهديد باجتياح الضفة لم يعد مؤثرًا لأنها مستباحة ومجتاحة أساساً، وبالتالي فقد الإسرائيلي كل معايير التأثير الممكنة لضرب الضفة المحتلة وتطويعها.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية لا يمكنها أن تفعل أكثر من الاعتقالات التي تباشرها بشكل شبه يومي ضد حماس والجهاد، وتصعيد التنسيق الأمني الذي لم يتوقف منذ سنوات عديدة.

ونوه إلى أنه لا يمكن التنبؤ بما تحمله الانتفاضة من مفاجآت جديدة على صعيد مسارات المواجهة مع الاحتلال.

 خيارات مفتوحة

من جهته، قال محمود مرداوي المختص في الشأن السياسي، أن عملية القدس دليل على استمرارية الانتفاضة ووصولها إلى الذروة، وهي إجابة شافية على فشل كل الإجراءات الأمنية وعجزها عن مواجهة الإرادة الفلسطينية في التصدي للاحتلال.

ورغم حديث الاحتلال عن عملية استشهادية، إلا أن مرداوي، استبعد أن تعود العمليات الاستشهادية في الوقت الراهن، لوجود قرار استراتيجي باستمرار الطابع الشعبي فيها، مستدركًا "أن ذلك لا يمنع أنها ستشهد أنواعًا من العمليات الفدائية التي غالبًا ما يكون خلفها عمل فردي".

وأوضح أن الفلسطينيين سيبحثون عن طرق ووسائل أكثر إيلامًا لمعاقبة الاحتلال، ما يعني أن كل الخيارات ستكون مفتوحة في المواجهة مع الاحتلال.

ضربة مزدوجة

بدوره، أكدّ صالح النعامي المختص في الشأن الإسرائيلي، أن عملية القدس جاءت كضربة مزدوجة للاحتلال والسلطة على حد سواء، فهي من ناحية نسفت رواية المستوى السياسي والعسكري داخل الكيان، حول قدرتهم على تقليص عمليات الدهس والطعن، و"أن التباهي بذلك كان سابقًا لأوانه".

وقال النعامي لـ"الرسالة نت": إنّ العملية جاءت ضربة للسلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس الذي تباهى بقدرته على وقف العمليات والحد منها بسبب التنسيق الأمني".

وأضاف أن "العملية أعادت الحياة للمقاومة الفلسطينية، وتسببت بخلط الأوراق بشكل كبير داخل الكيان".

وحول انعكاسات العملية، فأكدّ أن ما يذاع إسرائيليا يشير إلى أن العبوة غير تقنية ما يعني أنها فردية، وأن أي فرد سيمكنه من تنفيذ العمليات ضد الاحتلال، وهو ما يشكل خطرًا حقيقيًا عليه.

ويجمع المراقبون على أن عملية القدس تمثل تدشين لمرحلة جديدة على صعيد استمرار الانتفاضة، وتنذر بإمكانية دخول أشكال وأساليب جديدة في مسارها.

البث المباشر